حياة كريمة .. ترمم عشوائيات الفن

عشوائيات الفن
عشوائيات الفن

إشراف‭ :‬‭ ‬ريزان‭ ‬العرباوى

انشغل‭ سوق‭ ‬الفن ‬فى‭ ‬فترة‭ ‬معينة‭ ‬بصناعة‭ ‬أفلام‭ ‬ارتكزت‭ ‬تيماتها‭ ‬الأساسية‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬المناطق‭ ‬العشوائية‭ ‬ومدن‭ ‬الصفيح،‭ ‬واستحوذت‭ ‬على‭ ‬اهتمام‭ ‬الصناع‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬نجح‭ ‬فى‭ ‬دخول‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬مشاكله،‭ ‬فكان‭ ‬المنتج‭ ‬بمثابة‭ ‬جرس‭ ‬انذار‭ ‬لضرورة‭ ‬الالتفات‭ ‬لتلك‭ ‬القنبلة‭ ‬الموقوتة،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬تاجر‭ ‬بالعشوائيات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توليفة‭ ‬البطل‭ ‬البلطجى‭ ‬والأسلحة‭ ‬البيضاء‭ ‬ومكونات‭ ‬الخلطة‭ ‬التجارية،‭ ‬فكانت‭ ‬بمثابة‭ ‬أحزمة‭ ‬ناسفة‭ ‬للقيم‭.‬

ولكن‭ ‬فى‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬تراجعت‭ ‬تلك‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ،‭ ‬فهل‭ ‬يرجع‭ ‬السبب‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬التراجع‭ ‬إلى‭ ‬تبدل‭ ‬المزاج‭ ‬العام‭ ‬للجمهور‭ ‬وابتعاده‭ ‬عنها‭ ‬لقسوتها؟،‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يعتبر‭ ‬انعكاسا‭ ‬للتطور‭ ‬الحاصل‭ ‬بالقضاء‭ ‬على‭ ‬العشوائيات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرة‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬التى‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬مجتمعات‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬أنقاض‭ ‬تلك‭ ‬العشوائيات‭, ‬وبالتالى‭ ‬إغلاق‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬أمام‭ ‬صناع‭ ‬السينما‭ ‬والفن‭ ‬بشكل‭ ‬عام؟‭.‬

أنتجت‭ ‬السينما‭ ‬المصرية‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬فى‭ ‬فترة‭ ‬معينة‭ ‬تناولت‭ ‬ملف‭ ‬المناطق‭ ‬العشوائية‭ ‬بأفكار‭ ‬ومعالجات‭ ‬مختلفة‭, ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أبزرها‭ ‬فيلم‭ ‬“سارق‭ ‬الفرح”‭ ‬الذى‭ ‬أخرجه‭ ‬داوودعبد‭ ‬السيد،‭ ‬وجسد‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬صراع‭ ‬المهمشين‭ -‬من‭ ‬قاطني‭ ‬إحدى‭ ‬المناطق‭ ‬العشوائية‭- ‬مع‭ ‬الفقر‭, ‬الفيلم‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬لوسى‭, ‬ماجد‭ ‬المصرى‭, ‬عبلة‭ ‬كامل‭, ‬حسن‭ ‬حسنى‭, ‬محمد‭ ‬هنيدى‭ ‬وحنان‭ ‬ترك‭.‬

ثم‭ ‬جاء‭ ‬فيلم‭ ‬“حين‭ ‬ميسرة”‭ ‬الذى‭ ‬أحدث‭ ‬ضجة‭ ‬كبيرة‭ ‬وقت‭ ‬عرضة‭ ‬وشكل‭ ‬صدمة‭ ‬لدى‭ ‬المشاهدين‭ ‬من‭ ‬جرأة‭ ‬الطرح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مناقشة‭ ‬قضية‭ ‬أطفال‭ ‬الشوارع‭ ‬والطبقة‭ ‬المهمشة‭ ‬اجتماعيا‭ ‬والتى‭ ‬تقع‭ ‬تحت‭ ‬خط‭ ‬الفقر‭ ‬وتعانى‭ ‬من‭ ‬ضغوط‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭, ‬الفيلم‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬سمية‭ ‬الخشاب‭, ‬عمرو‭ ‬سعد‭, ‬عمرو‭ ‬عبد‭ ‬الجليل‭ ‬ومن‭ ‬إخراج‭ ‬خالد‭ ‬يوسف‭ ‬وتأليف‭ ‬ناصر‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭.‬

