في ذكري وفاته| ورثة منزل عائلة عبد الناصر رفضوا بيعه حفاظا على التراث

منزل عائلة عبد الناصر
منزل عائلة عبد الناصر

تحل اليوم ذكري وفاة زعيم الوطن العربي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذي ولد في الإسكندرية وعاش في القاهرة نظراً لظروف عمل والده ولكنه عاد إلى محافظة أسيوط، عقب تعيينه ضابط برتبة ملازم وتمت ترقيته «يوزباشي» نقيب ثم «صاغ» رائد خلال عمله «بقشلاق أسيوط» المنطقة الجنوبية حالياً، فعاد إلى منزله وعاش به طوال الفترة التي قضاها بعسكرية أسيوط وكان منزله مركز تجمع الصباط الأحرار الأول. 

دعوة غيرت الضباط الأحرار 

يحكي في قريته أن خلال عمل جمال بقشلاق أسيوط، كان هو وزملاؤه من الضباط الأحرار يصلون الجمعة خلال إحدي الراحات التي كان يقضيها في منزله بقرية بني مر، وعقب آداء الصلاة طلب جد عبد الناصر من الإمام والمصلين أن يدعوا للزعيم وزملاؤه بأن يجعل الله لهم شأن عظيم ومن هنا تحولت حياتهم إلى رحلة كفاح، وقاموا بثورة يوليو وكان جميعهم اصحاب شان كبير. 

اقرأ أيضا| محافظ أسيوط يناقش الاستعدادات النهائية للعام الدراسي الجديد

منزل شاهد على التاريخ 

في ذكري وفاة الزعيم جمال عبد الناصر مازال منزله شاهداً على التاريخ يحمل عبق الماضي، وينتظر إنجازات الحاضر، رغم طلب ومحاولات المحافظ السابق بتحويل منزل الزعيم إلى متحف تراثي وترميمه إلا أنه لم يتم ترميمه حتى الآن، وينتظر نظرة إليه، بيت ريفي بسيط لكنه يحمل عبق الماضي وأصالته وتبدو هذه الأصالة في أبوابه ونوافذه التي يتحدى خشبها وطلاؤها تصاريف الزمن حيث حافظ الخشب على قامته. 

مائتي وعشرين عاماً

رغم مرور ما يقرب من مائتي وعشرين عاما على بناء بيت حسين أفندي عبد الناصر بميدان الشيخ سالم في قرية بنى مر  من الطوب اللبن إلا أنه مازال يقاوم الزمن بعزيمة استمدت من عزيمة أصحابه.

(أخبار اليوم ) زارت منزل الزعيم عبد الناصر والمنزل  ريفي مبني على مساحة 170 متر  أو قرابة قيراط كما يقيس أهل القرى،  ومكون من دورين أرضي وعلوي مبنى بالطوب البلدي الأحمر والطين، ومسقوف بالأخشاب والجريد يشمل ثلاث حجر  وحوش منزلي ودورة مياه وتم بناؤه  في سنة 1800 وهجره أعمام  أسرة الزعيم الراحل منذ 40 سنة مضت ثم قسم على ورثة أحفاده، وتم تقسيمه بموجب لجنة عرفية حيث آل الميراث الشرعي إلى نصيب الإناث أحفاد الزعيم الراحل ورفضوا بيعه حفاظا على التراث.

وتظهر علامات الكرم على أصحاب المكان رغم بساطته وصغر مساحته حيث تقاسم الضيوف المنزل مع أصحاب البيت .

ففى بداية المنزل وبعد أن تتجاوز البوابة الخشبية يقابلك مقعد للضيوف يسع لثلاثة أشخاص مبني من الطوب اللبن ويقود المقعد إلى باحة المنزل وهى عبارة عن صالة عرضها ثلاثة أمتار وطولها 4 أمتار وهى تؤدي إلى غرفتين للنوم أحدهما كانت مخصصة لنوم الزعيم الراحل أثناء أيام الجمع والراحات التي كان يحصل عليها أثناء عمله في المنطقة العسكرية الجنوبية في منقباد. 

والغرفة الأخرى مخصصة لزملائه وضيوفه وهما مكونان من الأثاث البسيط جدًا والذي يدل على تواضع صاحب المنزل وقناعته، وتؤدي غرفة الضيوف إلى سلم مبني من الطوب اللبن أسفله حمام بلدي، ويؤدي السلم إلى سطح وبه فرن بلدي. 

ولم يكتف  كرم عبد الناصر بضيوفه عند مناصفتهم له في منزله بل كان هناك مضيفة في نفس الشارع ، وتسع هذه المضيفة من 50 إلى 70 فرد وهى مكونة من  6 مصاطب طويلة مبنية من الطوب اللبن وهكذا كان كرم ناصر رغم قلة إمكانياته عملا بقول (الجودة بالموجود)

وهذا المنزل هو منزل أجداد عائلة جمال، ومسقط رأسه نشاء وتربي وقضى أوقاتا من  طفولته أثناء إجازات والده الذي انتقل إلى الإسكندرية للعمل في البريد، وعاد جمال عبد الناصر إلى المنزل مرة أخرى  بعد أن عين ضابط بالقوات المسلحة بمنقاد أسيوط، ثم تنقل إلى أماكن أخرى.