جنوب أفريقيا تحتفل بعيد ميلاد ديزموند توتو التسعين

القس ديزموند توتو
القس ديزموند توتو

تحتفل جنوب أفريقيا اليوم الخميس 7 أكتوبر، بعيد الميلاد التسعين لديزموند توتو، رئيس الاساقفة الذي تجاوز صيته حدود البلاد وبطل الكفاح ضد الفصل العنصري والحائز جائزة نوبل للسلام.

سيحضر أول رئيس أساقفة انجليكاني أسود في البلاد مع زوجته ليا توتو مراسم صلاة في كاتدرائية سان جورج حيث كان يلقي عظاته.

في وقت لاحق سيمضي توتو وزوجته النهار في المنزل مع ابنتيهما ناومي ومبو وأحفادهما.

تنظم مؤسسته أيضا مؤتمرا افتراضيا مع الدالاي لاما ورئيسة ايرلندا السابقة ماري روبنسون والناشطة في مجال حقوق الانسان غراسا ماشيل والوسيطة السابقة الجنوب افريقية تولي مادونسيلا التي نددت بفساد الدولة.

اقرأ أيضًا: رئيس وزراء إيطاليا: الجائحة تحت السيطرة لكن عدد الوفيات لا يمكن قبوله

هذه المجموعة من المشاركين تؤكد قيم توتو الذي أحاط نفسه بمدافعين عن حقوق الانسان في وقت يعرف فيه قادة جنوب افريقيا حاليا باسلوب حياتهم الفاخر وحساباتهم التي تحتوي مليارات الدولارات.

وقدم رئيس جنوب افريقيا سيريل رامابوزا تهانيه في بيان مؤكدا على "نزاهة وصدق وعدم خوف" توتو. وقال "على مدى ثلاثة عقود تقريبا، كنت صوت الضمير ووجهتنا ودفعتنا نحو القيام بما هو أفضل لشعبنا".

وتوجه "صندوق توتو" في بيان بالشكر عن "تدفق الحب والتمنيات الطيبة من أفراد ومنظمات من كل أنحاء العالم، على كايب تاون مع اقتراب عيد ميلاد رئيس الأساقفة ديزموند توتو التسعين".

وكتب رئيس مؤسسة نلسون مانديلا، سيلو هاتانغ ان توتو "شخص استثنائي.. مفكر.. قائد.. راع".

قوس قزح

كان ديزموند توتو صوت السود في جنوب إفريقيا في النضال ضد النظام العنصري الأبيض الذي أطاحت به الديموقراطية منذ حوالى 30 عاما، ولم يتحدث علنا كثيرا في السنوات الماضية. هو يعاني من سرطان البروستات منذ أكثر من عشرين عاما، وأدخل الى المستشفى بسبب إصابته بالتهاب.

تقاعد منذ عام 2010، وكان آخر ظهور علني له في مايو عندما تم تطعيمه ضد كوفيد. من على كرسي متحرك، ابتسم ووجه تحية عن بعد بدون أن يتحدث الى الصحافيين.

هو مدافع دؤوب عن حقوق الإنسان ومقرب من نيلسون مانديلا، أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا. حصل على جائزة نوبل عام 1984 تكريمًا لالتزامه ضد الفصل العنصري الذي ألغي عام 1994.

تأثير توتو داخل المؤسسات الأنغليكانية قاده إلى عملية مصالحة. أطلق على بلاده اسم "أمة قوس قزح" وهو على قناعة بان تجربة جنوب افريقيا يمكن ان تساعد بقية العالم على فهم كيفية تجاوز النزاعات.

لكن هوسه بالصفح يندد به جيل جديد من مواطني جنوب افريقيا. بالنسبة إليهم قدم السود الكثير من التنازلات في الانتقال نحو الديموقراطية ولم يطلبوا مساءلة بشكل كاف.

لكن كل فرد يعترف بان توتو واصل إدانة الإخفاقات والظلم، وهاجم منتقدي مثليي الجنس وتحدى مانديلا بشأن الرواتب العالية لوزرائه وانتقد بشدة الفساد المستشري في ظل رئاسة جاكوب زوما.

لم يتردد أيضا في السنوات الماضية في التنديد بحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم الذي ناضل بلا كلل ضد حكم الأقلية البيضاء، بسبب المحسوبيات بعد انتهاء حقبة الفصل العنصري..