يوميات الأخبار

العصافير لا يملكها أحد

نوال مصطفى
نوال مصطفى

 «أين أنت أيها الكائن الخريفى؟ هل أنت بعيد جدًا أم قريب جدًا؟..

الحقيقة المؤكدة لدىّ أنك هنا، معى، تشاركنى تلك اللحظات الخاصة، وتتنفس معى ذلك الهواء الجميل»

 

«مع رذاذ الصباح الخريفى تغمرنى ذكراك.. مثل نسمة هواء طرية تتسلل إلى روحى..

أعود مرة أخرى أسمع صوت زقزقة العصافير، أميزه وأفصله عن الصخب اليومى الهادر.


تكتمل صورتك فى وجدانى إذا ما جاء الخريف، لا أدرى سر هذا الرباط الخفى بينك وبينه..

أجلس أمام البحر، أمتلئ بهذه الرائحة الخاصة..

تخترقنى..

تنفذ إلىَّ بعمق عجيب..

لحظات ساحرة يغمرها السكون إلا من صوت الأمواج ترمى بأحمالها على الشاطئ..

ربما لتعود إلى المياه العميقة..

تغتسل، وتأتى بأسرار لا نعرفها..


عصفورتان تقفان على الرمال المبتلة بمياه البحر..

والشاطئ هجره رواده، ذهبوا أو رحلوا إلى حيث يعيشون الخريف دافئًا فى مكان آخر..

أجلس وحدى على الشاطئ، أحاور هذين العصفورين بعد ما جمعنا البحر والوحدة والخريف.


لماذا تأتينى صورتك الآن واضحة، ناطقة بصوتك وضحكتك المميزة، أراك تداعبنى، وتلاعب العصفورين، ثم تقوم فجأة، وتدور فى لفة رشيقة، تطوح يديك فى الهواء، ترقص على نغمات تدندنها أنت، تتداخل صورتك الآن أمامى مع صورة أنطونى كوين وهو يرقص رقصة «زوربا» فى فيلم «زوربا اليونانى».
أنت و»زوربا» والرقص مع الحياة..

لا الرقص ضدها..

ذكاء..

نعم ذكاء وفلسفة جميلة..

أن نرقص جميعًا مع الحياة..

دائمًا وأنا أستدعى صورتك تأتينى محملة بروحك مكتملة، لا أحسك شخصًا مسطحًا أنفذ إليك بسرعة وتنفذ إليَّ بنفس السرعة..

التقاط رادارى حساس جدًا بيننا، يجعلك هنا الآن معى ومع عصافيرى، لا ليست عصافيرى..

بل هى عصافير لا يملكها أحد..

هى تملك نفسها وتملك حريتها فى البقاء على الشاطئ أو الطيران بعيدًا عن الأرض.


لماذا أشعر الآن بالذات؟..

وفى هذه اللحظة أنك هناك، فى مكان ما على الأرض تفكر فيَّ مثلما أفكر أنا الآن فيك، وأتنسم العبير القادم منك عبر مئات أو آلاف الأميال..

أو على بعد خطوات قليلة جدًا منى.


أين أنت أيها الكائن الخريفى؟ هل أنت بعيد جدًا أم قريب جدًا؟..

الحقيقة المؤكدة لدى أنك هنا، معى، تشاركنى تلك اللحظات الخاصة، وتتنفس معى ذلك الهواء الجميل.


أتساءل..

هل لأننا تقابلنا فى المرة الأولى فى مولد خريف آخر..

أم لأننا افترقنا فى الخريف؟ تلك النسمة الباردة المحببة تأتينى بهوائك، تتفتح روحى، ويشع القلب بدفء خاص..

قادم من هناك.


يا عصافير الخريف.. هل لديك تفسير لكل ما يحدث؟، لا..

لا ترهقى نفسك فى التفكير وفلسفة الحياة، فقط طيرى، غردى، املَئى بزقزقتك فضاء الكون..

ابقى هنا أو انطلقى بجناحيك الصغيرين مرفرفة صوب السماء فأنت حرة فى أن تفعلى ما شئت.


أرى الشمس قاربت على الاحتماء تنزل رويدًا، رويدًا..

لتختفى فى أعماق البحر..

وأراك هناك تتمشى فوق المياه، مبتسمًا ابتسامة طفل بريء..

ثم تقفز مرة واحدة، وتغوص فى لحظة داخل أعماق البحر..

أقوم مفزوعة من فوق مقعدى على الشاطئ..

أنظر وأحدق بعيدًا جدًا.. ثم..

أنتبه وتنفجر ضحكة صافية من أعماقى..».


هذه قصة قصيرة نشرتها ضمن مجموعتى القصصية «العصافير لا يملكها أحد» تذكرتها وأنا أشاهد فيديو رائعًا نشرته على صفحتها الشاعرة فاطمة ناعوت، يظهر فى الفيديو عصافير كثيرة تنزل بمناقيرها الصغيرة على صحن كبير مملوء بحبوب القمح، معلق بسلسلة فى سقف بلكونة بيتها، إلى جانبه طبق عميق به ماء، المنظر مدهش، يثير فى القلب دفقات المحبة والإنسانية فى أعلى صورها.

