رجال صنعوا النصر| بطل «تبة المثلثات» يروي تفاصيل الملحمة

 العميد متقاعد نبيل موسى
العميد متقاعد نبيل موسى

تكونت ملحمة أكتوبر المجيدة، عبر عدة ملاحم دارت في معارك كان أبطالها شباب مصري خرج من نبت المحروسة، من بينهم المقدم نبيل موسي ضابط المدفعية تخصص الصواريخ الموجهة ضد الدبابات وقائد الكتيبة، والذي شارك في معركة تبة المثلثات والذي يروي لنا اليوم ذكرياتها:
 
يقول البطل في البداية: «صباح يوم ١١ أكتوبر بدأ طيران العدو القصف بشكل عنيف  ظهرت في الأفق عدد من الدبابات، حددت عناصر الاستطلاع محلاتها وطرق تقدمها وهدرت نيران المدفعية المصرية، لكي تفاجئها في العمق وتربك تشكيل  قتالها وتؤخر هجومها حتى تبين القيادة نوايا العدو من القصف الجوي المركز على التبة «تبة المثلثات»، وتوقعت القيادة أن يقوم العدو إبرار جوي على الموقع أو خلفه، نتيجة الخسائر التي لحقت بالموقع أمر القائد بدفع سرية جديدة للاختباء خلف الموقع والاستعداد باستمرار لمهاجمة العدو بمجرد قيامه بالإبرار».
 
ويضيف: «فعلا بدأ الإبرار في الساعة العاشرة والنصف بعدد من الهليكوبتر على مراحل خلف وفوق وأمام الموقع ومنها تدفقت عربات مدرعة مطلقة نيرانها في كل اتجاه وفي نفس الوقت تحرك العدو بعدد من الدبابات والعربات المدرعة ٢/١ جنزير  لمهاجمة الموقع من الأمام والتف حول الجانب الأيسر، واشتعلت روح القتال في أعماق رجال الموقع المصري فوق تبة المثلثات ١٠٠، واندفعوا للقتال بما فيهم الجرحى ودار قتال متلاحم  ضار وشرس  ومرير وفي هذه اللحظة أصدر القائد أوامره إلى السرية المختفية بالهجوم».

 
ويكمل: تم دفع عدد من  الدبابات من اللواء المدرع، بقيادة حسن عبد  الرحيم  والملتفة حول الموقع، وتؤمنها  كتيبة صواريخ موجهة مضادة للدبابات من دعم فرقة المشاة بقيادة المقدم نبيل موسى، وفوجئ العدو بالهجوم من الخلف والأجناب أثناء الاشتباك في القتال فوق الموقع، وأصيب بالإرتباك، وحققت المفاجأة إثرها في انهيار العدو رغم تفوق قواته وأخذ فى الارتداد واندفعت القوات خلفه وتم تدمير عرباته المجنزرة التي برها فوق الموقع وعدد كبير من الدبابات وخسر العدو عدد من القتلى، بالاضافة إلى إصابة أعداد كبيرة والتقطت إشارات استغاثة وهلع  منها استغاثة بصوت أحد الطيارين الهليكوبتر يبكي  ويصف المشهد  بأنه فظيع ويطلب النجدة وبعدها توقفت محاولات العدو  ولم يهاجم الموقع رغم تأثيره على دفاعاته.


ويستكمل العميد متقاعد نبيل موسى حديثه قائلا: «أثناء هذه المعركة كانت أوضاع خلف العدو، واتجاه الاشتباك  لكتيبتي من الشرق إلى الغرب، حيث كان خط النيران الذي احتلته الكتيبة خلف العدو المخترق فى نطاق الفرقة الثانية، وقد استشهد من كتيبتى بنيران الهليكوبتر والدبابات  الشهيد عبد الحميد بركات، وأصيب البطل محمد شحاته والنقيب رحمى أحمد شاكر وتم إسعافه أثناء القتال فى مكان اصابته «للمرة الثانية فى الحرب تهجم الكتيبة من الشرق إلى الغرب حيث تم ذلك مساء ٦ أكتوبر بغرض حصار القنطرة ومنع هروب العدو من تحصينات المدينة، وفي ذات الوقت تدمير كتيبة الدبابات القادمة من العريش لنجدة قوات القنطرة.

واختتم العميد متقاعد نبيل موسي حديثه قائلا: "بالنسبة لي شخصيا أنا دخلت حرب أكتوبر، وأنا أحمل مرارة ذل أحداث يونيو 1967 التي كان الجيش برئ منها، لذلك عندما طلبوا مني في نهاية القتال أكتوبر 1973 أن أتقدم بتقرير عن الأعمال البطولية، لم أتقدم إلا بتقارير عن المرؤوسين لأن مكافأتى كانت رد شرف من ذل 67، ولازلت أتحدث عن رجالي فقط، ويمكن أن أقدم لك نماذج من أعمال أبنائي لأن الحقيقة أني قد دربتهم بقسوة شديدة، فحاربوا ببسالة دون حاجة لأي توجيه مني".