ويستمر‭ ‬المخرج‭ ‬خالد‭ ‬يوسف‭ ‬فى‭ ‬إثارة‭ ‬الجدل‭ ‬وإحداث‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الصدمات‭ ‬لدى‭ ‬الجمهور،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فيلمه‭ ‬“دكان‭ ‬شحاته”‭ ‬الذى‭ ‬صدر‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬نظرة‭ ‬تشاؤمية‭ ‬للمستقبل‭ ‬انعكست‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأجواء‭ ‬القاتمة‭ ‬المحيطة‭ ‬بالأبطال‭, ‬وهو‭ ‬يعتبر‭ ‬أولى‭ ‬تجارب‭ ‬هيفاء‭ ‬وهبى‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬السينما‭ ‬المصرية‭, ‬وشارك‭ ‬فى‭ ‬البطولة‭ ‬عمرو‭ ‬سعد‭, ‬عمرو‭ ‬عبد‭ ‬الجليل‭ ‬وغادة‭ ‬عبد‭ ‬الرازق‭ ‬والفيلم‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬ناصر‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن،‭ ‬والذى‭ ‬قدم‭ ‬أيضا‭ ‬فيلم‭ ‬“الغابة”‭ ‬مع‭ ‬المخرج‭ ‬أحمد‭ ‬عاطف‭ ‬ودارت‭ ‬أحداثه‭ ‬حول‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬أولاد‭ ‬الشوارع‭ ‬متفاوتين‭ ‬فى‭ ‬الأعمار‭ ‬تجمعهم‭ ‬“الخرابة”‭ ‬ليرصد‭ ‬ممارسة‭ ‬تلك‭ ‬الشريحة‭ ‬لسلوكيات‭ ‬شاذة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يكفى‭ ‬للعيش‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬المجتمع‭, ‬والفيلم‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬ريهام‭ ‬عبد‭ ‬الغفور‭, ‬باسم‭ ‬سمرة‭,‬‭ ‬حنان‭ ‬مطاوع‭.‬

وحول‭ ‬بعض‭ ‬الظواهر‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬25‭ ‬يناير‭ ‬قدم‭ ‬المخرج‭ ‬أحمد‭ ‬البدرى‭ ‬فيلم‭ ‬“جمهورية‭ ‬إمبابة”‭ ‬بطولة‭ ‬باسم‭ ‬سمرة‭ ‬وعلا‭ ‬غانم‭ ‬ومن‭ ‬تأليف‭ ‬مصطفى‭ ‬السبكى‭.‬

ومن‭ ‬منطقة‭ ‬شعبية‭ ‬يعتبرها‭ ‬البعض‭ ‬دولة‭ ‬داخل‭ ‬الدولة،‭ ‬ويتحكم‭ ‬فيها‭ ‬كبير‭ ‬المنطقة‭ ‬قدم‭ ‬محمود‭ ‬حميدة‭ ‬وإلهام‭ ‬شاهين‭ ‬فيلم‭ ‬“ريجاتا”‭ ‬شارك‭ ‬فى‭ ‬البطولة‭ ‬فتحى‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭, ‬رانيا‭ ‬يوسف‭ ‬وعمرو‭ ‬سعد‭ ‬والفيلم‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬محمد‭ ‬سامى‭.‬

وقدم‭ ‬الراحل‭ ‬محمود‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬بالاشتراك‭ ‬مع‭ ‬أحمد‭ ‬السقا‭ ‬وهند‭ ‬صبرى‭ ‬فيلم‭ ‬“إبراهيم‭ ‬الأبيض”‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬مروان‭ ‬حامد‭ ‬وتأليف‭ ‬عباس‭ ‬أبو‭ ‬الحسن‭.‬

كما‭ ‬ظهرت‭ ‬أفلام‭ ‬التوليفة‭ ‬التجارية‭ ‬التى‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬البلطجى‭ ‬بطلا‭ ‬وأشهرها‭ ‬“قلب‭ ‬الأسد‭, ‬الألمانى‭, ‬عبده‭ ‬موتة”‭ ‬وهى‭ ‬أفلام‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬محمد‭ ‬رمضان‭.‬

