حوار| قائد القوات الجوية: قادرون على مواجهة كل من يتجاوز الخطوط الحمراء

 الفريق محمد عباس حلمي - قائد القوات الجوية
الفريق محمد عباس حلمي - قائد القوات الجوية

نفذنا عمليات خارج حدود الدولة لمواجهة تهديدات تمس الأمن القومي المصري

القوات الجوية على أهبة الاستعداد للدفاع عن مقدرات مصر لأبعد مدى

القيادة السياسية حريصة على استمرار الحرب على الإرهاب حتى يتم اقتلاع  جذوره

مواجهة الإرهاب بحسم وقوة باتت واجبة على المستويات

مصر حصلت على طائرات متعددة المهام من أحدث طرازات الجيل الرابع

نمتلك أنظمة الطائرات الموجهة المسلحة "بدون طيار"

الشعب المصري نجح في استعادة هويته عام 2013

قواتنا الجوية في طليعة الأجهزة التي تبادر بالتدخل السريع لمواجهة الكوارث الطبيعية

ترشيح أسر الشهداء لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة

القوات الجوية اتخذت خطوات جادة للوقاية والحد من انتشار كورونا

 

يعتبر سلاح الجو المصري أول سلاح لنسور الجو في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وله سجل حافل من التضحيات والبطولات من أجل مصر وشعبها العظيم، ففي الـ14 من أكتوبر دارت أطول المعارك الجوية في التاريخ الحديث وهي معركة المنصورة، باشتراك أكثر من 150 طائرة من الجانبين، ليصير هذا اليوم عيدا للقوات الجوية منذ عام 1994، وفي نفس هذا اليوم يتم الاحتفال بمرر 89 عاما على إنشاء القوات الجوية.

 

وداخل واحدة من أكبر القواعد الجوية العسكرية المصرية التي شهدت تطويرا كبيرا خلال الفترة الماضية، وبمناسبة عيد القوات الجوية، قامت "بوابة أخبار اليوم" بإجراء حوار مع الفريق محمد عباس حلمي قائد القوات الجوية، والذي أكد أن نسور مصر قادرون على الوصول إلى أبعَدِ مَـدَى وفى أسرع وقت لتأمين المصالح المصرية في ظل كافة التحديات والتهديدات ومجابهة كل من تسول له نفسه تجاوز الخطوط الحمراء التي رسمتها الدولة المصرية.

 

 

س:  سيادة الفريق لو تسلط لنا الضوء على نشأة القوات الجوية المصرية التي نفخر بها جميعاً ؟

ج: في عام 1928 وبطلب من البرلمان المصري إلى الحكومة المصرية بإنشاء قوات جوية وبقرار ملكي، تم التعاقد على إمداد مصر بعشرة طائرات (تايجرموث) عن طريق شحنها إلى ميناء الإسكندرية، لكن الإرادة المصرية تأبى إلى أن تأتي طائرة بقيادة طيارين مصريين ، وكان ذلك  في ٢ نوفمبر 1932 في افتتاح رسمي بمطار ألماظة بمهمة أساسية هي مكافحة التهريب عبر الصحراء ومراقبة الحدود والتصوير الجوي.

 

س: ما سبب اختيار يوم 14 أكتوبر بالتحديد عيداً للقوات الجوية ؟

ج: بعد النجاحات المتتالية للقوات الجوية في تنفيذ المهام المخططة خلال حرب أكتوبر المجيدة مما أربك العدو وأفقدته توازنه، إلى أن جاء يوم 14 أكتوبر، قام العدو محاولاً تحقيق أوهامه، بتوجيه قوته الضاربة، صوب القواعد الجوية والمطارات بمنطقة الدلتا ، فتفاجئ بما لم يدر بخلده، عندما تصدت له نسور الجو المصرية، بمهارة واقتدار في مواجهة مباشرة، بين ما تملكه قواتنا الجوية، من طائرات أقل تقدما وكفاءة، مما يملكه العدو، وهنا تتجلى براعة الطيار المصري، وإصراره على النصر الذى تحقق بفضل الله ، في معركة استمرت لأكثر من خمسين دقيقة، كأطول معركة جوية في تاريخ الحروب الحديثة، اشتركت فيها أكثر من مائة وخمسين طائرة من الجانبين، فقد فيها العدو ثماني عشرة طائرة، ولم يكن أمام باقي طائراته، إلا أن تلقى بحمولتها في البحر وتلوذ بالفرار، وسميت هذه المعركة بمعركة المنصورة واتخذتها القوات الجوية عيداً سنويا لها .

