منتدى الجوائز العربية بالرياض يبحث تعزيز وضع المرأة المبدعة عربيًا

جانب من ندوة المرأة والجوائز العربية
جانب من ندوة المرأة والجوائز العربية

كتبت: منصورة عزالدين

عقد منتدى الجوائز العربية دورته الثالثة، فى الفترة من 6 إلى 7 أكتوبر الحالى، على هامش معرض الرياض الدولى للكتاب، وقد خصصت هذه الدورة ندوتها لمناقشة موضوع مهم هو المرأة والجوائز العربية، وتحدث فيها كل من الروائية السورية شهلا العجيلى والأكاديمية الإماراتية فاطمة الصايغ والروائى الجزائرى، واسينى الأعرج وكاتبة هذه السطور، وأدارها الكاتب والأكاديمى السعودى صالح المحمود.

معهد العالم العربى يكرم أمير مكة

وقد افتتح فعاليات هذه الدورة سمو الأمير خالد الفيصل؛ مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، ورئيس هيئة جائزة الملك فيصل الدولية، والرئيس الفخرى لمنتدى الجوائز العربية، وكان ضيف شرف الافتتاح د. محمد ولد أعمر مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).

وقد بدأت فعاليات المنتدى بتكريم صاحب السمو الملكى الأمير خالد الفيصل من معهد العالم العربى فى باريس، وأعقب هذا كلمة د. عبد العزيز السبيّل؛ الأمين العام لجائزة الملك فيصل، ورئيس منتدى الجوائز العربية، أعرب فيها عن شكره وتقديره لأمير مكة المكرمة، لإيمانه وعمله على دعم المؤسسات والكيانات ذات البعد العربى الأشمل، والتأثير الأقوى، إيمانا منهً بأنّ العمل الثقافى هو المكوّن الأسمى الذى يمكن له تقريب المسافات الجغرافية بين أبناء الشعوب العربية والعمل من أجل وحدتها، وبناء إنسان عربى واثق من نفسه ومتمسّك بأصالته معتز بتراثه، منفتح دون انبهار، على الثقافات العالمية من حوله محترم لها ومنتفع منها.

وشكر السبيّل مسئولى الجوائز العربية على تبنيهم لفكرة المنتدى منذ البدء، والعمل على إنجاحه، وعلى منحهم الثقة لجائزة الملك فيصل العالمية لاحتضانه، إذ عمل المنتدى خلال الفترة الماضية على تبادل الخبـرات والزيارات بين الجوائز الأدبية والثقافية والعلمية فى المنطقة العربية، الأمر الذى أثر إيجابًا فى عمل عددٍ من الجوائز وسير أعمالها؛ سعيًا لتطويرها ودعمها لتحقيق طموح المبدع والمثقف والباحث العربي.

وقال الدكتور السبيّل: نعتز جميعاً فى منتدى الجوائز العربية بالأثر الإيجابى الذى حققه هذا التجمع العربى، ونتيجة للاجتماعات السابقة التى جرى فيها تبادل الخبرات، والاطلاع على الأنظمة واللوائح للجوائز العربية، قامت بعض الجوائز بتقييم عملها وأنظمتها، وأعادت صياغة بعض لوائحها، كما تقدّم عدد من الجوائز بالتعبير عن رغبتها فى الانضمام للمنتدى، وهو أحد موضوعات جدول أعمال الجمعية العمومية فى اجتماعها المقبل.

أما محمد ولد أعمر؛ مدير عام منظمة الألكسو، فقد أشاد بدور منتدى الجوائز العربية فى تقوية أواصر التعاون بين الهيئات المشرفة على الجوائز العربية، وفى تعزيز العمل الثقافى والعلمى العربى، وترسيخ الهوية العربية.

وفى كلمته أشار الروائى الكويتى طالب الرفاعي؛ نائب رئيس المنتدى إلى أهمية الدور الذى يقوم به المنتدى وشدد على أن الكاتب العربى يبدع فى ظروف صعبة ويحتاج إلى الدعم والاهتمام.

وقد قام المنتدى بتكريم ثمانى شخصيات ثقافية عربية من رواد الجوائز العربية وهم: د. جابر عصفور، وتسلَّم درع التكريم نيابةً عنه د. هشام عزمى الأمين العالم للمجلس الأعلى للثقافة فى مصر، ود. أسعد عبد الرحمن والشاعر المغربى حسن نجمي؛ الأمين العام لجائزة الأركانة الشعرية والناقد السودانى مجذوب عيدروس؛ الأمين العام لجائزة الطيب صالح للإبداع الروائى العربى ود. أحمد الضبيب ود. فهد السمارى وساسى حمام ود. سعيد السعيد؛ الأمين العام لجائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة.

