هل تعيش ألمانيا هاجس مباحثات تشكيل الحكومة في 2017 مجددًا؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

باشر الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بزعامة أولاف شولتس مباحثاته لتشكيل حكومةٍ ائتلافيةٍ جديدةٍ في ألمانيا، وذلك سعيًا لكتابة سطر النهاية في الحكم المتواصل للاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ بزعامة أنجيلا ميركل، التي اختارت طواعيةً أن تتقاعد وتضع حدًا لتوليها مقاليد الحكم في ألمانيا، والتي دامت لستة عشر عامًا.

لكن ثمة صعوبات جمة تواجه التوصل لائتلافٍ حاكمٍ في ظل رغبة جامحة لدى شولتس لخلافة ميركل في منصب المستشارية.

والحزب الاشتراكي الديمقراطي بحاجة إلى الانخراط في ائتلافٍ حاكمٍ مع منافسه الرئيسي الاتحاد الديمقراطي المسيحي أو تحويل دفة الائتلافٍ إلى الحزبين الثالث والرابع في البوندستاج (البرلمان)، وهما الحزب الديمقراطي الليبرالي، الذي يحمل أيدلوجيا سياسية مخالفة له، وحزب "الخضر"، المناصر للبيئة.

وبدأ شولتس بالفعل محادثات، أمس الأحد، مع هذين الحزبين، أملًا في ضمهم لائتلافٍ ثلاثي يطيح بحكم المحافظين، الذي ترسخ مع تواجد أنجيلا ميركل في السلطة لـ16 عامًا.

لكن المحافظين، بزعامة أرمين لاشيت، لا يزالون يأملون في الحفاظ على السلطة، رغم نتائجهم المخيبة في الانتخابات، وذلك عبر استقطاب الديمقراطيين وأنصار البيئة إلى ائتلافٍ حاكمٍ يسحب البساط من تحت أقدام الاشتراكيين، الفائزين بالأكثرية في الانتخابات التشريعية.

وفي ضوء ذلك، يمكن أن يتكرر مشهد انتخابات 2017 أيضًا، ويتشكل الائتلاف الحاكم بين الحزبين الكبيرين، دون الحاجة لأية أحزاب أخرى في الائتلاف.

وأفرزت الانتخابات الحالية نتائج غير حاسمة، فحقق الحزب الاشتراكي الأفضلية هذه المرة، ولكن بفارقٍ بسيطٍ من المقاعد، لم يتخط حاجز العشرة مقاعد.

نتائج الانتخابات الحالية

وأعلنت لجنة الاقتراع الألمانية أن عدد نواب البرلمان الألماني الجديد سيزداد بعد انتخابات أمس الأحد من 709 نواب إلى 735 نائبًا.

وقالت اللجنة إنه "بعد انتهاء عملية فرز الأصوات في كل المناطق الألمانية التي جرت في البلاد، أمس الأحد، فإن أكبر كتلة في البرلمان الجديد سيشكلها الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني (206 مقاعد)، فيما ستحصل كتلة الاتحادين المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي على 196 مقعدًا، وتحالف الخضر على 118 مقعدًا وحزب الديمقراطيين الأحرار على 92 مقعدًا، وحزب البديل من أجل ألمانيا على 83 مقعدًا".

وأشارت اللجنة إلى أن حزب اليسار لم يتجاوز نسبة الـ5% الضرورية، لكنه حصل على 3 انتدابات مباشرة، وبالتالي حصل على الحق في تشكيل كتلة في البرلمان، وسيكون له 39 مقعدًا.

مشهد سابق

وينذر الوضع بإمكانية تكرار ما حدث قبل أربع سنوات في ألمانيا، بعد الانتخابات التي جرت في سبتمبر عام 2017، والتي نجح خلالها الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة أنجيلا ميركل في تحقيق الأفضلية بالفوز بـ246 مقعدًا، فيما حل الحزب الديمقراطي الاشتراكي ثانيًا حينها بـ152 مقعدًا.

لكن 246 مقعدًا لم يكن رقمًا كافيًا لحزب ميركل كي يتمكن من تحقيق الأغلبية المطلقة وتشكيل الحكومة الجديدة، ما توجب عليه وقتها ضرورة الانخراط في ائتلافٍ حاكمٍ.

وتعثرت مباحثات تشكيل الحكومة آنذاك بين الحزبين الرئيسيين في البلاد، واستمرت المحادثات لبضعة أشهر، حتى توصل الحزبان لائتلافٍ حاكمٍ في شهر فبراير من العام الموالي، ما أدخل البلاد في أزمة سياسية لنحو خمسة أشهر آنذاك.