 

س: ما هي الأسس والاعتبارات التي يبني عليها تطوير القوات الجوية ؟

 

ج: يعتبر تطوير القوات الجوية من الإجراءات التي تحتاج إلى تخطيط طويل المدى لأنه يتأثر بمجموعة من العوامل والاعتبارات منها المتغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة وتأثيرها على الأمن القومي المصري والعربي، طبيعة وحجم العدائيات والتهديدات التي تواجهها الدولة والمستجدات التي تطرأ عليها طبيعة وحجم المهام المستقبلية للقوات الجوية، كما يؤثر الموقف الاقتصادي للدولة على تطوير القوات الجوية تأثيراً مباشراً وأخيراً الظروف السياسية التي تمر بها الدولة سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.

ولكى يساهم التطوير في تحقيق أهدافه فإنه من الضروري تحقيق مطلبين أساسيين :

  - الأول: تحقيق التفوق النوعي والكمي أو على الأقل القدرة على إحداث خسائر في العدو غير مقبولة لديه.

-   الثاني: تحقيق الفاعلية للقوات الجوية لتنفيذ كافة المهام المكلفة بها .

 

س: في ظل السياسة المتبعة لتنويع مصادر السلاح.. ما الأنواع والطرازات التي انضمت إلى قواتنا الجوية في الآونة الأخيرة؟

 

ج: في إطار حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التحديث المستمر لقدرات وإمكانيات القوات الجوية، لدورها الحيوي في منظومة الدفاع المصرية، فقد تم دعم القوات الجوية بالعديد من الطرازات الحديثة ومن مصادر متعددة وفق استراتيجية مصر في تنويع مصادر السلاح.

 

وفي هذا المجال حصلت مصر على الطائرات متعددة المهام (الرافال - ميج ٢٩) والتي تعد من أحدث طائرات الجيل الرابع، لما تملكه من نظم تسليح وإمكانيات فنية وقتالية عالية، كما تم تدعيم القوات الجوية بعدد كبير من الهليكوبتر المسلح الهجومية من طراز كاموف، وعدد من أنظمة الطائرات الموجهة المسلحة بدون طيار، وطائرات النقل من طراز (كاسا - اليوشن 76) بالإضافة لتدبير كافة أنواع الصواريخ والذخائر والمساعدات الفنية والأرضية الخاصة بالطائرات بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية ليصبح لدينا منظومة متكاملة من أحدث الطائرات متعددة المهام والنقل والإنذار المبكر والاستطلاع والهليكوبتر الهجومي والمسلح والخدمة العامة من مختلف دول العالم .

 

 

في ظل التقدم المستمر بتكنولوجيا التسليح كيف يتم إعداد وتأهيل مقاتلي وطلبة القوات الجوية الكلية الجوية ؟

 

ج: التدريب هو العنصر الفعال في تطوير خطط العمليات وفكر الاستخدام لتحقيق مهام القوات الجوية، وتطوير التدريب في القوات الجوية يتم على عدة مراحل تبدأ بالكلية الجوية والتي تعتبر حجر الأساس لضخ دماء جديدة من الطيارين والجويين داخل صفوف القوات الجوية.

 

تستخدم الكلية الجوية أحدث الوسائل، والمعامل ومحاكيات الطيران بهدف تطوير العملية التعليمية وتدريس أحدث المناهج في العالم ويتم ذلك في جناح المعرفة داخل الكلية والذى يتلقى فيه الطلاب المحاضرات والمناهج النظرية فضلاً عن وجود محاكيات لأحدث طائرات التدريب في العالم ومحاكيات الاقتراب الرادارى لمواكبة التكنولوجيا المتسارعة، وأيضاً يتم إعداد الطالب نفسياً وبدنياً بواسطة متخصصين وبأحدث الأجهزة والمعدات لتحقيق أعلى معدلات الأداء التي يتطلبها الطيران في المراحل المختلفة داخل الكلية، وبعد التخرج منها للعمل داخل التشكيلات.

 كما قمنا بإنشاء مدرسة معلمي طيران هليكوبتر تتيح للضباط مدرسين الطيران قسم هليكوبتر أن يكون معلم طيران مؤهل خريج مدرسة معلمي الطيران، كما حصلت الكلية على المركز الأول في مسابقة جودة التعليم ، وكذلك اعتماد الكلية مجال الجودة وحصول على 5 شهادات أيزو معتمدة في مجال الجودة أيزو ٩٠٠١ في إدارة نظام الجودة ، وأيزو ١٤٠٠1 نظام البيئة ، وأيزو ٤٥٠٠1 للسلامة والصحة المهنية ، وأيزو 2٢٠٠٠ في سلامة الغذاء ، وأيزو 2١٠٠1 أنظمة إدارة جودة المنشآت التعليمية .

