قلب مفتوح

منتهى الظلم!

هشام عطية
هشام عطية

كل الدروب والسبل للخروج من أزماتنا المزمنة ستظل موصدة اذا لم نواجه وبحسم وصرامة  الانفحار  السكانى المدوى والذى كلفنا فى كارثة رهيبة مايزيد على مليونين ١٤٧ الف نسمة فى اقل من عام ونصف.


الانفجار السكانى فى مصر بركان دائم الفوران  يلقى بحممه المشتعلة  لتحرق أى أمل فى النجاة من تكدس الفصول ومن أن يقتل التلميذ صديقه من أجل «دكة» وزحام المرور وغلاء المعيشة والبطالة فى وطن منكوب ببعض أبنائه الذين تحتل عقولهم معتقدات خاطئة حتى انهم يأمنون بفعل وساوس شيوخ دورات المياه ان تنظيم النسل حرام.


مهزلة  ان تنفق الدولة مئات المليارات وتراكم علينا قروض تقصم الظهر لتوسعة الطرق وبناء آلاف المدارس الجديدة وتوفير عشرات بل مئات الآلاف من فرص العمل ثم يأتى الانفلات السكانى ليجعل كل هذه الانجازات فى لحظة هباء منثورا!!.


منتهى الظلم  واختلال شديد لميزان العدل ان يتحمل ملايين المواطنين الذين التزموا ولم ينجبوا سوى طفل أو طفلين عبء أزمات اقتصادية واجتماعية طاحنة سببها عشرات الملايين من المواطنين الذين احترفوا  إنجاب الأطفال وكأنهم فى سباق .


دون تعصب أو اتهامات جاهزة أظن أنه من الضيم الشديد أن نعاقب الذين شعروا بمسئولية تجاه ظروف وطنهم الصعبة الملتزمين بتحديد النسل  وأن نقدم لهؤلاء المفارخ البشرية مكافآت مغرية على إنتاجهم الضخم من الأطفال تتمثل فى مساكن فاخرة «ببلاش» وتعليم مجانى ودعم  غير محدودفى السلع والخدمات!!.


الحقيقة المرة أننا لن نشعر بأى تطوير ولن نفرح بأى مشروع يحسن جودة حياتنا ما لم نواجه جيوش الإنجاب العشوائى التى تدمر كل انجازاتنا وتغتال احلامنا فى حياة بلا أزمات.


 أولى خطوات المواجهة الحقيقية تتمثل فى الاعتراف بفشل الاستراتيجيات الإعلامية السكانية السابقة.


 الأمر يحتاج إلى جراحة تشريعية عاجلة تجرم الزواج المبكر تحرم بالقانون من ينجب اكثر من طفلين من الدعم والتعليم المجانى والحق فى وظيفة حكومية. وفى المقابل تقدم حوافز للأسر الصغيرة تتمثل فى تخفيضات حقيقية للضرائب وفواتير الكهرباء والماء والغاز ودن ذلك ستظل الزيادة السكانية تأكل فىاللحم والعصب.