ولكن‭ ‬مؤخرا‭ ‬اختلف‭ ‬المشهد‭ ‬وبدأت‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬فى‭ ‬الاختفاء‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجى‭, ‬ومع‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬بملف‭ ‬المناطق‭ ‬العشوائية‭ ‬والسعى‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬لكل‭ ‬مواطن‭ ‬وتطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬واستبدال‭ ‬العشوائيات‭ ‬بمجتمعات‭ ‬جديدة‭ ‬لتقضى‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتضمنه‭ ‬هذا‭ ‬الوصف‭ ‬من‭ ‬قبح‭ ‬وسلبيات‭ ‬تتطلب‭ ‬الحذف‭, ‬فهل‭ ‬سيغلق‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬بالكامل‭ ‬أمام‭ ‬صناع‭ ‬الفن‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مجال‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬فيه‭ ‬وتوظيفه‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬اللغة‭ ‬الفنية‭ ‬الراقية‭ ‬وتقديم‭ ‬معالجة‭ ‬درامية‭ ‬لهذا‭ ‬العالم‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬سينما‭ ‬المقاولات‭ ‬الفارغة‭ ‬من‭ ‬القيمة‭ ‬الفنية؟‭.‬

‮«‬فجوات‭ ‬طبقية‮»‬

اهتم‭ ‬المخرج‭ ‬مجدى‭ ‬أحمد‭ ‬على‭ ‬بقضايا‭ ‬العشوائيات‭ ‬وانعكس‭ ‬ذلك‭ ‬الإهتمام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬منها‭ ‬فيلم‭ ‬“عصافير‭ ‬النيل”‭ ‬وعن‭ ‬رؤية‭ ‬صناع‭ ‬الفن‭ ‬لهذا‭ ‬الملف‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬التطور‭ ‬الحاصل‭ ‬فى‭ ‬البلد‭, ‬يقول‭: ‬“الإنجازات‭ ‬التى‭ ‬تحققها‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬تطوير‭ ‬العشوائيات‭ ‬عظيمة‭, ‬ولايمكن‭ ‬إنكار‭ ‬ذلك‭, ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬مشكلة‭ ‬عميقة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬كبير‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السرطان‭ ‬المتفشى‭ ‬فى‭ ‬هيئة‭ ‬عشوائيات‭ ‬ومدن‭ ‬من‭ ‬أعشاش‭, ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬هناك‭ ‬فرصة‭ ‬أمام‭ ‬عقول‭ ‬الدراما‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬ومعالجته‭ ‬بطرق‭ ‬أكثر‭ ‬رقيا‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الإسفاف‭ ‬والابتذال‭ ‬دون‭ ‬تحديد‭ ‬وصفة‭ ‬مثالية‭ ‬للتناول‭, ‬لأن‭ ‬الفن‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬وجهات‭ ‬نظر،‭ ‬ولكل‭ ‬مؤلف‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ‬الخاصة‭, ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مخلصا‭ ‬لمهنته‭ ‬وانتمائه‭ ‬للناس‭, ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬المادة‭ ‬وتحقيق‭ ‬الربح‭ ‬المالى‭ ‬هو‭ ‬المحرك‭ ‬الأساسى‭ ‬له‭, ‬ولكن‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬اختفاء‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬المشهد‭ ‬هو‭ ‬عزوف‭ ‬صناع‭ ‬الفن‭ ‬أنفسهم‭ ‬عنها‭ ‬وعدم‭ ‬اهتمامهم‭ ‬بالشرائح‭ ‬المهمشة‭ ‬اجتماعيا‭ ‬بقدر‭ ‬اهتمامهم‭ ‬بجمهور‭ ‬سينما‭ ‬المولات‭, ‬حيث‭ ‬تختلف‭ ‬طبيعة‭ ‬الموضوعات‭ ‬المطروحة‭ ‬سينمائيا‭ ‬مع‭ ‬اختلاف‭ ‬طبيعة‭ ‬وثقافة‭ ‬الجمهور‭ ‬المتلقى‭.‬