واستكمالا لمنظومة التدريب والتأهيل يأتي معهد دراسات الحرب الجوية الذى يضاهى أفضل معاهد الحرب الجوية في العالم لتأهيل الضباط في مختلف التخصصات، وأيضا مراكز إعداد الفنيين لتأهيل وإعداد كوادر فنية على مستوى عال من الكفاءة للتعامل مع الطائرات والمعدات الحديثة، إلى جانب التأهيل التخصصي الذى يتم داخل التشكيلات للتدريب على فنون القتال الحديثة في ظل التقدم الهائل للطائرات وأنظمة التسليح المتطورة.

 

 

س: يقاس تقدم الشعوب بمدى امتلاكها منظومة متكاملة من الطاقات البشرية والتقنية القادرة على البحث والابتكار والتطوير.. كيف يترجم هذا داخل القوات الجوية؟

 

جـ: أولاً في مجال التأمين الفني:

تمتلك القوات الجوية منظومة عمل فنية تضمن لها المحافظة على التأمين الفني للطائرات والمعدات بالقوات الجوية، بحيث تعمل جهات التأمين الفني بالقوات الجوية من خلال الإدارة المتكاملة لأنشطة التخطيط والتأمين الفني والبحوث والتطورات الفنية وفق منظومة من الجودة الشاملة بتقديم الدعم الفني المتكامل لجميع طرازات طائرات القوات الجوية من (عمرة طائرات - مد العمر الفني - إصلاح رئيسي ومتوسط وتقنيات موسعة - تصنيع أجزاء ومعايرة أجهزة الاختبار) مع التطوير المستمر لزيادة قدراتها القتالية وتزويدها بالأجهزة الملاحية والرادارية الحديثة لمضاهاة أحدث طائرات القتال ، بالإضافة إلى الاشتراك مع باقي أجهزة القوات الجوية في مراحل التدبير والتحديث والتطوير للمعدات الجوية وأنظمة التسليح مع تحقيق الاستعداد القتالي الدائم والمستمر بكفاءة عالية أثناء العمليات.

ثانيا : في مجال التأمين الهندسي:

تتمثل أعمال التأمين الهندسي للقوات الجوية في تجهيز مسرح العمليات لضمان استمرار تدريب وعمل القوات الجوية في السلم والحرب ، ووقايتها أثناء تمركزها وانتشارها ويتطلب ذلك الاحتفاظ بدرجة استعداد وكفاءة عالية لعناصر المهندسين العسكريين بالقواعد الجوية والمطارات لتكون قادرة على إحباط محاولات العدو التي تستهدف تعطيل أو تدمير القواعد الجوية والمطارات وتتمثل هذه الأعمال في إنشاء ورفع كفاءة الممرات والدشم وهناجر الصيانة للطائرات والمعدات ، بالإضافة إلى المنشآت الإدارية.

ثالثا : في مجال التأمين الطبي:

توفر القوات الجوية الرعاية الطبية الشاملة للضباط وضباط الصف والجنود وكذلك القيام بالكشف الطبي على الطلبة الجدد المتقدمين للالتحاق بالكلية الجوية.

وتتم الرعاية الطبية بواسطة أطباء متخصصين ذو كفاءة عالية مستخدمين أحدث الأجهزة الطبية في جميع التخصصات وكذا أطقم إدارية وتمريض على مستوى فني وإداري مميز، كما يقوم معهد طب الطيران والفضاء بالتدريب الفسيولوجي للطيارين لتحسين الآداء الفسيولوجي لهم، وينفذ المعهد بعض المهام الاختبارية للطلبة المتقدمين للالتحاق بالكلية الجوية بأحدث الأجهزة المخصصة لذلك مثل أجهزة الطارد المركزي ومحاكى الطيران وغرف الضغط المنخفض لانتقاء أفضل العناصر القادرة على تنفيذ المهام المطلوبة.

