كيف دخلت أجهزة الكلى الصناعية مستشفيات مصر؟.. قصة صادمة

كيف دخلت أجهزة الكلى الصناعية مستشفيات مصر؟.. قصة صادمة
كيف دخلت أجهزة الكلى الصناعية مستشفيات مصر؟.. قصة صادمة

 في عام 1964 كان هناك شيء لا يصدق في الجمهورية العربية كلها، فكان لا يوجد بها سوى 3 أجهزة للكلى الصناعية، اثنان منها بالجامعات، أما وزارة الصحة كانت لا تملك سوى جهاز واحد بمستشفى أحمد ماهر بالقاهرة.

 
والعجيب في الأمر أن الأجهزة الثلاثة تعطل منها جهازان في وقت واحد، وهذه الحقيقة اكتشفتها مؤسسة أخبار اليوم عندما أصيب الزميل "إسماعيل حسين" مدير مكتب "أخبار اليوم" بالإسكندرية في هذا الوقت بالتهاب الكليتين وذهب بسببه إلى مستشفى المواساة.

 
وفي المستشفى تعطلت الكليتان وأصبح في حاجة ماسة لجهاز الكلى الصناعي الذي يقوم بوظيفة الكليتين حتى تعمل إحداهما، وهناك وقع الأطباء في حيرة، الجهاز المطلوب لإنقاذ حياته لا يوجد بالإسكندرية، وذلك كما تم نشره جريدة الأخبار 12 مايو 1964.

 
واستأجرت "أخبار اليوم" طائرة خاصة لنقله فورًا إلى القاهرة؛ حيث تتوافر الأجهزة، وتم الاتصال بالدكتور "هاشم القاضي" مدير مكتب وزير الصحة والدكتور "أحمد وجدي" وكيل الوزارة الذي اتصل فورًا بمستشفى أحمد ماهر.

 

وبعد بضع دقائق تبين أن الطبيب الذي يدير الجهاز في بعثة بالسويد ولا يوجد من يقوم بعمله، وتم الاتصال بقسم الكلى الصناعية بجامعة عين شمس فقالوا أن الدكتور "المحلاوي" رئيس القسم يؤدي فريضة الحج.

 
وهنا تم سؤال الطبيب الذي قام بالرد على الهاتف: هل صحب الدكتور المحلاوي الجهاز معه إلى الحجاز؟، وكانت الإجابة أغرب من إجابة مستشفى أحمد ماهر: الجهاز معطل لأن "السلوفان" الذي طلبناه من أمريكا لم يصل ولا يمكن أن يعمل الجهاز بدونه، ولا يعلم أحد متى يصل من أمريكا.

 
كل هذا والطائرة في طريقها إلى الزميل إسماعيل لتأتي به إلى القاهرة، وتكاد العقول تطير معها خوفًا من أن يكون الجهاز الثالث أصابه مكروه.

 

ولكن الدكتور "على البدري" أستاذ الكلى الصناعية بقصر العيني، أنقذ الكل من هول المفاجأة التي ترقبوها بمنتهى القلق، ورحب باستقباله واستدعى بنفسه الدكتور "رشاد سامي" الذي يدير الجهاز بالقصر العيني وقطع أجازته وحضر للقيام بواجبه نحو الزميل المريض.

 
وناشدت جريدة الأخبار وزير الصحة بضرورة أن يعمم هذا الجهاز في جميع المحافظات لما له من أهمية كبيرة في إنقاذ حياة الكثير من المرضى.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا |كنوز | مذكرات «عربجي» ساخر يدعى سليمان نجيب !