من القاهرة

سرطان الميليشيات

أحمد عزت
أحمد عزت

أكثر ما بات يهدد أمن واستقرار منطقتنا العربية هو تلك الميليشيات والجماعات المسلحة التى خرجت إلى السطح بعد سنوات كانت عناصرها «الدنيا» داخل السجون والمعتقلات، بينما كوادرها وقاداتها تتلقى الدعم والرعاية واللجوء بعواصم الغرب بذريعة حقوق الإنسان وتوفير الملاذ للمعارضين!


لم تخل عاصمة عربية من فصيل أو جماعة أو ميليشيا مسلحة، خصوصا فى البلدان العربية التى تفجرت فيها الثورات ضد الأنظمة الحاكمة فيها، باستثناء مصر التى استطاعت اجتثاث كل التنظيمات المسلحة وتطهير أراضيها من دنس الإرهاب.


أما مناسبة الحديث عن هذه القضية، فهو ما تفعله تلك الميليشيات فى كل مكان فى أرضنا العربية، ففى بلد عربى، تقف تلك الجماعات المسلحة «حجر عثرة» أمام إجراء أى استحقاق انتخابى يمنح المواطنين الحق فى اختيار من يمثلهم سواء للرئاسة أو للبرلمان، ويراهن هؤلاء على الفوضى وعدم الاستقرار للاستمرار والبقاء على قيد الحياة. كما يرفض أتباع تلك الميليشيات الانضواء تحت راية الدولة، بل ويؤتمرون بإمرة عواصم غربية وإقليمية طامعة.


فى بلد عربى آخر، تقف الميليشيا ضد القانون، وتفرض سطوتها على صنع القرار، وتعرض السلم الأهلى للخطر من خلال الاستقواء بالسلاح فى وجه الدولة والمواطنين.


أما البلد العربى الآخر، ففيه الميليشيات التى ترفض نتائج الانتخابات، وتهدد بالسلاح من لا ينصت لها ويحقق طلباتها، لتصبح العملية السياسية رهينة تلك الجماعات وتحت رحمة سلاحها.


نماذج عديدة لبلدان عربية أصبحت فيها الدولة شبه دولة، بعدما انهارت جيوشها، وأصبح الحكم فيها لكل من يحمل سلاحا، فأصبح الأمن والاستقرار والتنمية بمثابة الحلم المستحيل.