 

س: ما هي أوجه الاستفادة من تلك التدريبات الجوية المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة ؟

 

ج:  ترتب على رفع القدرات القتالية وتسليح القوات الجوية بأحدث معدات القتال، سعي الدول الشقيقة والصديقة إلى تنفيذ تدريبات مشتركة داخل أو خارج حدود الدولة وتم البعض منها في توقيتات متزامنة وشملت مدارس عسكرية متنوعة بصورة تؤكد قدرة القوات الجوية على تنفيذ أي تدريب بكل مهارة وكفاءة قتالية عالية ومنها التدريب المشترك مع الدول الشقيقة (فيصل مع الجانب السعودي - عين جالوت مع الجانب الأردني - اليرموك مع الجانب الكويتي - زايد مع الجانب الإماراتي) ودول صديقة مثل تدريب النجم الساطع مع الجانب الأمريكي والبريطانى والفرنسى والايطالي - كليوباترا مع الجانب الفرنسى - ميدوزا مع الجانب اليوناني) وفى إطار تلك التدريبات يتم الاستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة مما يزيد من قدراتنا القتالية على مختلف الاتجاهات وتقوم القوات الجوية بتنفيذ مجهود جوى كبير خلال هذه التدريبات حتى تحقق أقصى استفادة في جميع التدريبات المختلفة، هذا بالإضافة إلى متابعة ما يتخذه الجانب الأخر من إجراءات للتحضير والإعداد وتنفيذ إدارة أعمال القتال للخروج بالدروس المستفادة وتعميمها على القوات الجوية، وكانت قواتنا الجوية دائماً محل تقدير الدول المشاركة وظهر ذلك في رغبة العديد من الدول في المشاركة في هذه التدريبات لنقل الخبرات المصرية إليها.

 

 

س: الحرب على الإرهاب مهمة جديدة أضيفت على عاتق قواتنا الجوية فما هو دوركم في هذه الحرب ؟

 

 

ج:  في إطار حرص القيادة السياسية على استمرار الحرب على الإرهاب حتى يتم اقتلاع  جذوره، وتأكيدها الدائم على أن مواجهة الإرهاب بحسم وقوة باتت واجبة على المستويات كافة ومن خلال إستراتيجية شاملة، ومن هذا المنطق أصبحت الحرب على الإرهاب من المهام المستحدثة التي تم تكليف القوات الجوية بها بالاشتراك مع أفرع القوات المسلحة حيث اشتملت على طلعات مهاجمة البؤر الإرهابية وإحباط الكثير من عمليات التسلل والتهريب عبر الحدود على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، وقد ظهر هذا الدور جلياً خلال عملية حق الشهيد في سيناء، ونظراً لتصاعد التهديدات المؤثرة على الأمن القومي المصري، قامت القوات الجوية بتنفيذ عمليات خارج حدود الدولة عندما قامت بضرب معاقل داعش في ليبيا والمشاركة في التحالف العربي بعملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل، ولا تزال القوات الجوية تقوم بتنفيذ مهامها في القضاء على الإرهاب داخل وخارج حدود الوطن وعلى مدار الساعة.

 

ماذا حدث من تطوير لقواتنا الجوية عقب حرب أكتوبر؟

 

 

وما إن وضعت الحَرب ِأوزارها حتى تَمَ وضع خِطَةُ شَامِلَةُ وفق رؤية إستراتيجية لتَطوِير ِوتَحدِيثِ القوات المسلحة، فامتلكنا من السلاح ما يمكننا من مواجهة التحديات في ذلك الوقت .

وبعد ما شهدته مصر والمنطقة والعالم أجمع في عام 2011 من متغيرات هائلة في طبيعة التهديدات والتحديات وظهور بؤر صراع جديدة في العديد من المناطق، لكن وفي هذه الظروف العصيبة في الداخل والخارج انتصر بفضل الله جيش مصر لشعبها فنجح الشعب المصري في استعادة هويته عام 2013.

 

س: للقوات الجوية العديد من المهام في مختلف المجالات ومنها خدمة المجتمع المدني نرجو من سيادتكم تسليط الضوء على ذلك؟

 

جـ: تقوم القوات الجوية بدور هام لصالح أجهزة الدولة والقطاع المدني لما لها من قدرة على رد الفعل السريع في مواجهة الكوارث الطبيعية، فتكون دائماً في طليعة الأجهزة التي تبادر بالتدخل السريع في مواجهة الكوارث الطبيعية واستطلاع المناطق المنكوبة والمعزولة لتحديد حجم الخسائر وتنفيذ أعمال الإخلاء للجرحى والمصابين والنقل السريع والإمداد بمواد الإغاثة للمتضررين وكذلك مكافحة الحرائق بالهليكوبترات ومراقبة شواطئنا ومياهنا الإقليمية من التلوث الناتج عن السفن.