ويتابع‭ ‬قائلا‭: ‬“تفشى‭ ‬العشوائيات‭ ‬كان‭ ‬ناتجا‭ ‬عن‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬التهميش‭ ‬والإهمال‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إضمحلال‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتنمية،‭ ‬وبالتالى‭ ‬انتشار‭ ‬مدن‭ ‬الصفيح‭ ‬والمقابر‭ ‬السكنية‭ ‬التى‭ ‬عشش‭ ‬فيها‭ ‬الفقر‭ ‬والقهر‭ ‬والفوضى‭, ‬وتظل‭ ‬مهمتنا‭ ‬كصناع‭ ‬للفن‭ ‬هى‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تحريك‭ ‬العقول‭ ‬نحو‭ ‬الكمال‭ ‬لكل‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع‭ ‬لردم‭ ‬الفجوات‭ ‬الطبقية‭ ‬وإصلاح‭ ‬الخلل‭ ‬المجتمعى‭ ‬بتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬للخروج‭ ‬بتحليلات‭ ‬تصب‭ ‬بالنتيجة‭ ‬للصالح‭ ‬العام‭, ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬لكشف‭ ‬خلفيات‭ ‬للأوضاع‭ ‬الضاغطة‭ ‬مما‭ ‬يساهم‭ ‬فى‭ ‬تغيير‭ ‬منظومة‭ ‬القيم‭, ‬فينعكس‭ ‬أثره‭ ‬على‭ ‬السينما‭ ‬ويساهم‭ ‬فى‭ ‬تغير‭ ‬منظومة‭ ‬الصناعة‭ ‬الفنية‭, ‬فواجب‭ ‬الفنان‭ ‬المهموم‭ ‬بقضايا‭ ‬وطنه‭ ‬أن‭ ‬يعرض‭ ‬المشاكل‭ ‬المنتشرة‭ ‬التي‭ ‬يراها‭ ‬ويشعر‭ ‬بها‭ ‬حتى‭ ‬يضع‭ ‬المسئولون‭ ‬حلولاً‭ ‬لها”‭.‬

“توليفة‭ ‬تجارية”

وصف‭ ‬المخرج‭ ‬داوود‭ ‬عبد‭ ‬السيد‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬بالتجارية،‭ ‬فيرى‭ ‬أن‭ ‬جميعها‭ ‬أفلام‭ ‬تجارية‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬الواقعية‭ ‬لا‭ ‬تعكس‭ ‬الواقع‭ ‬ولا‭ ‬تمت‭ ‬له‭ ‬بصلة‭, ‬ويقول‭: ‬“لا‭ ‬أعترف‭ ‬بقيمة‭ ‬تلك‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬فهى‭ ‬بلا‭ ‬هدف‭ ‬وبلا‭ ‬مضمون‭ ‬فما‭ ‬يتضمنه،‭ ‬الواقع‭ ‬العشوائى‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬فيلم‭ ‬سينمائى‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬تيمة‭ ‬الفقر‭ ‬أو‭ ‬يجسد‭ ‬مستوى‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬الجريمة،‭ ‬طبعا‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬صناعه‭ ‬الذين‭ ‬يحرصون‭ ‬على‭ ‬تطعيمه‭ ‬بالتوليفة‭ ‬التجارية‭ ‬براقصة‭ ‬الأحياء‭ ‬والمطرب‭ ‬الشعبى‭ ‬والأسلحة‭ ‬البيضاء‭ ‬وتغيير‭ ‬الثوابت‭ ‬بجعل‭ ‬البلطجى‭ ‬بطلا‭ ‬وانتصار‭ ‬الشر‭ ‬وتعميم‭ ‬للقبح‭ ‬بتصوير‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬الفقر‭ ‬والجريمة‭, ‬فهى‭ ‬تضرب‭ ‬بقيم‭ ‬المجتمع‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭, ‬واعتبرها‭ ‬مصدر‭ ‬لتفريغ‭ ‬المجرمين‭ ‬وتجار‭ ‬المخدرات‭, ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬التهميش‭ ‬الشديد‭ ‬الذي‭ ‬تواجهه‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬أفرزت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬المغرية‭ ‬لتجار‭ ‬صناعة‭ ‬الفن‭, ‬ولكن‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬تغيير‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬تناوله”‭.‬