وفى ثانى أيام الدورة الثالثة من المنتدى، عُقدت الجمعية العمومية له بمقر جائزة الملك فيصل، وبحضور ممثلين عن 17 جائزة عربية، ورأس الجمعية د. عبد العزيز السبيّل. وناقشت سبل التعاون بين هذه الجوائز من خلال المنصّة الرقمية لكل جائزة، ودشنت الجمعية المنصة الرقمية المطورة لمنتدى الجوائز العربية. واطلع أعضاء الجمعية العمومية على طلبات مقدمة من عدد من الجوائز العربية للانضمام للمنتدى، واستوفت ست جوائز منها شروط العضوية وفقًا للائحة التنظيمية للمنتدى وهي: جائزة الألكسو الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية وجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية وجائزة الرافدين وجائزة الأمير عبد الله الفيصل للشعر العربى وجائزة الشباب العربى وجائزة ابن خلدون سنجور للترجمة.

ويعد أهم شروط الانضمام إلى منتدى الجوائز العربية أن تكون الجائزة متاحة لجميع العرب وليست جائزة محلية. ويعمل المنتدى على الارتقاء بالجوائز العربية والتنسيق والتعاون فيما بينها؛ لتطوير البيئة العربية المحفزة للإبداع والتميز من خلال تبادل الخبرات والمعلومات، واقتراح أفضل السبل لتجاوز التحديات التى تواجه الجوائز العربية.

ومن جهة أخرى، عُقِد لقاء بين أعضاء المنتدى وبين المدير العام للمنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» د. محمد ولد أعمر، بحضور رئيس المجلس التنفيذى للمنظّمة هانى المقبل، والأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، وتناول اللقاء الرؤى والملاحظات والمقترحات والآراء بين المنتدى والمنظّمة، وسبل التعاون والتكامل والتنسيق لدعم الثقافة العربية عبر العمل الجماعى المشترك.

ومن بين حضور فعاليات منتدى الجوائز العربية فى دورته الثالثة د. على بن تميم؛ رئيس مركز أبو ظبى للغة العربية والأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، ود. هشام عزمي؛ أمين عام للمجلس الأعلى للثقافة فى مصر ود.معجب الزهرانى مدير عام معهد العالم العربى فى باريس والباحث والكاتب الجزائرى الطيب ولد العروسى مدير كرسى معهد العالم العربى فى باريس والشاعر المغربى مراد القادرى رئيس بيت الشعر فى المغرب والناشر بسَّام الكردى من المركز الثقافى العربى للكتاب فى المغرب وهو الناشر الشريك فى مشروع «100 كتاب وكتاب» الذى أُنجِز بالتنسيق بين معهد العالم العربى بباريس، ممثلًا فى «كرسى المعهد» ومؤسسة جائزة الملك فيصل العالمية.

ويهدف هذا المشروع إلى التعريف بمائة عالم وباحث، من العرب والفرنسيين، ساهموا فى تقديم إحدى الثقافتين للأخرى وتعزيز مختلف أشكال الحوار الجاد والتفاعل الخلاق بين ضفتى المتوسط، خلال القرنين الماضيين. وقد اختارت لجنة علمية مشتركة ستين شخصية عربية وأربعين شخصية فرنسية، خُصصت كتب المشروع للتعريف بها.

ونبع اختيار «المرأة والجوائز العربية» موضوعًا لندوة المنتدى فى دورته هذه، من إيمان القائمين على المنتدى بضرورة تعزيز وضع المرأة المبدعة فى كافة المجالات علمية كانت أو أدبية. وقد أجمع المشاركون فى الندوة على أن الإحصاءات تدل على عدم التكافؤ عدديًا بين أعداد الفائزين والفائزات بالجوائز العربية، وإن كانت د. فاطمة الصايغ قد استعرضت بالأرقام وضع المرأة فى جائزة العويس منذ إنشائها؛ كونها عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن على العويس، فإن الروائية السورية شهلا العجيلى نادت بضرورة الارتقاء معرفيًا بأعضاء لجان التحكيم بحيث يكونوا مطلعين على أحدث اتجاهات الكتابة وأحدث المدارس النقدية، وتكلم الروائى الجزائرى واسينى الأعرج عن تهميش المرأة باعتباره مرضًا متجذرًا فى ثقافتنا، فى حين توقفت كاتبة هذه السطور أمام بعض الأرقام الدالة وضربت أمثلة بجوائز نجحت فى إحداث درجة عالية من التوازن بين المبدعين والمبدعات لاهتمامها باختيار لجان تحكيم تتسم بالتخصص والكفاءة.

واتسمت مداخلات الجمهور بالتنوع والعمق لأن معظمهم من الأكاديميين والمثقفين، ومن بين من قدموا مداخلات وأسئلة الناقد الكبيرة سعاد المانع والأكاديمية هتون الفاسى ود. معجب العدوانى وآخرون.