بالبلدى

قنا والبوصلة الأمنية

مصطفى يونس
مصطفى يونس

الأمر لا يتعلق بمنطقة ما ، فالعديد من المحافظات بها بؤر إجرامية ملتهبة ، خاصة فى صعيد مصر ، كونها ذات طابع قبلى له عاداته وتقاليده ، فالثأر لدينا آفة كل الأزمنة ، ومقبرة المحنكين من رجال الأمن،  ومنذ شهور قليلة نتذكر واقعة قرية أبو حزام بنجع حمادي شمال محافظة قنا والتى راح ضحيتها ١٧ شخصاً بينهم أطفال وكلهم أبرياء إلا واحداً ، وهو ما اعتقد أنه كان سبباً فى إطاحة قيادات المحافظة فى الحركة الأخيرة.. لكن لابد أن نعلم  أن الله إذا أحب منطقة رزقها مسؤولاً قوياً ، لديه من الخبرة والكفاءة ما يؤهله لحل مشاكلها،  وإخماد فتنها، والسيطرة على الخارجين عن القانون فيها ، خاصة مع وجود اللواء محمود توفيق وزير الداخلية الذى يتمتع بالكفاءة الأمنية العالية وحب منقطع النظير بين صفوف الضباط ورجال الأمن العام بإشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد الوزير الذى لا يعرف طعم النوم .. فقد حبا الله قنا بقيادات أمنية حكيمة، كاريزما شرطية تجعلك تثنى على مجهودها دون أن تراها ، وللأمانة قنا تستحق ذلك، ليست لأنها بلدى ومسقط رأسى، لكن لكونها عانت عشرات السنين من نسيان الحكومة والخدمات والتطوير ، قنا كانت وستظل مدرسة أمنية مهمة ومحطة انتقالية لكل من يحقق فيها جهداً ملموساً ، فى ضبط البوصلة الأمنية وردع البلطجية والخارجين عن القانون ومروجى السموم .. أتابع عن قرب منذ صدور الحركة الأخيرة وتولى اللواء مسعد أبو سكين مساعد الوزير لأمن قنا والمشهود له بالكفاءة والأخلاق واللواء طارق يحيى مدير المباحث الملقب بـ«صائد المجرمين» بالمحافظة، فمؤخراً تم مقتل عنصر إجرامى خطير هارب من إعدام و١١ مؤبداً وبحوزته ترسانة أسلحة عقب إطلاق النيران على الشرطة، وأيضا واقعة محاولة سرقة البنك الزراعي بنجع حمادي، والتى تم إحباطها فى ساعات قليلة برئاسة المقدم محمد إمبابى رئيس مباحث المركز ومعاونيه، ناهيك عن كشف غموض عشرات القضايا الأخرى التى تؤكد ردع من تسول لهم أنفسهم زعزعة الاستقرار ، نتمنى من المخضرمين اللواء مسعد أبوسكين مساعد الوزير مدير الأمن واللواء طارق يحي مدير المباحث تكثيف الحملات على المخدرات والسلاح الذى يتباهى به البعض فى عدد من المناطق.