ويتابع‭: ‬“أى‭ ‬مفكر‭ ‬للدراما‭ ‬سواء‭ ‬التلفزيونية‭ ‬أو‭ ‬السينمائية‭ ‬لديه‭ ‬هم‭ ‬معين‭ ‬هم‭ ‬اجتماعى‭ ‬أو‭ ‬سياسى‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬هم‭ ‬جمالى‭ ‬يعبر‭ ‬عنه‭, ‬وأتحدث‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬مستوى‭ ‬السينما‭ ‬عندما‭ ‬تصبح‭ ‬فنا‭ ‬حقيقيا،‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬كلام‭ ‬واستغلال‭ ‬لتيمات‭ ‬معينة‭ ‬حتى‭ ‬أظهر‭ ‬فى‭ ‬الصورة‭ ‬أننى‭ ‬صاحب‭ ‬قضية‭ ‬ونصير‭ ‬الفقراء‭ ‬والمهمشين‭-‬دا‭ ‬شئ‭ ‬سخيف‭- ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرى‭, ‬فالواقعية‭ ‬الحقيقة‭ ‬تم‭ ‬تجسيدها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أعمال‭ ‬صلاح‭ ‬أبو‭ ‬سيف‭ ‬وأفلام‭ ‬الخمسينيات‭ ‬والسيتينات‭ ‬مثل‭ ‬فيلم‭ ‬“الحرام”‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬فهى‭ ‬أفلام‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬هموم‭ ‬إنسانية‭ ‬واجتماعية”‭.‬

ويستطرد‭ ‬قائلا‭: ‬“اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬والنظر‭ ‬لتلك‭ ‬الطبقة‭ ‬وتحويل‭ ‬العشوائيات‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬سكنية‭ ‬آدمية،‭ ‬هو‭ ‬شئ‭ ‬إنسانى‭ ‬رائع‭ ‬ويحترم‭, ‬ولكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬لإنعكاس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬السينما‭ ‬فلى‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬خاصة‭ ‬أؤمن‭ ‬بها‭, ‬وهى‭ ‬أن‭ ‬السينما‭ ‬لا‭ ‬تعكس‭ ‬الواقع‭ ‬كما‭ ‬يردد‭ ‬البعض‭ ‬لأن‭ ‬إنعكاسه‭ ‬يأتى‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬الحقيقة‭, ‬ولا‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أجزم‭ ‬بانتهاء‭ ‬التوليفة‭ ‬التجارية‭ ‬وأفلام‭ ‬المقاولات‭ ‬لأن‭ ‬أى‭ ‬اتجاه‭ ‬يتحقق‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أرباح‭ ‬مالية‭ ‬كبيرة‭ ‬ينجذب‭ ‬إليه‭ ‬البعض‭, ‬وبالتالى‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬إنهاء‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬بسهولة‭, ‬فمهم‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬يصاحب‭ ‬تطوير‭ ‬العشوائيات‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬تطوير‭ ‬أيضا‭ ‬فى‭ ‬فكر‭ ‬واتجاه‭ ‬صناع‭ ‬الفن‭, ‬فعندما‭ ‬تتواجد‭ ‬السينما‭ ‬المهتمة‭ ‬بالواقع‭ ‬وبهموم‭ ‬الناس‭ ‬مع‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬أدوات‭ ‬ذاتية‭ ‬للتطوير‭ ‬ثم‭ ‬تطويع‭ ‬الأداة‭ ‬الفنية‭ ‬إلى‭ ‬أساس‭ ‬لتحديد‭ ‬الرغبة‭ ‬العامة‭ ‬للجمهور‭, ‬ومحاولة‭ ‬فصل‭ ‬الفن‭ ‬الجديد‭ ‬عن‭ ‬التبعية‭ ‬الحتمية‭ ‬لأشكال‭ ‬الفن‭ ‬القديم‭ ‬بالإشتباك‭ ‬مع‭ ‬أفكار‭ ‬انتقائية‭ ‬أكثر‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬الأزمات‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬متطلبات‭ ‬ثقافة‭ ‬المجتمع‭ ‬المحيط‭ ‬وبين‭ ‬جودة‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬سينما‭ ‬تجارية‭ ‬أو‭ ‬دعائية‭ ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬النوعية‭ ‬السائدة‭ ‬من‭ ‬الإهتمام‭ ‬بالغيبيات‭ ‬أو‭ ‬بالأكشن‭ ‬وتكسير‭ ‬السيارات‭, ‬وقتها‭ ‬سينعكس‭, ‬فالخطأ‭ ‬موجود‭ ‬فى‭ ‬الإنسان‭ ‬السينمائى‭, ‬والعشوائية‭ ‬لا‭ ‬تربط‭ ‬فقط‭ ‬بالفقر‭ ‬فهناك‭ ‬عشوائية‭ ‬الفكر‭ ‬والتنظيم”‭.‬

