وسط التغيرات المناخية ، والتقلبات الجوية ، وتغيير فصول السنة الاربعة ، وبداية العام الدراسى الجديد ، والتشديد على الاجراءات الاحترازية ، قرر عم ضم ضم تغيير الاستراتيجية الخاصة به ، من الجلوس أمام دكانه الصغير ، والنميمة على سكان الحى ، وعلى الرايح والجاى ، الى عمل جولات تفقدية على الاحياء المجاورة ، كى يفتح مجالات ، وحكاوٍ جديدة للنميمة ، فقد يتمكن من ضم رفاق جدد ، او ينجح فى نقل خبرته الى نمامين جدد .
استقل عم ضم ضم سيارة ميكروباص ، وأمام اقدم ، واعرق ، واكبر مدارس المحافظة أوقف السائق ليتفقد الطلاب وهم يتجمعون امام باب المدرسة الصغير بالمئات ، بينما باب المدرسة الكبير جداً جداً مغلق امام الطلاب طبعاً ، والعديد من السيارات واقفة امام البوابة ، تعجب عم ضم ضم من إتاحة الفرصة للسيارات لاستغلال الباب الكبير، وحرمان الطلاب ،
فجأة ... انتبه الجميع بالشارع امام المدرسة العريقة ، البعض يجرى هنا والبعض الآخر يجرى هناك ، سأل عم ضم ضم ماذا حدث ؟ ؟؟
مسئول حضر لزيارة المدرسة العريقة . هنا قرر عم ضم ضم ان يتحدث مع المسئول عن هذا المشهد الكارثى الذى يتعرض له الطلاب ، استعد عم ضم ضم ، وقف ينتظر مرور موكب المسئول المكون من سيارتين دفع رباعى لونهما اسود وسيارة بيضاء نصف نقل ، تقدم عم ضم ضم نحو السيارة الوسطى الذى يستقلها المسئول ليجدها بدون لوحات معدنية ، فجأة غَيَّر عم ضم ضم اتجاه سيره وعاد ليركب الميكروباص ،
سائق الميكروباص : لماذا لم تتحدث مع البيه عن زحام الولاد
عم ضم ضم : زحام ايه ... دا البيه راكب عربية من غير نمر
السائق : نمر ايه يا عم الحاج ، ده راجل معروف ، وعربيته معروفة ، وبعدين معاه عربيتين بنمر
عم ضم ضم : أنا عارف كل ده ، بس المفروض انه يكون قدوة
السائق : أكيد هو مش عارف انه راكب عربية من غير نمرة
عم ضم ضم : رأيك كده ، طب لف شوية يكون خرج من المدرسة وهو ماشى أحاول اقول له عن زحام عيالنا دول .
تحرك السائق ، وامام مدرسة اخرى يتزين اسمها بكلمة « النموذجية « وامام ابتسامة عم ضم ضم ، بعد ان قرأ اسم المدرسة فى صمت بينما ارتفع صوته عندما وصل الى « النموذجية « ، ليشاهد تكدسا كبيرا من الأهالى والطلاب والباعة الجائلين ، يصمت عم ضم ضم ، يضع رأسه على مسند الكرسى الذى امامه ، ينطلق السائق .
وما زال البحثُ جاريًا على عم ضم ضم والسائق.