في الصميم

الحضور مستمر والأحلام لا تموت!

جلال عارف
جلال عارف

لأنه مازال حاضرا فى قلوب الملايين، وفى ذاكرة المصريين والأمة العربية.. فإن الحرب عليه لا تنتهى، وحملات الكراهية لا تتوقف حتى بعد ٥١ عاما من الرحيل.

في حياته كانوا يجدون مبررا لحربهم المريرة. فالرجل  يقود الثورة التى غيرت وجه مصر، وأنهت عهود والقهر والاستغلال. وحررت الملايين من سطوة الإقطاع وحكم الفساد الذى حرم ٩٠٪ من شعب مصر من أبسط حقوق الحياة. والرجل يحول أهداف الحركة الوطنية العظيمة إلى برنامج عمل ينجز فى سنوات قليلة ما كان يبدو خيالا. بعد سبعين عاما يتم طرد الاحتلال، وبعد عصور من النهب الاستعمارى يتم تأميم قناة السويس، وبعد عصور من توقف التنمية تنطلق مصر بأقصى طاقاتها تبنى السد العالى وأكثر من ألف قلعة صناعية، وتتولى مصر دورها الطبيعى فى قيادة العالم العربى لتحرير أرضه واستعادة ثرواته المنهوبة.

وطوال ذلك لم تتوقف الحروب على عبدالناصر ومصر، ولم تتوقف المؤامرات من الداخل والخارج. وعندما ظنوا أنهم نجحوا فى مؤامرة ٦٧ التى رأينا عملاء الإخوان يصلون شكرا لله على الهزيمة التى لحقت بنا.. كان الرد عظيما من شعب مصر العظيم حين خرجت الملايين فى ٩ و١٠ يونيو ترفض الهزيمة وتطلب الثأر وتستعد للوفاء بتكاليفه.

ويشاء الله أن يرحل عبدالناصر بعد أن استكمل بناء الجيش وإقامة حائط الصواريخ وبعد أن خاض الجيش حرب الاستنزاف واستعد للعبور العظيم.. وظن الأعداء كالعادة أن الأمر انتهى، لكن مصر التى خرجت فى وداعه كانت تقول إنها ستفى بالعهد وستكمل المشوار.

بعد أكثر من نصف قرن من الرحيل، تستمر الحملات على عبدالناصر لأنه مازال حاضرا فى قلوب الملايين، وفى قلب معاركها من أجل مصر التى نحلم بها جميعا وطنا يستكمل بناء نهضته بالعلم والعمل، وبالحرية والعدل، وبقهر كل التحديات.

أحلام الشعوب الحية لاتموت، ورموزها تظل حاضرة-على مر السنين- فى قلوب الملايين. فى ذاكرة الوطن.