شىء من الأمل

الأموال تمزق الجماعة!

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

الصراع الأخير الذى نشب داخل جماعة الإخوان فى الخارج ليس الصراع والصدام الأول بعد الإطاحة بهم من حكم البلاد ولن يكون الأخير ..

والسبب انه يدور حول التحكم فى اموال الجماعة وإدارتها وإنفاقها، وهى اموال غزيرة وضخمة وتثير لعاب المتصارعين..

ولذلك فإن هذه الأموال  تمزق الجماعة وتثير  الصراعات بقوة داخلها التى تشجع  على حدوث انشقاقات عديدة  داخلها..

وقد انتهيت فى دراستى الأخيرة حول تمويل الأخوان التى تضمنها كتابى الأخير (أموال الأخوان ..

من حسن البنّا الى ابراهيم منير) الى ان كل الانشقاقات التى شهدتها الجماعة على مدى اكثر من تسعة عقود مضت كان يقف خلفها دوما صراع على السيطرة والتحكم فى اموال الجماعة، وذلك منذ الصراع الأول الذى شهدته الجماعة  فى سنواتها الأولى والمبكرة بين مؤسسها وامامها ومرشدها الأول حسن البنّا وبين مجموعة من اخوان الإسماعيلية، وهو الصراع الذى بلغت حدته الى درجة تقديم شكوى للنيابة من هذه المجموعة ضد البنّا متهمين إياه بسرقة اموال الجماعة، وقيام الأخير بتوجيه بعض أنصاره بالاعتداء بالضرب البدنى على اصحاب الشكوى.. ومن وقتها وحتى الآن ارتبط كل انشقاق داخل الجماعة بصراع حول اموالها الضخمة  الغزيرة. 


وهذا ما حدث مؤخرا داخل الجماعة فى الخارج، حينما قام ابراهيم منير نائب المرشد والقائم بأعمال المرشد المقيم فى لندن  بالتخلص تماما من محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة والموجود فى تركيا وعزله من قيادة الجماعة، بعد ان سبق له العمل على تحجيم محمود حسين بإلغاء منصب الأمين العام للجماعة وضمه الى لجنة ثلاثية تقوم بدوره ..  

ثم قام ابراهيم منير بإحالة نحو ستة  من اتباع محمود حسين فى قيادة الجماعة  الى التحقيق..

وهو ما رد عليه اتباع محمود حسين بإصدار بيان باسم مجلس شورى الجماعة يقضى بإقالة ابراهيم منير من منصبه كنائب للمرشد والقائم بأعماله، لأنه لم يلتزم باللوائح وبقرارات المجلس! 


والملاحظة المهمة ان من بين الستة الذين أحالهم  ابراهيم منير إلى التحقيق شخصيات  تشارك منذ سنوات طويلة فى ادارة اموال الجماعة فى الخارج، ابرزهم مدحت الحداد .. اما ابراهيم منير ذاته فإنه كان حتى وقت قريب يتحكم فى ادارة قسط من اموال الاخوان فى الخارج ، خاصة فى أوربا ، وبعد ان ان تم إلقاء القبض على  رجل الجماعة القوى محمود عزت آلت إليه ادارة كل اموال الجماعة التى تولى امر ادارتها الاخير بعد إلقاء القبض على خيرت الشاطر .. وهذا يُبين ان الصراع الأخير الذى نشب داخل الجماعة هو صراع على اموالها الضخمة والغزيرة والتى جمعتها ومازالت تجمعها من اموال التبرعات وعاود استثماراتها فى الخارج.