‏Venom 2 .. فيلم لن تشاهده إلا مرة واحدة !

فيلم ‏Venom 2
فيلم ‏Venom 2

كان العالم السينمائي للقصص الهزلية المصورة، والذي يعرف بـ «CBMU» صاخبا لفترة طويلة من الوقت، بسبب الرغبة في حدوث توسع حقيقي يشمل جميع شخصيات عالم «مارفل» السينمائي، بما في ذلك شخصية «سبايدر مان»، أولى شخصيات القصص المصورة التي اخترقت شاشة السينما، ومع صدور الجزء الثاني من فيلم «Venom» - والذي يحمل اسم «Let there be carnage» - يبدو أن «Venom» ذلك الكائن الضخم الذي يمتلك شهية لا تشبع، يبحث عن مكان أوسع له في عالم «مارفل».. لكن جاء الجزء الجديد بمستوى لا يبشر بذلك التوسع، لأنه لم يعتمد على المقومات التي تجعل من ذلك الوحش العملاق وجها مستمرا مع السلسلة، من النص المتماسك والحوار القوي والشخصيات الأكثر إثارة للإهتمام.

عندما تم إصدار الجزء الأول من «Venom» عام 2018، تعرض للنقد على نطاق واسع بسبب كونه فيلم كوميدي أكشن عالي الصوت والخيال، ومع ذلك وصل إجمالي إيراداته في جميع أنحاء العالم إلى 856 مليون دولار، وبالتالي فالجزء الثاني كان لا مفر منه، في حين أن فيلم «Let There Be Carnage» جاء أفضل نسبيا من الجزء الأول، بسبب إلتزامه أكثر بالزاوية الكوميدية، وتميز بطله النجم الإنجليزي توم هاردي في لعب شخصية الصحفي التعيس الذي يحل وحش غامض ضيفا على جسده، لكن للآسف ينفذ الوقود سريعا من القوى المحركة للفيلم، في منتصف الطريق، وهو من المفترض وقت ذروة الأحداث، وهو ما يفسر قصر مدة الفيلم التي لم تتجاوز الـ90 دقيقة، وهو ليس بالأمر الجيد عندما يكون الفيلم مدته 90 دقيقة فقط.

تبدأ أحداث الجزء الجديد بعد مرور عام ونصف من أحداث الجزء الأول، حيث يعيش الصحفي الاستقصائي «إيدي بروك» في سان فرانسيسكو مع رفيق السكن الدائم - الكائن الفضائي «Venom» -  محاصرون داخل جسد إيدي والعكس صحيح، على الرغم من أن «فينوم» ينزلق أحيانا خارج شكل إيدي حتى يتمكنا من المزاح وجها لوجه، ويقضي إيدي وفينوم معظم وقتهما يتشاجران حول ماذا سيأكل الوحش على العشاء، فالأخير يفضل تناول العقول البشرية، لكنه وافق على مضض على أن يعيش على نظام غذائي من الدجاج والشوكولاته، على الأقل في الوقت الحالي.

في هذه الأثناء نشاهد شخصية كليتوس كاسادى - والتي يلعبها الممثل وودي هارلسون - وهو قاتل متسلسل مختل، يطلب حضور إيدي لإجراء مقابلة معه في السجن، وهي المقابلة التي يكشف فيها كاسادي عن مكان دفن جثث ضحاياه المتعددين، وعند زيارة إيدي الثانية للسجن، يحدث شيء مروع وفظيع - لكن لا إيدي ولا فينوم الذي يفترض أنه من عالم آخر يكتشفانه حتى فوات الأوان - ليهرب كاسادي من السجن ليلة إعدامه، تاركا ورائه مذبحة دموية وبطلها الأول، حيث أصبح جسد كاسيدى هو الآخر مضيف لوحش قوي ضخم معروف باسم «كارنيج».

تستمر كذلك الجميلة الرائعة ميشيل ويليامز في أداء شخصية «آن وينج» الخطيبة السابقة لإيدي، وفي الجزء الجديد نراها مخطوبة للطبيب «دان لويس»، وهو الذي جعل إيدي يعيش في حسرة، وكذلك فينوم الذي يتبين مع الأحداث أنه كان معجبا بها.. فهل إذا عادت آن إلى إيدي ستنجح في التكيف مع وجود فينوم في حياتهما؟

يستهدف الجزء الجديد بشكل مباشر عشاق ذلك الثنائي الغريب «إيدي» و« فينوم»، وخاصة مع النجاح الجماهيري الكبير الذي حققه الجزء الأول، ورغم ضعف السيناريو، إلا أن هاردي يستمر في تقديم الشخصية المرحة التي تضطر للتعايش مع كائن فضائي متوحش خفيف الظل، ويتضح الجهد الكبير الذي بذله هاردي من أجل خروج أداءه بذلك الشكل المميز، وبإستثناء أداء توم وميشيل وهارليسون، فشل مخرج العمل إندي سركيس في هذا الاختبار، ليأتي الفيلم تجربة غير جيدة لن تريد مشاهدتها مرة ثانية.