 

كما تشارك قواتنا الجوية بطائراتها في مجال البحث والإنقاذ والإسعاف الطائر والإخلاء الطبي ومكافحة الزراعات المخدرة وهناك تنسيق كامل بين وزارة الداخلية (إدارة مكافحة المخدرات) والقوات الجوية وبالتعاون مع قوات حرس الحدود، كما تقوم بتنفيذ مشاريع التصوير المساحي لصالح هيئات ووزارات الدولة اللازمة لأعمال التنمية الزراعية / التخطيط العمراني / النقل والطرق ، فضلا عن

نقل مواد الإغاثة إلى الدول المتضررة من الكوارث الطبيعية.

 

س: ما هي السبل التي اتخذتها القوات الجوية للحد من انتشار فيروس كورونا بين أبنائها ؟

ج: أصبح فيروس كورونا المستجد (كوفيد - ١٩) هو التهديد الأكبر الذي يواجه كافة الدول على مستوى العالم، واتخذت القوات الجوية ضمن منظومة القوات المسلحة خطوات جادة منذ بداية ظهور فيروس (كورونا) للحد من انتشاره واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشاره بجميع وحدات القوات الجوية بالعديد من الإجراءات للحفاظ على الفرد المقاتل ومن أبرز هذه الإجراءات بث الوعي لدى (الضباط - الطلبة - الدرجات الأخرى) بمدى خطورة التهاون في اتخاذ الإجراءات الاحترازية، وتوقيع الفحص الطبى لجميع مقاتلى القوات الجوية قبل الدخول إلى وحداتهم، وتوفير أماكن عزل مجهزة بجميع وحدات القوات الجوية ، كما تم تجهيز المستشفيات بحيث تكون قادرة على تقديم الرعاية الطبية اللازمة للحالات التي يتم اكتشافها.

 

 

س: ما الخدمات التي تقوم بها القوات الجوية لأبنائها من أسر الشهداء؟

 

ج: الوفاء ورد الجميل هو صفه أصيلة داخل القوات الجوية عن طريق الاهتمام بأبناء وأسر الشهداء في لمسة وفاء لمن ضحوا بأرواحهم لرفعة وطنهم الغالي، لذا أنشأت القوات الجوية منظومة خاصة بأسر الشهداء لتحقيق التواصل معهم بشكل مستمر وتقديم العون لهم في جميع المجالات المختلفة داخل القوات المسلحة أو بالقطاع المدني، كما تقوم القوات الجوية باستخراج البطاقات العلاجية لأسر الشهداء ومتابعة حالتهم الصحية بشكل كامل بمستشفى القوات الجوية وتوالى القوات الجوية الاهتمام بشكل خاص باستخراج كارنيهات العضوية لـ(دار القوات الجوية – نوادي القوات المسلحة)، كما تقوم بترشيح أسر الشهداء لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة ضمن بعثة إدارة الشئون المعنوية.

 

أخيراً وليس آخراً يتجلى الوفاء والعرفان بالجميل من القوات الجوية بعدم نسيان دعوة أسر الشهداء في احتفالات القوات الجوية بالمناسبات المختلفة ليعلموا علم اليقين أن الدور الذى قام به شهدائنا الأبرار لا ينسى أبداً مهما مرت الأيام والسنين فهم من قدموا أغلى ما لديهم ليحيا وطننا الغالي مصر في أمان وعزة وكرامة.

 

س: كلمة توجهها سيادتكم لرجال القوات الجوية والقوات المسلحة وشعب مصر ؟

 

ج: أشكر رجال القوات الجوية من ضباط وصف وجنود بمختلف تخصصاتهم على جهدهم وإخلاصهم في تنفيذ المهام المكلفين بها، متمنياً لهم دوام التوفيق والاستمرار في بذل الجهد والعطاء استكمالاً لمسيرة رجال القوات الجوية السابقين الذين ضحوا من أجل الوطن بكل غال ونفيس وسطروا في التاريخ بطولات لا تنسى، وأوصيهم بالاستمرار في المحافظة على الكفاءة القتالية العالية للطائرات والمعدات واليقظة التامة والإدراك العالي لمستجدات المرحلة التي تمر بها بلدنا الحبيبة مصر، لتكونوا جاهزين على مدار الساعة، لتنفيذ المهام

الموكلة إليكم من القيادة العامة للقوات المسلحة بكفاءة واحترافية وإصرار عالي، ونجدد العهد لشعب مصر الأبي وأبعث إليه بكل الفخر والاعتزاز والثقة بالله رسالة طمأنينة بأن القوات الجوية ضباط وضباط صف وجنود مستعدين لبذل الغالي والنفيس وعلى أهبة الاستعداد للزود عن مقدرات مصرنا الحبيبة الغالية، والحفاظ على مكتسباته لأبعد مدى.