21 عاما على انتفاضة الأقصى الثانية.. دماء 4400 شهيد «رمز الفداء» لفلسطين

صورة أرشيفية من الانتفاضة
صورة أرشيفية من الانتفاضة

"أتظن أنك قد طمست هويتي ومحوت تاريخي ومعتقداتي.. عـبـثًا تحاول لا فناء لثائر.. أنا كالقيامة ذات يوم آتٍ".. هذه هي العقيدة التي نشأ عليها الفلسطينيون في معركتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي، فالانتفاضة في وجه المحتل هي العنوان البارز في صفحة نضال شعبٍ بأكمله يتوق إلى انتزاع حريته.

ومع حلول اليوم الثلاثاء 28 أغسطس، يكون قد مرّ 21 عامًا على انتفاضة الأقصى الثانية، ولا يزال الفلسطينيون على عهدهم في مواجهة الاحتلال دون أن تثبط عزيمتهم بعد.

وذكرى انتفاضة الأقصى من الذكريات ناصعة البياض في صفحة الوطن الفلسطيني، والتي تظل شاهدةً على التضحيات الجسام للشعب الفلسطيني نصرةً للمسجد الأقصى المبارك وغضبةً لوطنه المحتل الباحث عن استرداد أرضه.

وقائع الأحداث

وقائع الأحداث بدأت من ساحة الأقصى عصر الخميس 28 سبتمبر 2000، حين دارت مواجهات بين مصلين وشبان غاضبين وشرطة الاحتلال الإسرائيلي وحرس حدوده وقواته الخاصة، التي اقتحمت باحات المسجد الأقصى لتأمين تدنيسه من قبل زعيم حزب الليكود المتطرف أرئيل شارون، وعدد من أعضاء حزبه اليمينيين، الذي اقتحمه بالخيول، لتكون هذه شرارة الانتفاضة الثانية.

وفي اليوم الموالي، كانت المواجهات دامية عقب صلاة الجمعة، وأسفرت عن استشهاد ستة شبان و300 جريح، ليعم في اليوم الثالث إضرابٌ شاملٌ وحدادٌ عامٌ، واتسعت رقعة المواجهات لتشمل كافة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، ما أسفر عن استشهاد 13 فلسطينيًا وإصابة 623 آخرين، وكان من بين الشهداء الطفل محمد جمال الدرة بعد أن حاصرته النيران الإسرائيلية بين يدي أبيه، وأمام كاميرات التلفاز، فهزت صورته ضمائر البشر في كل أرجاء المعمورة، وصار بذلك رمزًا للانتفاضة الفلسطينية في كل مكان.

ومع مطلع أكتوبر 2000، امتدت المواجهات إلى داخل أراضي عام 1948، إذ نفذ الفلسطينيون هناك إضرابًا شاملًا وقاموا بالاحتجاج والاشتباك مع وحدات الشرطة الإسرائيلية، التي اعتقلت 18 من المشاركين وقتلت عمر أحمد جبارين (21 عامًا) قرب أم الفحم، ليكون شهيد الانتفاضة الأول من أراضي الـ48.

وبعدها بعدة أيام، استشهد 13 مواطنًا من داخل أراضي عام 48 خلال مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية في عدد من البلدات والمدن الفلسطينية، في أوسع مشاركة للفلسطينيين بالداخل في التصدي للاحتلال.

وتوالت المواجهات وسقوط الشهداء في الأيام الموالية للانتفاضة الفلسطينية، التي أدت لسقوط الآلاف من الشهداء الفلسطينيين، إلى جانب مئات الإسرائيليين القتلى، خلال المواجهات المسلحة، التي دارت بين الجانبين.

وارتقى أكثر من 4400 فلسطيني شهيد خلال انتفاضة الأقصى الثانية، إلى جانب ما يقرب من 50 ألف جريحٍ بنيران جيش الاحتلال وهجمات المستوطنين.

أما خسائر الجيش الإسرائيلي فبلغ تعدادها 334 قتيلًا، ومن المستوطنين 735 قتيلًا، وليصبح مجموع القتلى الإسرائيليين 1069 قتيلًا، بالإضافة إلى نحو 4500 جريح.

واستمرت الانتفاضة الفلسطينية الثانية لأكثر من أربع سنوات، وتوقفت فعليًا في 8 فبراير عام 2005 بعد اتفاق الهدنة، الذي عقد في قمة شرم الشيخ، والذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرئيل شارون.