معركة استخباراتية صامتة بين «الدولفين» الإسرائيلية و«قلعة بنى عباس» الجزائرية

غواصة جزائرية حديثة صناعة روسية
غواصة جزائرية حديثة صناعة روسية

بين كشف فرنسى، ونفى جزائري، وصمت إيجابى إسرائيلي، تدور رحى معركة استخباراتية صامتة، بين تل أبيب والجزائر.

فى 1 أكتوبر الجاري، نشر موقع «ميناديفينس» الفرنسى للشئون العسكرية، تقريرًا يؤكد وقوع حادث بحرى قرب المياه الإقليمية الجزائرية، طاردت خلاله غواصة جزائرية غواصة إسرائيلية. فى اليوم التالي، نفت وزارة الدفاع الجزائرية ما تم نشره بشأن المطاردة المزعومة، بالتوازى مع فتح مناورات بحرية من قبل قواتها البحرية. وأكدت الوزارة أنه لم تقع حوادث يومى 29 و 30 سبتمبر 2021 أثناء إجراء تمرين بحرى مركب باسم «ردع 2021» وأن «المعلومات المتداولة فى وسائل الإعلام غير صحيحة قطعا».

فى رد واثق لا يخلو من التحدى، أكد الموقع الفرنسى أنه لا يتحدث عن هذين اليومين اللذين أشارت إليهما وزارة الدفاع، ولكن فى اليوم السابق. وأن الحادث المشار إليه وقع فى 27 سبتمبر، قبل بدء المناورات «أثناء تجهيز المنطقة للمناورة وإزالة السفن التجارية لمنع الحوادث وأعين المتطفلين، وتم التعرف على غواصة دولفين إسرائيلية باستخدام الرادارات السلبية». وأن البحرية الجزائرية «تبعت الغواصة الإسرائيلية مما أجبرها على الظهور إلى السطح فى المياه الدولية ثم مغادرة المنطقة».

فى هذه الأثناء التزمت تل أبيب الصمت دون نفى يذكر، على العكس، حرص موقع «نتسيڤ» الإسرائيلى على نقل تأكيدات بوقوع الحادث من مواقع عسكرية أخرى روسية  وأوروبية.

كشف الموقع الفرنسى تفاصيل المطاردة بأنه تم اكتشاف «الدولفين» بالوسائل الصوتية للغواصة «كيلو» الجزائرية. وسرعان ما تم اتخاذ القرار بمطاردتها بقوة دون استخدام السونار. تفاديا لرصدها من قبل غواصة الدولفين. لعبت السفينة «قلعة بنى عباس» التى كانت جزءًا من التدريب (كسفينة قيادة) دورًا مركزيًا فى العملية بنشر مروحيتين حربيتين من طراز «سوپرلينكس» مضادة للغواصات. واصلت المروحيتان بوسائلهما البصرية وكاشفات الشذوذ المغناطيسى القتال بينما دفعت غواصتا «كيلو 636» الغواصة الدخيلة  للفرار شمالًا. بسبب الحصار الجزائري، فضل طاقم «دولفين» الظهور على السطح للإشارة إلى تخليها عن المهمة وابتعادها عن الساحل الجزائرى إلى حافة المياه الدولية وظهرت الغواصة الإسرائيلية خارج المنطقة.

من الطبيعى أن يبرز سؤال ملِّح عن الدوافع الإسرائيلية وراء استهداف الجزائر، خاصة فى الآونة الأخيرة، هل هى عسكرية بحتة نظرًا للموقع المتقدم الذى تشغله القوات البحرية الجزائرية فى المنطقة، وحصولها مؤخرًا على أحدث غواصة روسية، أم انها سياسية فى المقام الأول؟

التقدير السائد هو أن التجسس الإسرائيلى على الجيش والبحرية الجزائريين هو جزء من العداء بين الجانبين بعد أن قادت الجزائر حملة لتأجيل قبول إسرائيل كعضو فى الاتحاد الأفريقى وكمحاولة لتعميق الخلاف بين الجزائر والمغرب.


يؤكد موقع «ميناديفينس» صاحب الكشف أن دوافع إسرائيل لابد أن تكون فى ترتيب الاستخبارات وجمع المعلومات الفنية، واختبار ردود البحرية الجزائرية للتنبؤ بالإجراءات التى تتخذها أطقم العمل الجزائرية فى حالة حدوث نزاع. وأيضًا لجمع البيانات حول عمليات الإرسال للبحرية الجزائرية وتشفيرها. خاصة أنه كان من المتوقع أن تطلق غواصة جزائرية واحدة على الأقل صاروخ «كاليبر» أو أكثر. فى هذه الحالة، ستكون «دولفين» قد حصلت على التوقيع الصوتى الثمين الذى يشير إلى فتح ضربات الصاروخ وتسجيل صوت روتين الإعداد لإطلاق النار ثم إطلاقها.

اقرأ أيضا | إسرائيل تتقارب مع إيران على نار «غير هادئة»!