إسماعيل شيرين.. وزير الحربية المصري صاحب بطولة خاصة في "معركة طابا"

 العقيد إسماعيل شيرين
العقيد إسماعيل شيرين

 يوافق اليوم 29 سبتمبر الذكري 33 على إصدار حكم المحكمة الدولية في جنيف بإلزام إسرائيل برد أرض طابا إلى مصر وتأكيدها على مصرية طابا الخالصة.

وفي ذكري حكم محكمة العدل الدولية بأحقية مصر في طابا في مثل هذا اليوم 29 سبتمبر 1988 نتذكر بكل التقدير العقيد إسماعيل شيرين أخر وزير للحربية فى العهد الملكى المصرى والزوج الثاني للأميرة فوزية فؤاد، والبطل المجهول فى قضية طابا .

العقيد إسماعيل شيرين من مواليد محافظة الأسكندرية في 17 أكتوبر 1920 ، وهو أمير من أمراء أسرة محمد علي وأحد أحفاده ، وهو ابن عم الملك فؤاد الأول ملك مصر والسودان .

و تزوج العقيد إسماعيل شيرين من الأميرة فوزية اخت الملك فاروق عام 1949 ، وذلك بعد ان تم الطلاق بينها وبين شاه إيران، وأنجب منها (حسين ونادية) التى تزوجت من الفنان يوسف شعبان .

و تلقي تعليمه في كامبردج حيث درس الاقتصاد السياسي  وعمل في البنك الأهلي ، ثم سكرتيرا في مجلس الوزراء وحصل على البكوية وانتدب للعمل في وزارة الدفاع كضابط اتصال .

واختير إسماعيل شيرين عضواً فى وفد مباحثات الهدنة بين مصر وإسرائيل التى وقعت فى «رودس» بعد حرب 1948 ، وقد انعم عليه برتبة بكباشي ثم رتبة قائم مقام  وكان إسماعيل يشعر أن عرش الملك فى خطر ، وذلك من خلال موقعه بالجيش كضابط ثم كوزير ، وكان يرى بوضوح تام التذمر داخل الجيش ، إلا أن الملك لم يستمع إليه ، رغم محاولات شيرين لفت نظر الملك إلى هذا الأمر .

 الجدير بالذكر أنه وبعد خروج الملك فاروق من مصر يوم 26 يوليو 1952، خرج إسماعيل وزوجته الأميرة فوزية من مصر واستقر بهما المقام فى جينيف ..

 دور إسماعيل شيرين الهام فى قضية طابا ..

عندما بدأت إجراءات التحكيم بين مصر وإسرائيل على طابا ، وكان مقر المحكمة فى «جينيف» ، علم إسماعيل هو بالأمر، فقام بالذهاب من تلقاء نفسه إلى فريق التحكيم المصرى عارضاً أن يدلى بشهادته أمام المحكمة ، لكى يثبت أن طابا مصرية ، وتلخصت شهادته فى أنه كان قائداً للكتيبة المصرية فى «طابا» ، وأن لديه فى أوراقه ، خطابات رسمية بعث بها إلى زوجته وأسرته من طابا ، ولديه ردود على تلك الخطابات أرسلت إليه فى «طابا» ، وأن أختام البريد والطوابع تؤكد ذلك ، ورحب الفريق به شاهداً ، وقبلت به المحكمة ، وأدلى بشهادته التى زادت من اقتناع المحكمة بأحقية مصر فى «طابا» ..


وبعد تقديم الفريق المصرى ما لديه من وثائق وخرائط ، فضلاً عن الحجج والدفوع والزيارات الميدانية إلى المنطقة ، بما يدعم الحق المصرى ، لكن المحكمة الدولية لم تكتف بذلك ، وفتحت باب الشهود ، وكان على كل طرف أن يدفع بشهوده ليؤكد موقفه ، فتقدم إسماعيل شيرين رغم انه لم يكن قد طلب للشهاده ، حيث أنه من المؤكد أنه لم يتذكره احد نهائيا أو تذكر أنه كان له خدمه سابقه فى طابا، و لكن الرجل تقدم للشهادة بدافع شخصي من نفسه حيث انه لم ينسى أنه مصريا محبا لها ومخلصا لبلده واحد ضباط الجيش المصرى المخلصين .


 توفى العقيد اسماعيل شيرين رحمه الله فى 14 يونيو 1994 وذلك عن عمر يناهز 74 عاما .

 

اقرأ أيضا |الذكرى الـ33 على حكم المحكمة الدولية التاريخي برد «طابا» لمصر