فيشجراد.. بوابة مصر الجديدة إلى أوروبا

الرئيس خلال القمة
الرئيس خلال القمة

إيمان مصيلحى

وعلى الرغم من انضمام كل دول التجمع للاتحاد الأوروبى إلا أن التحالف استمر، وفى شهر يوليومن كل عام تتولى إحدى الدول رئاسته، ولم تدع المجموعة أي أطراف خارجية لحضور اجتماعاتها منذ تدشينها فى التسعينيات سوى ألمانيا واليابان ومؤخرا مصر، التى شاركت فى القمة مرتين ما يشير إلى اهمية مصر لدى دول التجمع.
 

وحضر الرئيس عبد الفتاح السيسى، الأسبوع الماضى فعاليات القمة التى شهدت أيضا مباحثات ثنائية مكثفة مع كبار المسؤولين المجريين فى مقدمتهم رئيس الوزراء فيكتور أوربان 
والرئيس يانوش أدير، لبحث تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين الصديقين 
فضلا عن التعاون والتنسيق على الصعيدين الدولى والإقليمى.
 
وتمثل مجموعة فيشجراد محاولة من دول منطقة وسط أوروبا للعمل معًا ضمن التكامل الأوروبى منذ انضمامها للاتحاد الأوروبى عام 2004. 

وذلك بالارتكان على كونها جزءا من حضارة واحدة تشترك فى القيم الثقافية والفكرية والتقاليد الدينية المتنوعة، التى يرغبون فى الحفاظ عليها وتعزيزها.
  
وانطلاقا من اهتمام المجموعة الخاص بالأمن الأوروبى، تبرز أهمية مصر بالنسبة لذلك التحالف. نظراً للدور الذى تلعبه مصر فى منطقة الشرق الأوسط ومجالات التعاون الممكنة مع المجموعة فى مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وأمن الطاقة، وفق ما ذكرته صحيفة «المجر اليوم».


وتتمتع دول مجموعة فيشجراد بمرونة اقتصادية كبيرة كما تحظى بدعم استثمارى من صندوق الاتحاد الأوروبى، ما جعل وكالة فيتش تتوقع تحقيق انتعاش فى الاستثمار بالدول الأربعة ليقفز من متوسط ​8.4٪ إلى 18.3٪ على أساس سنوى فى 2021 و2022.

وترى صحيفة المجر اليوم، أن مخاوف الدول الأربعة من موجات اللاجئين احد اهم اسباب اهتمامها بالتعاون مع مصر،فوفقا للإحصائيات لم يخرج مركب هجرة غير شرعية واحد من السواحل المصرية منذ 2016، بعد تدشين مبادرة «مراكب النجاة» التى كانت معروفة قبل تحرك الدولة لمواجهتها بـ «مراكب الموت والهلاك» وتشديد الأمن على السواحل ما يجعل مصر رمانة ميزان لأمن وسط اوروبا.

أما صحيفة «بودابست تايم» فقالت إن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قمة دول تجمع «فيشجراد» للمرة الثانية يؤكد قوة دور مصر المحورى، وتأثيرها الإقليمى والعالمى بعد نجاحها فى الكثير من الملفات الاقتصادية والسياسية والأمنية مثل مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب وتحقيق نمووتقدم ونجاح اقتصادى بشهادة المؤسسات الدولية.
 
وتعد مصر الدولة الوحيدة بالدول العربية والشرق الأوسط التى دعيت لهذه القمة للمرة الثانية حيث كانت الأولى عام 2017.

وتوقع الخبراء، أن تحصيل مصر على مكاسب اقتصادية جراء مشاركتها بهذه القمة أولها زيادة فى حجم التبادل التجارى بين مصر.

وهذه الدول الأربع التى تتمتع باقتصاد قوى، إضافة إلى تمتع مصر بمشروعات قومية كبرى كالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وغيرها وما توفره من فرص استثمارية ضخمة للمستثمرين الأجانب، إضافة إلى مناخ مصر الجاذب للمستثمرين الأجانب.

دول هذا التجمع لها تأثيرها القوى بالاتحاد الأوروبى، وأعضاء فى حلف شمال الأطلنطى، وتمثل مركز ثقل فى وسط وشمال أوروبا، وتتمتع بدخول اقتصادية كبيرة ويمكن استغلال ذلك فى جذب المستثمرين والشركات الكبيرة بهذه الدول الأربع للاستثمار فى مصر، إضافة إلى أن مصر تعد مقصدا سياحيا قويا وترفيهيا هاما لما تتمتع من أثار وشواطئ بحرية يقصدها سائحو هذه البلاد فيمكن الترويج أكثر للمقاصد السياحية المصرية والسياحة العلاجية بدول تجمع الفيشجراد لزيادة عدد السائحين من هذه الدول وعلى مستوى أوروبا.
 
ويمكن زيادة التعاون الاقتصادى مع دول تجمع الفيشجراد الأربع بالتوسع فى فتح أسواق جديدة لتصدير منتجاتنا، وهو ما يساهم فى الانفتاح الاقتصادى لمصر.