«الحقيقة الغائبة»..

بعد 60 ساعة.. شهادة جديدة تثير الجدل في حادث ميكروباص الساحل

استمرار عمليات البحث عن الميكروباص الغارق
استمرار عمليات البحث عن الميكروباص الغارق

هي الواقعة الأغرب من نوعها، مازالت شغل الرأي العام، والأجهزة الأمنية، منذ بداية حدوثها يوم الأحد الماضي، وهي واقعة سقوط ميكروباص من أعلى كوبري الساحل، في النيل بمنطقة إمبابة، في الجيزة.

فبعد طرح نظرية عدم سقوط أي ميكروباص أو سيارة من أعلى كوبري الساحل في منتصف نهر النيل، جاءت رواية شاهدة جديدة لثير حالة من الجدل والحيرة مرة أخرى.

«الميكروباص الأبيض»

وأعلنت مها الهلالي أحد شهود عيان سقوط ميكروباص في قاع النيل من أعلى كوبري الساحل ظهر الأحد الماضي.

وقالت الشاهدة: "اللي حصل إمبارح كان دقايق كنت بروح تيتا وعديت من المكان دا بالظبط بيني وبين السور عربيتين وشفت غبار كتير طالع من الجزء المكسور من السور وناس واقفة عنده وناس بتجري وبتقول لسه الميكروباص واقع حالا بالناس.. اللي اتقال بقا إنها خدت السور ونزلت دا كلام فاضي لأنهم أكدوا أن مكانش في سور".

 

 

فيما حددت مها، في تويته لها عبر حسابها الرسمي تويتر أن لون الميكروباص الذي سقط من اعلي كوبري الساحل في النيل أبيض.

 

وأكدت مها، أن "الحادثة كانت الساعة 2 وفعلا مكروباص وقع من المكان دا ومخدش السور ونزل.. مكانش في سور أصلا".

 

 

وبحسب مصادر أمنية بمديرية أمن الجيزة لم يتم رصد أي دليل علي سقوط سيارة ميكروباص أو غيرها من أعلى كوبري الساحل ولم يتم تلقي بلاغات تغيب واستغاثات لأهالي فقدوا ذويهم، ولا توجد معلومات دقيقة وكل ما تم تداوله في هذا الصدد هو كلام شهود عيان فقط، فلا تزال الحقيقة غائبة ولا تزال عمليات البحث جارية.

«رواية الشهود»

البداية كانت ظهر الأحد الماضي، عندما تصادف مرور 3 شباب، إذ أبلغوا شرطة النجدة بتفاصيل ما شاهدوا،  كان الشباب الثلاثة في طريقهم من إمبابة إلى روض الفرج، سيرا على الأقدام، وشاهدوا سقوط الجسم، فأجرى أحدهم اتصالا بشرطة النجدة، أبلغ فيه بسماع صوت انفجار، تبعه سقوط جسم من أعلى الكوبري

«الإنقاذ النهري»


على الفور جرى إخطار قوات الإنقاذ النهري التابعة لشرطة المسطحات المائية، التي توجهت لمسح المنطقة الواقعة أسفل كوبري الساحل، ونفذت عمليات إنزال غواصين من اللانشات للغوض في أعماق المياه، لكن دون جدوى.

جاء في  المعاينة الأولية التي جرت أعلى كوبري الساحل، وجود آثار زجاج مُهشم، إذ تبين أن «توك توك» اصطدم بسور الكوبري، ظهر السبت، وهو ما تسبب فى سقوط الجزء المفقود من سور الكوبري.

اقرأ أيضا|لليوم الثاني.. الغموض يسيطر على سقوط ميكروباص كوبري الساحل

«انتشال سور الكوبري»


وتمكنت قوات الإنقاذ النهري، فجر الاثنين، من انتشال الجزء الساقط من سور الكوبري، الذي سقط في المياه، بعدما اصطدم به توك توك، ظهر السبت، وجرى رفعه على سيارة تتبع المحافظة، ومغادرة مكان الحادث، فيما وضعت الأجهزة الأمنية حاجزين اسمنتيين، بدلا منه، ووزعت ضباطها ومجنديها أعلى الكوبري وفي محيطه.


«خبير مسطحات»


علق اللواء حامد العقيلي، مدير الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات الأسبق، على ما أثير بشأن اختفاء ميكروباص كوبري الساحل، ومزاعم سحبه بواسطة التيار إلى مكان آخر، قائلا: «صعب جدا إن ميكروباص يتحرك من مكانه بعد السقوط، لأن الميكروباص جسم معدني مصمت ولو سقط في المياه سيستقر في القاع».

«المياه لا تسحب إلا الجثث البشرية»


وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية سارة حازم مقدمة برنامج «اليوم» الذي يعرض عبر شاشة «dmc»: «عندما تسقط مثل هذه الأجسام في المياه فإن التيار لا يسحبها، والتيار لا يسحب الأجسام الصلبة، كما يفعل مع الجثث البشرية، التي يمكن أن تطفو على وجه المياه في أماكن بعيدة عن مناطق السقوط».

وتابع: «استحالة أن يتحرك الميكروباص من مكانه، كما أن قاع النيل عبارة عن طين لزج وأي شيء يسقط فيه يستقر وقد يغوص جزء منه في الطمي».

«إصلاح الجزء المكسور»

أجرت الأجهزة المعنية أعمال إصلاح، الجزء المكسور من أحد أجنحة كوبري الساحل، بعد حادث تصادم أحد السيارات، وسقوطها في مياه النيل، بإمبابة.

كما علق خبير المياه عباس شراقي، على حادث الحافلة الصغيرة الذي هز مصر دون أن يتم العثور عليها، بعد تداول أنباء عن غرق أشخاص جراء سقوطها في نهر النيل.

وقال شراقي إن "وسائل الإعلام تناقلت منذ الليلة الماضية حادث سقوط ميكروباص (حافلة صغيرة) من أعلى جسر الساحل، وكثرت الأقاويل عن عدد الركاب، ولكن الغريب أنه لا يوجد شاهد واحد على سقوطه، ولايوجد أي بلاغ عن اختفاء أي شخص، ولم تدل جهود شرطة المسطحات المائية عل العثور على أي شيء".

وأضاف: "نهر النيل ليس عميقا لدرجة أننا لا نستطيع أن نجد ميكروباصا وليس صندوقا أسود صغيرا يسقط في أعماق المحيطات ويصعب العثور عليه، فعمق نهر النيل في منطقة الساحل أقل من 10 متر، كما أن نهر النيل ليس به تيارات مائية كبيرة لتنقل ميكروباص أو حديد سور الجسر بعيدا، حيث يبلغ انحدار النهر من أسوان إلى القاهرة حوالي 50 مترا فقط خلال حوالي 800 كيلومتر، لدينا أجهزة وطرق جيوفيزيقية للكشف عن الأجسام في قاع النهر أو تحت القاع".