محمد دياب: العمل الجيد يعرف طريقه للمهرجانات | حوار

محمد دياب
محمد دياب

ينتظر المخرج محمد دياب عرض فيلمه «أميرة» بمهرجان الجونة السينمائى، مؤكدا أن عرض فيلمه داخل مصر له «طعم تانى».. وأنه متحمس لرأى الجمهور المصرى فى الفيلم بعد النجاح الكبير الذى حققه الفيلم فى فينيسيا، «الأخبار» تحدثت معه وسألته:

تقول إن عرض فيلمك فى الجونة له «طعم خاص» ما الفرق بين عرض الفيلم فى الجونة وفى فينيسيا؟


كل مهرجان له طعمه وذوقه الخاص، فعندما تذهب بفيلم إلى مهرجانات مختلفة وترى الجمهور يتأثر بمشاهد معينة ويضحك فى مشاهد أخرى ويبكى فى ثالثة، فهذا يعطيك تجارب ويجعلك تدرس الاختلاف بين فئات الجمهور بأذواقهم المتعددة حول العالم ويعطيك معرفة وثراء ثقافيا.


بصراحة، هل ردود الأفعال على فيلم «أميرة» فى فينيسيا فاجأتك؟


دائماً كمخرج أو فنان يكون بداخلك ثقة وتشكك فى نفس الوقت، وحينما تؤمن أنك صنعت فيلما أصيلا يجب أن يأتى شخص من خارج دائرة صناع الفيلم لكى يأكد لك أن إحساسك صحيح وأن الجمهور يشعر بما شعرت به، ففيلم «أميرة» أثر فىّ شخصيا ووجدت مشاعرى متعلقة بالفيلم وبشخصية أميرة ولحظة أن شعر الجمهور بما شعرت به وصفقوا لمدة 10 دقائق كنت فى منتهى السعادة حيث لم أتوقع ذلك على الاطلاق، والحقيقة أن تلك اللحظة هى ما هون علىّ ما مررت به من ضغوط وعمل متواصل لمدة أربع سنوات، وأحسست أن كل تلك الجهود لم تذهب هباء، وأننى كنت صادقا فيما قدمت.


ولكن السؤال: لماذا تحرص على عرض أفلامك فى المهرجانات الكبرى؟


كنت حريصا منذ أول عمل على الجودة العالية ومن أول يوم كنت أريد أن تُعرض أفلامى فى جميع المهرجانات حول العالم، فعرض الأفلام فى المهرجانات يعطى فرصة للفيلم لكى يصل لأكبر جمهور ممكن والجميع يسعى دائماً للوصول لأكبر مهرجان ممكن لكى يعطيه إمكانية التميز عن الأفلام الأخرى ويلقى الضوء على الفيلم بشكل أكبر فنحن نقوم بصناعة الأفلام لكى نعرض فكرة ونعرضها على المشاهد فالمهرجانات تكون فرصة عظيمة للانتشار ولكن العائق يكون فى صناعة فيلم يرتقى لمستوى المهرجانات الكبرى ومن حسن حظى وتوفيقى أن أفلامى كانت تُقبل فى أكبر مهرجانات فى العالم وأصل إلى المستوى المنشود.


كيف استطعت التعبير عن هموم الفلسطينيين رغم كونك مصريًا؟


كان تعبيرى عن الفلسطينيين تحديا مثل التحدى الماضى فى فيلم 678 الذى عبرت فيه عن السيدات فى قضية التحرش، فهذا التحدى يكمن فى تمثيل موقف وتجربة لم أمر بها شخصياً، وما فعلته فى 678 كان دراسة الظاهرة وسماعى لفتيات مررن بتلك التجربة وتسجيل الملاحظات على المشاعر التى مررن بها، وما حدث فى أميرة كان نتيجه لمتابعتى الأحداث لأننى عربى ومتابع دائم للقضية الفلسطينية من يوم ولادتى، ولكن عندما أردت التعبير عن مشاعر المواطن الفلسطينى كان يجب أن أتحدث لمواطن فلسطينى يشرح لى جميع جوانب الموضوع من وجهة نظر الشعب الفلسطينى لكى لا أغفل أى جانب من الجوانب التى يمرون بها، ومن حظى الجيد أن مثلى الأعلى هانى أبو أسعد المخرج العالمى والمنتجة أميرة دياب الفلسطينيين ساعدانى على فهم التجربة الفلسطينية وساعدا كل من شارك فى الكتابة على فهم المجتمع الفلسطينى، وما ساعدنى على أن أتمكن من تقديم تجربة فلسطينية خالصة أن طاقم عمل الفيلم كان فلسطينيا بالكامل عدا مدير التصوير والمونتير، وهذا ما ساعدنى على تقديم فيلم يمثل فلسطين.


الآن وأفلامك تعرض فى أهم مهرجانات العالم وتعمل على مسلسل لشركة مارفل العملاقة، كيف يمكن أن تصف مشوارك السينمائى؟


رحلة ممتعة، بدأتها وأحلم بالمواصلة فيها، أتمنى ان أصقل موهبتى وأتعلم وأتطور، والحقيقة أننى ممتن لهذه التجربة التى جعلتنى أكثر إحساسا بالآخرين وعمقت فهمى لهم، لأن العمل على شخصيات متعددة يجعل الإنسان أكثر اندماجا معهم ودراية بهم وبالتالى كل فيلم ترك بداخلى تغييرا بسبب رسالته الفنية والإنسانية.


فى النهاية: ما خطوتك القادمة بعد الانتهاء من تصوير مسلسل «مارفل»؟


أعتقد أننى سأتوقف قليلا لانتقاء العمل الذى سأقدمه، فهناك مشروعات لأعمال فنية أمريكية وأخرى مصرية وأنا أريد أن أختار أكثر الأعمال صدقا وعمقا بصرف النظر عن حجم العمل الفنى.