محمد ياسين
Email: [email protected]
لا أعرف من صاحب مقولة أن الطفل فى الصغر عبارة عن عجينة لينة، يتم تشكيلها بالطريقة التى يريدها الوالدان، بالطبع هى مقولة خاطئة، لأن لكل إنسان شخصيته المستقلة، التى يساهم عدد من العوامل فى تشكيلها، فكل أب وأم مهتمون بتعليم أبنائهم، وكل له طموحه فى التفوق الدراسى والعلمى، ومع انتهاء إجازة آخر العام وبداية عام دراسى جديد، نسعى لتنمية مدارك أطفالنا العلمية، ليتفوقوا دراسيا من خلال الحصول على أعلى الدرجات، وإن كنت قد كتبت على مدار الأسبوعين الماضيين عن بناء الطفل، رياضيا، ونفسيا، فلا نغفل بناء عقله، وتفتح مداركه، من خلال ترك مساحة للنقد، فالتفكير النقدى هو أرقى أنواع التفكير، لأنه يتطلب معرفة بالموضوع الذى نفكر فيه، وتحتاج تخيلا جيدا لعناصره، بالإضافة إلى الوعى بالمبادئ والمعايير.
ولا أعنى هنا النقد على كل شىء، وأى شيء، من أجل إثبات الذات أو الإحساس بالوجود، ولكن ما أقصده هو النقد البناء، الذى يكون نتيجة مشاركة أبنائنا فى الحوارات واتخاذ القرارات ومناقشة الآثار المترتبة على هذه القرارات مع الطفل، مما يساعد فى تراكم الخبرات لديه.
وأهمس فى أذن وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى بإضافة مادة لتعليم أسس التفكير واتخاذ القرار بداية من المرحلة الإعدادية، ليتم تطويرها فى المرحلة الثانوية إلى مادة نقد ليتعلم الطالب بناء نقد موضوعى على أسس علمية سليمة، ليس من أجل إثبات حضور، ولكن من أجل تغيير واقع.
نحن نريد أبناءنا نقادا، لا منقادين دون أن يكون لهم رأى، ولا تحليل ثابت لمضمون أى قضية تناقش أو تثار أمامهم.
ومخطئ من يظن أن تدريس التفكير ليس ممكنا إلا فى فترات متقدمة من عمر الطفل، وإنما أسس التفكير يجب ترسيخها مبكرا فى حياة الطفل حتى تدفعهم إلى التفتح الذهنى والوعى بذاتهم ومن حولهم.