من أجل مصر.. عشان خاطر عيون مصر.. في عشق مصر.. في حب مصر دعم مصر،.. تحيا مصر... كلها شعارات رنانة تفيض بالوطنية وتوقظ داخلنا روح الانتماء.. ولكن إن كنت تبحث عن الحقيقة فلا تسمع لكل ما يقُال.. شتان بين الوطنية والمتاجرة بالوطن.. حقاً ينتابني شعوربالاشئمزاز كلما شاهدت فوضي الشعارات الوطنية الزائفة التي تسود هذه الأونة والتي يقتصر مفعولها علي الكلام وبس !.. فالعشق حالة تجتاح وجداننا وتمنحنا إرادة سحرية نفعل بها المستحيل كي نرضي من نحب... أما انتم أيها المدعون.. الزاعمون.. ممن يستغلون اسم « مصر» ماذا فعلتم من أجلها.. أم تكتفون بأقاويل غير مجدية ؟
تكتفون بمسميات وشعارات وردية ظاهرها تغُلب عليه النكهة الوطنية وباطنها يفوح برائحة الإستغلال والنفاق.. من حقكم ان تختاروا مسمياتكم كما تشاءون.. ومن حقينا أن نشعر بالغيرة تجاه بلدنا ونحن نشاهد اسمها يتاجر به كل من هبَ ودبَ.. فأصبحنا اليوم نجد من ينصبوا باسم « مصر» ومن يغتابون البشر ويخوضون في أعراضهم علي شاشات التلفيزيون ويقولون « بنحمي مصر» وبعض رجال الأعمال الذين يلهثون وراء المزيد من الشهرة و» الشو الإعلامي « تحت مظلة النهوض بمصر بل وصل الحال إلي أن أمين شرطة المرور كي يجبرك علي دفع رشوة بطريقة لطيفة يقولك « كله عشان خاطر مصر «.. وما يفوق الخيال ان هناك أسلوبا جديدا للشحاتة في الشوارع تجد الشحات يقترب منك ويقولك « لله يا باشا.. لو بتحب البلد.. طب بس قول آمين».. ناهيك عن كمية الأحزاب والائتلافات السياسية « الرومانسية» التي استقيظنا فجأة فوجدناها تغرق في عشق مصر.. فعلي سبيل المثال وصف الإعلامي مصطفي بكري أحدها وهو ائتلاف دعم مصر بأن ما يجري به مجرد تهريج سياسي وأن انتخاباته غير نزيهة ولا تمت للديموقراطية بصلة بل إن هناك جهات معينة تقوده وذلك في لحظة غضب هدد فيها بانسحابه من الائتلاف وفضفض بكلمتين من حقائق كان من الواضح أنها مكتومة بقلبه.
رسالة إلي عشاق « التطبيل « وتجار « الانتماء» الذين يستغلون اسم « مصر» وحب الناس البسيطة الصادقة لبلدهم من أجل الترويج إلي مصالح شخصية أو الوصول إلي « كراسي» ومناصب ومكانات اجتماعية.. أرجوكم لا تقولوا تحيا مصر.. أعتقد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حين اتخذها منذ البداية شعارا له كان يقصد أن يلملم الأشلاء المتناثرة من نسيج الوطن من أجل أن يعمل الجميع لرفعة البلد وليس من أجل أن يتخذها البعض ستاراً لإخفاء سوء نواياه..
إلي كل من لا يتقي الله في هذا الوطن.. اكتف بالصمت ولا تتحدث كثيراً باسم البلد كي لاتقتل الحس الوطني في أجيالنا القادمة.. فأنا شخصياً لم تمُح من ذاكرتي لحظة « تحية العلم « في المدرسة ونحن صغار.. أندهش حين أتذكر كيف كانت تقشعر أبداننا ويُضخ دم الوطنية بأرواحنا ونحن نردد جملة « تحيا جمهورية مصر العربية « ونحن مازلنا أطفالا لا نعلم شيئاً عن هذا الوطن غير أننا نعشق ترابه بالوراثة وننتمي إليه بالفطرة..
لذلك كفاكم ثرثرة فارغة وشعارات لا تسمن ولا تغني من جوع.. فليس بالـ « التطبيل» تنهض الأمم.. واعلموا أن للأوطان حرماتها فمابالك بوطن ذكره الله عز وجل في كتابه خمس مرات.. ومازلتم تستبيحون المتاجرة باسمه ألا تخجلون ؟.. وثقوا أن العمل وحده هو الحل فيقول الله تعالي « وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون «.. فلا تقولوا تحيا مصر.. بل اعملوا من أجل أن تحيا.. !