فنان برتبة عقيد.. لماذا نصح عبد الناصر «برنس السينما» بالاستقالة من الجيش؟

أحمد مظهر
أحمد مظهر

عرفه الجمهور من خلال شخصية البرنس "علاء" في رد قلبي، والأمير "شوكت" في الأيدي الناعمة، واقتحم  المقاتل أحمد حافظ مظهر الوسط الفني عن طريق الصدفة، لينطلق بعد ذلك بأدوار مختلفة ومتنوعة، بلغت حوالي 152 عَمَلًا مابين السينما والإذاعة والتليفزيون والمسرح الذي كان قليل الظهور عليه بسبب السينما.

وُلد أحمد مظهر في 8 أكتوبر1917 بحي العباسية من أصول شركسية والده مظهر حافظ الدرملي من ذوي الأملاك، شقيقتاه الفنانتان فاطمة مظهر وسناء مظهر، سكن بجوار عدد من المشاهير منهم نجيب محفوظ  ومحمد عبدالوهاب.

حصل على الثانوية العامة من مدرسة السعيدية في 1934، مارس الملاكمة وأصبح بطل المدرسة فيها، التحق بكلية التجارة ولم ترض طموحه فانتقل إلى الطب البيطري وأخيراً استقر في الكلية الحربية في 1936، تخرج فيها في 1938 ومن دفعته جمال عبدالناصر، وأنور السادات، وثروت عكاشة، عمل ضابطًا بسلاح المشاة بمنطقة منقباد، وشارك في الحرب العالمية الثانية، وحرب فلسطين وانتقل إلى سلاح الفرسان 1940، وانضم للصف الثاني من الضباط الأحرار، وكان ضمن الفريق المصري للفروسية المشارك بمسابقة دولية للألعاب الأوليمبية في هلسنكى عاصمة فنلندا حين اندلعت ثورة 1952، وعينه عبد الناصر قائد مدرسة الفروسية في 1956.

وبدأ عمله بالفن 1948 عندما قدمة زكي طليمات في مسرحية "الوطن"، ثم رشحه المخرج ابراهيم عز الدين لفيلم "ظهور الإسلام" 1951، وكان يحصل على تصريح من الجيش قبل كل دور، انطلاقته الحقيقية فى فيلم "رد قلبى" 1957، وفؤجى برفض منحه تصريح للتمثيل، فاستمع إلى نصيحة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بالتخلي عن الوظيفة العسكرية، والتفرغ للفن، وقدم استقالته على رتبة عقيد عام 1956.

بالفعل استجاب أحمد مظهر لنصيحة عبد الناصر، وقرر أن يخدم وطنه بتقديم أعمال ترتقي بالوعي وتحمل رسائل ذات قيمة، وشيئا فشيئا، لمع اسمه، وتصدرت صورته أفيشات دور السينما.

وقدم مظهر أعمالا مهمة، من الصعب أن تسقط من ذاكرة المشاهد العربي مثل "الناصر صلاح الدين"، "دعاء الكروان"، "العتبة الخضراء"، "لصوص لكن ظرفاء"، "شفيقة ومتولي"، "القاهرة 30".

كما تألق على شاشة التلفزيون بعدد من الأعمال الرائعة أبرزها "ألف ليلة وليلة"، "ضمير أبلة حكمت"، و"رياح الخوف".

كون مع عايدة هلال شركة انتاج سينمائي في بيروت 1968، وانضم لفرقة أضواء المسرح 1970؛ ليقوم ببطولة مسرحية "التفاحة والجمجة"، وفي 1971 انضم لفرقة الفنانين المتحدين لتمثيل مسرحية شئ من الأنوثة، وأخرج للسينما فيلمين كتبهما بنفسه هما: نفوس حائرة 1968، وحبيبة غيرى 1976، كما شارك بالفيلم العالمي "البنادق والغضب" 1981 مع الفنان "بيتر جريفز".

وضمت قائمة أفضل 100 فيلم مصري ثمانية من أفلامه هم رد قلبي، الأيدى الناعمة، واسلاماه، الناصر صلاح الدين، جميلة أبو حريد، القاهرة 30، إمبراطورية ميم، دعاء الكروان الذى رُشح لتمثيل مصر في الأوسكار.

وحصل على العديد من الجوائز منها جائزة الممثل الأول فى فيلم الزوجة العذراء 1960، الجائزة الأولى فى التمثيل عن دوره فى فيلم دعاء الكروان 1961، الجائزة الأولى فى التمثيل أيضا عن فيلم الليلة الأخيرة 1964، جائزة أحسن ممثل 1969، ووسام العلوم والفنون من الرئيس جمال عبدالناصر، ومُنح معاش الضباط الأحرار، وعلى شهادة تقدير فى عهد الرئيس السادات 1979، وعضو مؤسس لجمعية الحرافيش التي تضم عددا كبيرا من رجال الأدب والصحافة منهم: نجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس، ويوسف السباعي، كما أجاد عدة لغات.

وتزوج عام 1952 من حب عمره السيدة هدايت وأنجب منها أربعة أبناء  هم: نيفين، وإيمان، وريهام،  وشهاب، توفى في 8 مايو 2002 بعد صراع مع مرض الالتهاب الرئوي بالمستشقي، وأُقيمت له جنازة شعبية حضرها نائب الرئيس ودفن بمقابر باب الوزير بالقرب من قلعة صلاح الدين.


ومن أصعب المواقف التي تعرض لها أحمد مظهر، قيام ابنه "شهاب" بقتل صديق عمره عن طريق الخطأ، وذلك عندما ترك مظهر مسدسه وهو عامر بالذخيرة، وعثر عليه نجله، ودون أن يدري أطلق رصاصة طائشة، استقرت في جسد صديق والده، الذي مات على الفور.