6 ساعات لن تنساها إسرائيل.. صدمة اقتصادية ونفسية عميقة‬

6 ساعات لن تنساها إسرائيل.. صدمة اقتصادية ونفسية عميقة‬
6 ساعات لن تنساها إسرائيل.. صدمة اقتصادية ونفسية عميقة‬

تركت حرب أكتوبر المجيدة آثارًا عميقة على الاقتصاد الإسرائيلي، وهذه حقيقة واضحة لكل من تابع النشاط في إسرائيل قبل وبعد الحرب، ولسكان إسرائيل أنفسهم وفي كل دائرة من دوائر الحياة.

بل إن هذه الحرب قد أحدثت شرخًا واسعًا في المفاهيم السائدة عند الإسرائيلي الذي استدعوه في آخر بلاد الدنيا بالدعاية الواسعة والمنظمة لحياة الرفاهية والطمأنينة في أرض المعاد "أي الأرض التي يعودون إليها".

كما أحدثت هزة عنيفة في كل ما حاولت المؤسسة العسكرية الحاكمة في إسرائيل أن تضمه في عقول الذين جذبهم بريق الدعاية فتركوا البلاد التي عاشوا فيها سنوات طويلة في انتظار تحقيق الأمل والحلم.

وأيضًا ذلك النسيج الذي حاولت هذه المؤسسة أن تقيمه حول الفرد العربي وتاريخه وحضارته وقدراته الذهنية وأبعاده العسكرية، كل هذا تغير تمامًا بعد ساعات قليلة من بعد ظهر يوم 6 أكتوبر وهي ساعات لن تنساها إسرائيل، ولن ينساها الذين عاشوا وهم الدعاية الإسرائيلية.

وامتد تأثير هذه الحرب خارج إسرائيل أيضًا وفي كل بقعة في العالم وبعد أن أثبت الجندي العربي والشعب العربي كله قدراته وأنه صاحب حق.

بوادر الأزمة

ولكي نعرف الآثار الاقتصادية لحرب أكتوبر نجد أن الاقتصاد الإسرائيلي تميز بحالة من التراخي الشديد وظهرت بوادر أزمة اقتصادية حادة في السنتين السابقتين قبل الحرب.

ونتيجة ذلك انخفض نمو الاستهلاك وتفشت البطالة وزادت الهجرة العكسية من إسرائيل، ويمكن أن نستنتج بوضوح العلاقة بين سوء الأحوال الاقتصادية وشن إسرائيل للحرب.

وبذلك فإن إسرائيل قد شنت الحرب وحالتها الاقتصادية في ركود ظنًا منها أن الحرب ستوفر للمجتمع الإسرائيلي المناخ الأمثل لوجوده وازدهاره ويستند هذا الرأي أن مقتل إسرائيل إنما يكمن في السلام وأن حياتها مرهونة بالحرب.

وجاءت حرب أكتوبر لتهدم كل الآمال الإسرائيلية، وأسفرت الحرب عن اضطرار القوات الإسرائيلية تحت الضغط العسكري العربي ولأول مرة منذ نشأة إسرائيل يقع أكبر قدر من الخسائر البشرية.

وفي يوم الأحد 7 أكتوبر 1973 خيم ظل النكبة على إسرائيل ولم تتعرض إسرائيل لخط الدمار مثلما حدث في ذلك اليوم، ولم يكن لمثل هذه الهزيمة الساحقة سوى معنى واحد هو لا احتلال، ولا فقدان للاستقلال بل محو الشعب الإسرائيلي من الخريطة.

 

صدمات نفسية بنسبة عالية جدا

فيكتور صنوع أمريكي يهودي من مواليد الإسكندرية، كان صريح في عدائه للعرب وكان أستاذ في علم النفس في إحدى جامعات أمريكا، نشر سلسلة مقالات بعد حرب أكتوبر تحت عنوان "الآثار النفسية لحرب كيبور" وصرح أن نسبة المصابين بصدمة نفسية بعد الحرب زادت بنسبة عالية جدًا؛ حيث أن عدد مثل هؤلاء المصابين في الحروب السابقة لحرب أكتوبر لم يكن يذكر ويرجع السبب في ذلك إلى عامل المفاجأة العربية للجيش الإسرائيلي.

واستمرت هذه الصدمة النفسية لسنوات بعد الحرب وظل مئات الإسرائيليين يتجمعون ويجهشون بالبكاء على ضحاياهم في المقابر العسكرية الإسرائيلية، في اليوم الموافق 6 أكتوبر من كل عام.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا |صائد الدبابات: السادات أطلق عليَّ اللقب.. ودمرت 27 دبابة في الحرب |فيديو