صباح الفن

الجونة.. خمس سنوات من الشغف

انتصار دردير
انتصار دردير

على عكس ما كان يراهن البعض أنه لن يستمر طويلا، وأنه سوف يتوقف بعد دورة أو اثنتين لكن مهرجان الجونة السينمائى أكد قدرته ليس فقط على الاستمرار، وإنما أيضا بنفس القوة والتميز والتفوق الذى بدأ به، متجاوزا كل التكهنات التى لم ترق إلى مستوى الواقع، ومحققا مكانة مهمة بين المهرجانات السينمائية الكبرى ليصبح وجهة للأفلام العالمية والعربية بمنطقة الشرق الأوسط، وهاهو يحتفى بدورته الخامسة بكثير من الشغف الذى بدأ به ووضعه دستورا له منذ دورته الأولي، باقتناء أحدث وأهم الأفلام العالمية، وفعالياته العديدة من الاحتفاليات والندوات ودروس السينما والتكريمات والحفلات الموسيقية، كما كان وراء ظهور عدد من الأفلام العربية من خلال منصة الجونة التى منحت دعما للأفلام ودفعت بتجارب مهمة إلى مهرجانات كان وبرلين وفينيسيا.
بالتأكيد لم يكن هذا النجاح وليد الصدفة، ولم تكن الأموال التى ضخها مؤسسا المهرجان رجلا الأعمال نجيب وسميح ساويرس هى فقط التى قادت إلى ذلك، فليس بالأموال تنجح المهرجانات، وإنما بالفكر أولا الذى يشمل التخطيط السليم والرؤى الفكرية، والدأب، والإصرار على النجاح، والعمل بروح الفريق الذى قاده الناقد انتشال التميمى بخبرته الواسعة فى إدارة المهرجانات السينمائية، والمخرج أمير رمسيس والفنانة بشرى وعمرو منسى، وفريق العمل كله، ثم تأتى بعد ذلك الأموال التى تضاءلت بعدما حقق المهرجان ردود أفعال قوية بين صناع الأفلام وصاروا يسعون للمشاركة به.


وبرغم الحريق الذى شب فى أحد جوانب مسرح بلازا قبل يوم واحد من حفل افتتاح دورته الخامسة، والدخان الذى رأيناه يغطى سماء المنطقة، والأعمدة التى طالها الحريق، إلا أنه فى ليلة الإفتتاح بدا مبهرا وكأن شيئاً لم يكن، وتسارع الجميع لإصلاح ما أفسده الحريق وإعادته خلال ساعات فقط الى حالة التألق التى ظهر عليها.


فى دورته الخامسة التى انطلقت مساء أمس الأول يضيف مهرجان الجونة إلى مسابقاته واحدة جديدة تختص بأفلام البيئة، ويعيد اكتشاف السينما العربية التى تشارك فى كل المسابقات، وينفرد بعرض سبعة أفلام مصرية روائية طويلة وقصيرة ووثائقية ليؤكد أن السينما المصرية حاضرة بقوة. 
حقا إن الوصول للقمة صعب، لكن الأصعب هو المحافظة عليها، وقد اختار المهرجان الطريق الأصعب.