‮«‬غزو‭ ‬عشوائى‮»‬

وتقول‭ ‬الناقدة‭ ‬خيرية‭ ‬البشلاوى‭: ‬“ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬واستبدال‭ ‬المناطق‭ ‬العشوائية‭ ‬بمدن‭ ‬جديدة‭ ‬لتوفير‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬لطبقة‭ ‬عانت‭ ‬من‭ ‬التهميش‭ ‬والإهمال‭ ‬لسنوات‭ ‬عديدة‭, ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬قوية‭ ‬عضوية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنفصل‭ ‬بتطوير‭ ‬الفن‭ ‬وتغيير‭ ‬الرؤية‭ ‬الفنية‭ ‬السائدة‭ ‬المنعكسة‭ ‬عن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المهمشين‭, ‬وأرى‭ ‬أن‭ ‬تدني‭ ‬الذوق‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬والأدب‭ ‬هو‭ ‬ناتج‭ ‬أو‭ ‬رافد‭ ‬من‭ ‬روافد‭ ‬الغزو‭ ‬العشوائي‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬نتيجة‭ ‬عمليات‭ ‬الهجرة‭ ‬لبعض‭ ‬الفئات‭, ‬حين‭ ‬اتجهت‭ ‬شريحة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الجمهور‭ ‬المصرى‭ ‬المعدم‭ ‬إلى‭ ‬سلب‭ ‬أماكن‭ ‬بالفهلوة‭ ‬ليعيش‭ ‬فيها‭ ‬ويعمرها‭ ‬بطريقة‭ ‬عشوائية‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬فوضى‭ ‬وقبح‭, ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬يلتفت‭ ‬إليهم‭ ‬أحد‭ ‬انتشر‭ ‬وباء‭ ‬العدوى،‭ ‬واستمر‭ ‬طويلا‭ ‬لينتج‭ ‬عنه‭ ‬معيشة‭ ‬تعيسة‭ ‬وتعليم‭ ‬تعيس‭ ‬وخيال‭ ‬متدن‭ ‬ضائع‭, ‬صنع‭ ‬أفلام‭ ‬الثقافة‭ ‬الشعبية‭ ‬بمحتوى‭ ‬أجوف‭, ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬للدولة‭ ‬إرادة‭ ‬قوية‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬العشوائيات‭ ‬عار‭, ‬وكيف‭ ‬وصل‭ ‬الحال‭ ‬بمدينة‭ ‬جميلة‭ ‬مثل‭ ‬القاهرة‭ ‬ليتحول‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬عشوائيات‭, ‬فمن‭ ‬الصعب‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬التطوير‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬ويظل‭ ‬صانع‭ ‬الفيلم‭ ‬أو‭ ‬صانع‭ ‬الدراما‭ ‬يروج‭ ‬للقبح،‭ ‬وأننا‭ ‬مازلنا‭ ‬نعانى‭ ‬من‭ ‬العشوائيات‭, ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يرتقى‭ ‬بعمله‭ ‬ليعكس‭ ‬الاتجاه‭ ‬المقاوم‭ ‬لهذه‭ ‬الآفة‭, ‬فالدولة‭ ‬أخذت‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬مهة‭ ‬التصدى‭ ‬لتلك‭ ‬العشوائيات‭ ‬وازاحتها‭ ‬ضمن‭ ‬مناخ‭ ‬عام‭ ‬رافضا‭ ‬لها‭ ‬وللسلوكيات‭ ‬التى‭ ‬تهدد‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعى‭ ‬وتضرب‭ ‬بقيم‭ ‬وثوابت‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى”‭.‬

