البحرية أغلقت باب المندب بخطة تمويه «عبقرية»

رجال القوات البحرية نجحوا فى قطع الإمدادات البحرية عن إسرائيل
رجال القوات البحرية نجحوا فى قطع الإمدادات البحرية عن إسرائيل

حققت البحرية المصرية علامات عبقرية فى تاريخ الفكر العسكرى المصرى والعالمى؛ سواء باستخدام لنشات الصواريخ ضد المدمرات العملاقة، أو فى تنفيذ حصار بحرى عن بُعد والذى نجح المصريون فيه بعد أن يغلقوا مضيق باب المندب ضد الملاحة الإسرائيلية.

ويُعد أكبر مفاجأة من مفاجآت حرب أكتوبر.. حيث استخدم المصريون قواتهم البحرية فى باب المندب بعيدًا عن اليد الطولى لجيش الدفاع الإسرائيلى، وهى القوات الجوية.. فقد كانت كل تقديرات جيش الدفاع الإسرائيلى تعتمد على أن أى تفكير مصرى لإغلاق الملاحة الإسرائيلية فى البحر الأحمر، سيتم من خلال مضايق تيران وصنافير وأنها ستكون فى مدى القوات الجوية الإسرائيلية.

ولذلك أظهر المصريون براعتهم فى إغلاق الملاحة؛ بإعلان تواجدهم فى مضيق باب المندب. وطوال أيام القتال، وقف الإسرائيليون عاجزين عن التصرف ضد هذا الحدث، وظل ميناء إيلات مغلقًا تمامًا.

ولذلك كانت أهم نقاط المباحثات عند توقف القتال، فى مباحثات الكيلو 101، أن طلب الإسرائيليون فتح مضيق باب المندب.

وهكذا ظهر فى قوانين القتال البحرية فى العقيدة الغربية، بعد حرب أكتوبر، ذلك الفكر الجديد بعنوان الحصار البحرى عن بُعد.


وحول دور القوات البحرية خلال الحرب، أكد القبطان وسام حافظ، أحد أبطال حرب أكتوبر فى سلاح البحرية، عبقرية سلاح القوات البحرية التى أذهلت العالم لتؤكد شعارها «وحوش فى البحر»، معتمدة فى ذلك على الخداع الاستراتيجى والتكتيكى فى الحرب مستخدمة ما توافر لها من معدات وأسلحة وألغام وغواصات، بالإضافة للمعلومات التى تقدمها قوات الاستطلاع البحرى لتنفذ بها الكثير من العمليات التدميرية لتمركزات العدو الإسرائيلى، والتى كان من أهم نتائجها رفع الروح المعنوية للجيش والشعب المصرى بل والمنطقة العربية بأسرها.


وأضاف أن هناك عمليات نفذتها البحرية أحدثت فارقًا؛ وهى معركة «رأس العش»، ومنع تقدم القوات الإسرائيلية بتصدى المدمرة «بورسعيد» والمدفعية الساحلية لها بالتعاون مع القوات البرية، كما دمرت الحفار «كينتنج»، الذى اشترته إسرائيل لاستخراج البترول من خليج السويس فى ميناء «أبيدجان»، وقد تمت هذه العملية بالتعاون مع المخابرات العامة، حيث أخفيت معدات التفجير والألغام وسط معدات تصوير سينمائية لفيلم بعنوان «عماشة فى الأدغال».


وأشار إلى أن عبقرية سلاح البحرية مكنته من تأمين طول السواحل البورسعيدية، ومنع حصول إسرائيل على الإمداد من البترول المنقول بحرًا لها؛ من خلال السيطرة على مضيق باب المندب، ووقف الحركة فى ميناء «إيلات»، ويتجلى دور القوات البحرية فى العمل على حماية الأجناب على البحر للجيشين الثانى والثالث من غارات العدو.


وقال رقيب أول بحرية نصر الدين على إن القوات البحرية نجحت فى حماية وتأمين السواحل المصرية، وكان هدفها الأول منع وصول أى إمدادات للعدو، كما أجهضت محاولة السيطرة على بترول مصر واستنزاف خيرات الوطن، بتدمير أى معدات للعدو.