قالت فاطمة فى الفيديو كلاما زاد من جمال المشهد الربانى البديع: «أنا لا أحب حبس العصافير فى أقفاص، لكنى أحب وجودهم فى بلكونة بيتى، هذا يشعرنى بالسعادة والأنس، أضع لهم كل صباح الطعام والشراب، فيطيرون إلىّ بفرحة وانطلاق، يأكلون، يشربون، تملأ زقزقاتهم المكان، ثم يحلقون عاليا فى السماء حيث ينعمون بالحرية».


أنا- شخصيًا- لا أمل من مشاهدة فيديو عصافير فاطمة ناعوت، لأنه يؤكد المعنى الذى آمنت به طوال حياتى، وهو أن الحرية هى أغلى نعمة منحها الله لكائناته، وأن العصافير لا يملكها أحد.


سجون وادى النطرون


(إحنا هنعاقبه مرتين؟) جملة لخص بها الرئيس عبد الفتاح السيسى الفلسفة العقابية فى معاملة السجين.

وهى فلسفة إنسانية راقية تؤمن بأن عقاب المذنب يجب أن يقترن بالحرص على معاملته بإنسانية ورحمة.


أجمل خبر بالنسبة لى..

وأجمل صورة شاهدتها بعينى على طريق مصر اسكندرية الصحراوى كانت لـ «مجمع الحماية المجتمعية وادى النطرون».


صرح عملاق تم بناؤه على أعلى مستوى ليقيم داخله سجناء أخطأوا بقصد أو بالصدفة.

ودفعوا سنوات من أعمارهم خلف القضبان محرومين من وجودهم فى بيت دافئ بأنفاس أولادهم واحتواء قلب محب زوجة، أم، أب، أخ، أخت.

محرومين من أغلى شيء يمتلكه الإنسان: الحرية. فهل نسلبه الحق فى حياة إنسانية كريمة داخل محبسه؟ الدين والرحمة والإنسانية توصينا بغير ذلك.


الفلسفة العقابية التى تقوم على تعديل سلوكيات السجين، عن طريق إعادة تشكيل فكره، شحن وجدانه بالطاقة الإيجابية لتحل محل الطاقة السلبية التى حركت سلوك الجريمة داخله. يحدث ذلك عن طريق تعليمه صنعة، وممارسة هواية فنية أو أدبية أو رياضية، عمل عروض فنية وترفيهية داخل السجون.

كل هذا يؤثر إيجابيًا فى إعادته إلى الحياة الطبيعية خارج أسوار السجن مواطنًا فاعلًا يخدم نفسه وأسرته، كما يخدم بلده ومجتمعه.

هذا ما سوف يتوفر فى مجمع الحماية المجتمعية الجديد الذى سيتم افتتاحه قريبا فى وادى النطرون.


لقد ناديت بهذا الكلام لسنوات طويلة من خلال تبنى قضية عمرى: سجينات الفقر (الغارمات) وأطفالهن..

والآن أرى حلمى الكبير فى طريقه إلى النور على يديك سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى.

إيمانك بحق كل إنسان فى حياة كريمة تليق بإنسانيته حتى لو كان سجينا شيء يدعو للإعجاب والفخر.

شكراً سيادة الرئيس.


أبطال التحدى


صورة تصدرت الصفحات الأولى من الجرائد المصرية، الرئيس عبد الفتاح السيسى يستقبل بقصر الاتحادية الأبطال الذين حصدوا الميداليات الفضية والبرونزية فى دورة الألعاب الأوليمبية بطوكيو وكلهم من أصحاب الهمم.


كرم الرئيس اللاعبين واللاعبات والمدربين الذين حققوا ميداليات فى دورة الألعاب البارالمبية طوكيو 2020.


وحصلت مصر على 7 ميداليات بواقع 5 فضيات وبرونزيتين حققها: فاطمة عمر، شريف عثمان، محمود صبرى، رحاب رضوان، محمد صبحى، هانى عبد الهادى، محمد الزيات.


بالإضافة لـ 7 لاعبين تم تكريم 7 مدربين هم: عماد بهجت، شعبان يحيى الدسوقى، شريف حسينى، عبد المنعم صلاح، محمود نبيل ، ومحمود عبد الجواد وهانى على.

وشهد التكريم كل من الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، والدكتورة حياة خطاب رئيسة اللجنة البارالمبية.


سألت الدكتورة حياة خطاب عن مشاعر اللاعبين والمدربين تجاه هذا التكريم الرفيع، فقالت بسعادة: هذا التكريم رفع من الروح المعنوية للاعبين، خاصة أن اللقاء بالرئيس كان حلما عندهم، وأمنية غالية يتمنون تحقيقها، وأكيد هذا اللقاء سيكون حافزا كبيرا لهم لتحقيق المزيد من البطولات والانجازات.

