إسرائيل تتقارب مع إيران على نار «غير هادئة»!

نفتالى بينت
نفتالى بينت

تباينت ردود الفعل الإسرائيلية حول تسريبات عبرية، أكدت قبول حكومة نفتالى بينت مبدئيًا بدولة نووية إيرانية، توقع اتفاقا نوويا يحظى برضا إسرائيل، ويغاير ما جرى التباحث حوله فى ڤيينا بين واشنطن وطهران، مقابل تراجع نظام إبراهيم رئيسى عن بناء قنبلة نووية، أو بعبارة أخرى اقتصار النووى الإيرانى على الأغراض السلمية، وتعهد واشنطن وموسكو بضمان التزام الدولة الفارسية بتنفيذ بنود الاتفاق المزمع.
وبينما جسَّد رئيس الموساد السابق يوسى كوهين صوت المعسكر الإسرائيلى الرافض، وقف نظيره الأسبق إفرايم هاليڤى فى طليعة المؤيدين، ولكن «على استحياء»، مؤكدًا أن سياسة نتانياهو وساعده الأيمن كوهين، هى المسئولة عن قوة الموقف الإيرانى وضعف نظيريه الأمريكى والإسرائيلي، اللذين وضعا الجميع فى الوقت الراهن أمام القبول قسرًا بدولة نووية إيرانية.    


التسريبات التى نشرها موقع «دبكا» العبري، وأثارت جدلًا واسعًا فى إسرائيل، أشارت إلى أن السؤال لم يعد: هل تجنح إسرائيل نحو الموقف الأمريكى فى إطار ما يُعرف بـ«الخطة B»، للتعاطى بصورة مغايرة مع برنامج إيران النووي؟ وإنما صار: متى يتم توقيع اتفاق بهذا الخصوص؟، خاصة فى ظل تأكيد التسريبات أن طواقم فى واشنطن وموسكو وطهران وتل أبيب، تعكف حاليًا على صياغة بنود الاتفاق المزمع، وبات من غير المستبعد توقيعه أواخر أكتوبر الجاري، أو نوڤمبر المقبل، إذا لم يضع نظام رئيسى عراقيل أمام تمريره.
وفى إطار الشواهد التى ربما تؤكد صحة التسريبات، لقاء وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن قبل أيام بنظيريه الإسرائيلى يائير لاپيد، وعزوفه عن لقاء وزير الخارجية الروسى سيرجى لاڤروڤ، رغم تزامن اتصال بلينكن بالوزيرين. ورغم تأكيد اقتصار محادثاته مع الضيف الإسرائيلى على «رؤية حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية»، لكن الدعوة التى تلقاها رئيس وزراء إسرائيل نفتالى بينت من الرئيس الروسى ڤلاديمير پوتين لزيارة موسكو فى الثانى والعشرين من أكتوبر الجارى، تؤكد هى الأخرى ما يجرى طهيه على نار غير هادئة بخصوص إيران. ولا تبعد عن الغرض ذاته زيارة المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل لإسرائيل؛ إذ تشى مباحثاتها المطولة مع بينت بالضلوع فى التطورات الجديدة، نظرًا لدورها السابق فى المباحثات السابقة.

ويبدو أن دوائر تقدير الموقف الإسرائيلية أضحت تتعامل مع المعطيات الجديدة بلغة الأمر الواقع، لكن تناولها عكس توجسًا إزاء إشكاليتين لا يمكن تجاهلهما، الأولى: عمليات القصف الإسرائيلية لأهداف تابعة لإيران وأذنابها فى سوريا وغيرها. ثانيًا: موقف «الأصدقاء الجُدد»، ومدى تأثيره على مستقبل ما يُعرف بـ«الاتفاقات الإبراهيمية».
وفى حين تحذر دوائر المعارضة من انعكاس الإشكاليتين على واقع إسرائيل الإقليمي، خاصة على المسارات الاقتصادية، والدبلوماسية، والأمنية؛ ترى الدوائر المؤيدة - وهى بالقطع محسوبة على حكومة بينت - أن الاتفاق المزمع مع إيران يكبح جماحها، ويقوض أنشطة أذنابها فى المنطقة، فضلًا عن أن «الأصدقاء الجُدد»، لم يتنازلوا عن علاقاتهم بإيران، رغم دفء العلاقات مع إسرائيل.