وتضيف‭ ‬قائلة‭: ‬“بالتأكيد‭ ‬حل‭ ‬أزمة‭ ‬العشوائيات‭ ‬لم‭ ‬ينته‭ ‬بشكل‭ ‬جذرى‭ ‬ومازال‭ ‬هناك‭ ‬فرص‭ ‬أمام‭ ‬الصناع‭ ‬لتقديم‭ ‬معالجات‭ ‬للقضية‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬فنى‭ ‬راقى‭, ‬وسيحدث‭ ‬تدريجيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تغذية‭ ‬الوعى‭ ‬وتوسيع‭ ‬المدارك‭ ‬ورفض‭ ‬القبح‭ ‬والانتصار‭ ‬للجمال‭ ‬ومقاومة‭ ‬التيارات‭ ‬المضادة‭ ‬التى‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تشوية‭ ‬صورة‭ ‬البلد‭ ‬وإحداث‭ ‬خلل‭ ‬اجتماعى‭, ‬فالدولة‭ ‬تؤمن‭ ‬بأهمية‭ ‬وقدرة‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬وتغذية‭ ‬الوعى‭ ‬والوجدان‭ ‬بأفكار‭ ‬تقدمية‭, ‬وأنها‭ ‬سلاح‭ ‬مهم‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأفكار‭ ‬الهادمة”‭.‬

‮«‬بيئة‭ ‬الحرمان‮»‬

وعن‭ ‬الآثار‭ ‬الناتجة‭ ‬ومدى‭ ‬التحول‭ ‬الذي‭ ‬أحدثته‭ ‬أفلام‭ ‬الثقافة‭ ‬الشعبية‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬وثوابت‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري‭ ‬تقول‭ ‬د‭. ‬سامية‭ ‬الساعاتى‭ ‬أستاذ‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭: ‬“هذه‭ ‬النوعية‭ ‬قدمت‭ ‬مناقشة‭ ‬صريحة‭ ‬وصادمة‭ ‬لمشكلة‭ ‬العشوائيات‭, ‬فعندما‭ ‬تعرضت‭ ‬مصر‭ ‬لهذ‭ ‬االإستعمار‭ ‬العشوائي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬القيم‭ ‬والذوق‭ ‬العام‭ ‬والتعليم‭ ‬والثقافة‭ ‬والأخلاق،‭ ‬وسادت‭ ‬الفوضى‭, ‬وانعكس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬نسق‭ ‬المجتمع‭ ‬مثل‭ ‬الفن‭, ‬فجسد‭ ‬الانحلال‭ ‬والبلطجة‭ ‬والجريمة‭, ‬مما‭ ‬أحدث‭ ‬تحولات‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تراجعه‭, ‬فهذه‭ ‬البيئات‭ ‬تخلق‭ ‬إنسان‭ ‬ضحل‭ ‬الفكر‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬يشعر‭ ‬بالنقص‭ ‬أمام‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأخرى‭ ‬نتيجة‭ ‬الحرمان‭ ‬من‭ ‬أساسيات‭ ‬الحياة‭, ‬وفى‭ ‬بيئة‭ ‬الحرمان‭ ‬تلك‭ ‬يضطر‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬امتهان‭ ‬أعمال‭ ‬غير‭ ‬شريفة‭ ‬أو‭ ‬وظائف‭ ‬متدنية‭ ‬ليتخلص‭ ‬من‭ ‬الشعور‭ ‬بعدم‭ ‬الأمان‭ ‬المجتمعي”‭.‬

وتضيف‭: ‬“بعد‭ ‬أن‭ ‬غزت‭ ‬المدن‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬ميادين‭ ‬الإبداع‭ ‬وظهرت‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬أغاني‭ ‬المهرجانات‭ ‬ووجدت‭ ‬منابر‭ ‬تعبر‭ ‬عنها‭ ‬بطرق‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬وغيرها‭, ‬وتصدرت‭ ‬المشهد‭ ‬الفني‭ ‬وكأن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬مصر‭ ‬فقط‭, ‬فيجب‭ ‬على‭ ‬صناع‭ ‬الفن‭ ‬التكاتف‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬لتحقيق‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬للفن‭ ‬الذى‭ ‬يعكس‭ ‬الواقع‭, ‬فالدولة‭ ‬لا‭ ‬تستهدف‭ ‬فقط‭ ‬تغيير‭ ‬المسكن‭ ‬لهذه‭ ‬الفئات،‭ ‬إنما‭ ‬تعمل‭ ‬لتغيير‭ ‬الواقع‭ ‬الثقافي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬ورفع‭ ‬الوعي‭ ‬لدي‭ ‬سكان‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬بالكامل”‭.‬