وعندما سألتها عن شعورها وهى الأم الروحية للأبطال ذوى الهمم فى مصر بهذا الإنجاز الكبير، قالت: اللحظة التى يحقق فيها البطل أو البطلة الفوز لا يمكن وصفها، أشعر بسعادة كبيرة جدا، ويهون كل التعب والجهد الذى نبذله جميعا كبعثة مصرية لتوفير ما يحتاجه أبطالنا لتحقيق الفوز والتميز.

ويكفى كلمات الرئيس لهم خلال اللقاء فقد قال للأبطال: نستمد منكم الطاقة، أتابعكم وفخور بكم. تخيلى مدى فرحتهم وحماسهم بهذا الكلام الملهم من الرئيس شخصيًا؟.


قرار الصين العظيم


قرار رائع اتخذته حكومة الصين بتحديد زمن استخدام تطبيقات الألعاب الإليكترونية للأطفال من سن 6-18 سنة إلى 40 دقيقة فقط فى اليوم. تبدأ من الساعة 10 مساءً حتى 6 صباحاً.

حدث ذلك بعد رصدهم للتحول الرهيب فى سلوك الأطفال، وتأثير تلك الألعاب الإليكترونية التى يدمنونها على المخ. فقد أثبتت الدراسات العلمية أنها تتسبب فى برمجة المخ البشرى بأسلوب تلك الألعاب، ووجدوا أن هذا سوف يقضى على الطفولة إذا ما استفحل أكثر من ذلك، وسوف يتحول الأطفال إلى أشخاص مشحونين بالعنف غير المبرر، والمبالغ فيه.


انتقد القرار منظمات حقوق الإنسان فى العالم من منطلق أنه ممارسة للسيطرة والمنع، والتحكم فى حياة البشر، وفى الوقت نفسه امتدح القرار الكثير من الدول الغربية وقالوا يجب أن نفكر فى قرارات شبيهة، ليس بالضرورة أن تكون صارمة إلى هذا الحد، لكن لابد من تدخل للتحكم فى استخدام الأطفال لهذه الألعاب، وتقنين الوقت الذى يقضونه فى ممارستها.


أنا شخصياً مع التحكم والسيطرة على هذا الخطر الداهم الذى نترك أولادنا فى مواجهته وحدهم بلا رقابة أو تحكم. الموضوع ليس إلهاء وترفيها وتسلية، تأثير تلك الألعاب بالغ السوء على تشكيل فكر الأطفال، بالإضافة إلى تكبيل حركتهم الطبيعية، وانطلاقهم بين الخضرة والملاعب وممارسة اللقاءات الطبيعية مع أقرانهم وأهاليهم.


علينا أن ننتبه جميعا قبل فوات الأوان.


هنيدى وفان دام


معركة فيسبوكية، فنية، حامية تدور رحاها بين نجم الكوميديا المصرى محمد هنيدى، ونجم الأكشن العالمى فان دام.

بدأها هنيدى بدعوة فان دام لقبول التحدى والنزول أمامه فى معركة ساخنة تحت سفح الأهرامات لاستعراض العضلات المفتولة، وتوجيه الضربات القاضية.

رحب فان دام بالتحدى الافتراضى وقال: يسعدنى قبول التحدى مع نجم مصرى كبير ومشهور فى مصر يحبه المصريون.


الدعابة والضحك هما أساس التحدى المبتكر، والمستمتعون بهذا السجال الافتراضى هم «الفانز» أو المتابعون المعجبون بكلا النجمين، صور هنيدى وهو يتدرب لبناء عضلات قوية استعدادا للمعركة، وردود فان دام بصورة تجمعه هو وهنيدى وفى الخلفية أهرامات الجيزة.

صور جميلة ومبهجة خلقت جوا من البهجة ورسمت الابتسامة على وجوه المتابعين للمعركة.

هل يأتى فان دام فعلا ويكون عند كلمته، وتتحول المعركة الفيسبوكية إلى منازلة حقيقية؟ هذا ما ينتظره جمهور النجمين بترقب وحماس!.


منة شلبى وجائزة إيمى


تداولت الصحافة العالمية خبر ترشيح منة شلبى لجائزة إيمى الأمريكية كأحسن ممثلة لعمل أجنبى عن مسلسل «فى كل أسبوع يوم جمعة» الذى عرضته منصة شاهد، عن رواية للأديب القدير إبراهيم عبد المجيد.

ويعد هذا الترشيح هو أول ترشيح لفنانة مصرية لهذه الجائزة. خبر جميل لفنانة حقيقية مقنعة فى أدائها، مدققة فى اختياراتها، بارعة فى تقمص الدور الذى تلعبه بموهبة متوهجة.

فرحت جدا لمنة شلبى التى أتابع معظم أعمالها، وأرى أن نضجها الفنى مستمر، وتلقائيتها فى الأداء تنقلها إلى مصاف النجوم العالميين الذين لا تشعر وأنت تشاهد أفلامهم أنهم يمثلون، بل يقنعونك بعبقرية أنهم الشخصية التى يجسدونها فى الفيلم.

مبروك يا منة، وإن شاء الله نبارك لك بالفوز الجائزة.