نعم أشعر بالسعادة الغامرة لاننا لم نعرف حتي اليوم التشكيل الكامل لطاقم الرئاسة ومعاونيه وإن كان يتم الاعلان بين فترة وأخري عن بعض الاسماء من معاوني الرئيس ومستشاريه.. مبعث سعادتي هو التأني الشديد في الاختيار وأعتقد أن الرئيس يستعرض كل يوم عشرات الاسماء والخبرات والمهارات التي يتمتعون بها وما اذا كانت تلبي طموحاته أو تتواكب مع رؤيته في قيادة مصر وتحمل أعباء المرحلة الحالية. مرحلة اعتقد أنها من أخطر الفترات في تاريخ مصر.. وإذا كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد تسلم الحكم في ظروف قاهرة وصعبة سواء من الناحية الاقتصادية وعدم وجود موارد بسبب حالة الشلل التي كانت مصر تعانيهابعد ٢٥ يناير ومازالت تلقي بظلالها حتي اليوم. أيضا التحديات التي تواجهها مصر في مجال محاربة الارهاب والعنف والتطرف والذي يمثل أخطر أنواع  الحروب التي يجتازها الجيش المصري وقوات الأمن. كذلك المؤامرات التي تحاك لمصر في الخارج ومحاولات تشكيل أحلاف معادية لمصر أو الحروب المشتعلة علي كل حدود مصر ووجود أخطار داهمة تتعلق بالأمن القومي المصري.. ناهيك عن حالة الفوضي العارمة والانحدار الاخلاقي الذي يجتث قيمنا وأصالتنا وموروثاتنا الثقافية والحضارية بالاضافة لمعاناة الناس والتي ظلت لسنوت طويلة حبيسة النفوس لكنها سرعان ما انفجرت في صور مختلفة علي رأسها المطالب الفئوية والحاجة العاجلة لحل مشاكل الخدمات والبطالة ومواجهة الغلاء المستعر. جاحد كل من ينكر أن هناك بالفعل إنجازا يتحقق حتي لو كان ببطء شديد. جاحد كل من ينكر أن ٦ شهور مضت منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي لا يمكن أن تكون مقياسا للحكم علي الأداء. لكن في إعتقادي أن الرئيس يواجه وسيواجه في المستقبل القريب واحدة من أعقد مشاكل مصر وهي اختيارقيادات قادرة علي العمل والعرق والجهد. قيادات تواكب متطلبات المرحلة وطبيعة رئيس عاش سنوات عمره في مدرسة الانضباط والصرامة وحسن الاداء. من هنا جاء التأني الشديد في الاختيار وأتمني أن يمتد ليشمل ايضا كل كبار المسئولين .