عند ظهر يوم 6 أكتوبر بدأ جنود العدو الإسرائيلي عند جبهة قناة السويس يتمللون بسبب قرار الطوارئ القصوى الذي صدر لهم فالهدوء كامل والصمت مطبق ومن غير المعقول على حد اعتقادهم أن يبدأ الجيش المصري هجومه في عز الظهر.
وبدأ الجنود والضباط يتخلون عن مواقعهم وأخذت أصابعهم تخف عن زناد بنادقهم المواجهة فوهاتها.. لا شيء يتحرك أمامهم!
بعضهم ترك مدفعه وأخذ يغسل ملابسه والبعض الآخر استلقى ليرتاح أو ليكتب خطابا إلى أسرته بمناسبة العيد الديني الكبير. أما جنود موقع «دورا» في جنوب مدينة القنطرة شرق فقد بدأوا مباراة في كرة القدم لتسلية أنفسهم وقتلا للوقت الذي يمر في هدوء وخمول.
وبحلول الساعة الثانية بعد الظهر كان الجندي درجة ثانية صمويل من مواليد القدس يقفز قفزة عالية للإمساك بالكرة قبل أن تخترق شبكة المرمى التي يحرسها، وإذا به يطلق صرخة عالية: «طائرات ! طائرات !»
كانت تمر فوق ملعب كرة القدم 4 مقاتلات مصرية من طراز «ميج 21» على ارتفاع بسيط جدا من سطح الأرض قادمة من الضفة الغربية للقناة وفي طريقها إلى أعماق سيناء.
وقبل أن يعلق أحد من لاعبي كرة القدم كانت المدفعية المصرية تضرب ضربتها الأولى وعلى طول الجبهة التي تمتد نحو 120 كيلوا مترا وبدأت القوات المصرية تطلق مدافع المياه التي انهار بسببها الحائط الضخم من التراب الذي أقامته إسرائيل على طول الضفة الشرقية لقناة السويس وبسرعة مذهلة بدأت المدرعات البرمائية المصرية تعبر القناة وتدك المواقع الإسرائيلية الأمامية.
وحاولت القوات الإسرائيلية أن توقف هذا الشيء الغريب الذي فوجئت به أمامها على غير توقع أو انتظار، صبت عليه كل ما تحت أيديها من سلاح دون فائدة.
قائد إسرائيلي كبير صرح لأحد الصحفيين الفرنسيين بأن المصريين أقاموا ماكيت بالحجم الطبيعي لخط الدفاع الإسرائيلي وأنهم أخذوا يتدربون طوال الشهور الطويلة الماضية على سحق الخط الدفاعي حتى تحقق لهم هذا الهدف في 6 أكتوبر.
وكتبت صحيفة « فيجارو» أن القوات المصرية نفذت الخطة بمنتهى الدقة واستطاعت أن تشق لها طريقا وسط حقول الألغام التي زرعها الإسرائيليون في كل شبر من الضفة الشرقية للقناة كما استطاعت أن تدمر في طريقها كل أسلحة القوات الإسرائيلية التي حاولت أن توقف تقدمها.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
