يوميات الأخبار

مع زكي بدر في كافيتيريا بالمهندسين!

سليمان عبدالعظيم
سليمان عبدالعظيم

بقلم/ سليمان عبدالعظيم

.. شخط بت يا سعاد... فردت عليه السندريلا سعاد حسني ولم تقل هذه المرة أنا الشغالة!

تعودت فى أوائل عام 1992 أن أغادر مكتبي كمدير لمكتب مجلة اقرأ بالقاهرة، وأعدى شارع شهاب إلى شارع جزيرة العرب حيث كافيتيريا الياسمين.. فقد كنا نتسامر لبعض الوقت مع الصديق الغالي اللورد إبراهيم حجازي مدير مكتب جريدة «الرياضية» التابعة للشركة السعودية للأبحاث (جريدة الشرق الأوسط و مجلة المجلة).

كان اللواء زكي بدر الذي أقاله الرئيس مبارك من وزارة الداخلية عام 1990، قد اعتاد هو الآخر أن يأتي إلى الكافتيريا الاشهر في المهندسين مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً.. لتدخين الشيشة!

وذات يوم نزل الأستاذ إبراهيم حجازي من مكتبه.. وما أن جلس فى الكافيتيريا حتى سمعناه يقول: «يييه. يييه.. زكي بدر بيلف أهو وجاي.. محدش يفتح معاه أي كلام.. فاهم أنت يا سليمان بالتحديد» !..

جلس وزير الداخلية السابق بعد أن حيانا: إزيكوا يا صحافة!.. ثم التفت للعبد لله قائلاً: أنا فاكرك يا شيكولاته.. إنت مش جيت لى أسيوط مع الدكتور حلمى الحديدي؟!.. إنت بتشتغل مع مكرم مش كده؟! ..

طبعاً رديت على اللواء زكي بدر وهو يسحب دخان الشيشة ولا أجدع معلم.. ولا كأن اللورد حجازي نبه أو قال حاجة.. وتطور الحديث بيننا كل على ترابيزته.. و فجأة باغته بسؤال: «هل ستكتب مذكراتك السياسية يا معالي الوزير.. السنوات الأربعة التي قضيتها وزيراً لداخلية مصر بعد أحداث انتفاضة الأمن المركزي، كانت فترة حساسة للغاية حبلى بالمعارك الحزبية الكبيرة بينك وبين حزب الوفد و فؤاد سراج الدين تحديداً.. هل سنقرأ مذكراتك ؟!

انتظر كل من كان على ترابيزة الأستاذ إبراهيم حجازي رد اللواء زكي بدر.. الذى قال مقهقهاً: ومن الذى سينشر مذكراتي يا سليمان..  رحم الله زكي بدر.

صفحة الوفيات كشفت المستخبى

فوجئت يوم 23 يوليو الماضى بنعى نشرته فى الأهرام أسرة المهندس هانى أبو الوفا محمد مروان نصه كان: توفى إلى رحمة الله المهندس هانى أبو الوفا محمد مروان، نجل المرحوم لواء أبو الوفا محمد مروان والمرحومة فخرية عبد الفتاح.. زوج السيدة مرفت فؤاد هانى وشقيق المرحوم دكتور أشرف مروان والسيدة عزة مروان والسيدة منى مروان.. وقام أعضاء مجلس الإدارة وجميع العاملين بشركة المرحوم هانى بنشر نعى ومواساة للأسرة.. خلاص كده..لا مش خلاص..!..

كان مثيراً لدهشة الكثيرين أن يتجاهل النعى الذى نشرته أسرة المرحوم هانى مروان ذكر اسم زوجة شقيقه أشرف مروان منى جمال عبد الناصر وأولاده جمال وأحمد أشرف مروان..!

قلت لنفسى ربما حدث خطأ.. ولذا ظللت أتفحص صفحات وفيات الأهرام الايام التالية ربما اقرأ سقط سهوا النعى المرحوم.. لكن هذا لم يحدث !

وهكذا فهمت وعرف بالتأكيد غيرى كثيرون أن هناك خلافات خفية ولا سقف بين أسرة الدكتور أشرف مروان رحمه الله، وأسرة شقيقه المرحوم هانى. !

أول حوار مع الباشا

وبمناسبة الكلام اللى فوق عن فؤاد سراج الدين باشا أتذكر ما حدث لى معه عام 1984 عندما كلفنى رئيس التحرير بتغطية حكم محكمة القضاء الإدارى فى قضية عودة حزب الوفد إلى الحياة السياسية.. يومها فرح الوفديون بشدة بعودة الحزب رسميًا بقرار من المحكمة.. وبقى أن أحصل على حديث من الباشا كما كلفنى الأستاذ مكرم.. ركبت سيارة عمنا سيف الغزالى الوفدى العتيق المرسيدس الخضراء كلون شعارات الحزب.. عشت زفة مواكب عشرات سيارات الوفديين التى إنصرفت من أمام المحكمة بحى الدقى إلى قصر الباشا بجاردن سيتى لتهنئته بقرار المحكمة.. عقد الباشا مؤتمراً صحفياً حاشداً حضره مندوبو الصحف والمجلات المصرية والعربية والأجنبية ومراسلو وكالات الأنباء العالمية.. استغرق المؤتمر الصحفى العالمى ساعة وربع الساعة.. بدأ الإعلاميون فى مغادرة القصر.. عملت نفسى ماشى زيهم وبعد 20 دقيقة عدت للقصر.. نفذت حرفياً ما قاله لى سيف الغزالى فى مشوار عودتنا من المحكمة إلى القصر.. كنت قد قلت لعم سيف: لازم أرجع المجلة ومعى حوار مع فؤاد باشا كما كلفنى رئيس التحرير..

أصبحت الآن الصحفى المصرى الوحيد الموجود داخل قصر الباشا.. ولكن كان هناك زميل لبنانى هو الصديق فيما بعد، صقر بدرخان مراسل مجلة الشراع اللبنانية فى القاهرة..

نسيت أن أقول أن عمنا سيف الغزالى كان قد عرفنى فى المحكمة على شاب ضخم طويل مفتول العضلات هو الدكتور فرج فودة، الذى كان فى منتهى الفرح والإبتهاج بعودة حزب الوفد.. وطوال المشوار من الدقى إلى القصر كانت سرينة سيارته الفولفو لا تتوقف..

ذهب العم سيف ومعه فرج فودة وهمسا فى أذن الباشا.. فوجدته ينظر إلينا بدر خان وأنا وهو يبتسم .. وبدأ الحوار الذى استغرق 45 دقيقة أجاب خلالها فؤاد باشا على كل أسئلتنا أنا وبدرخان..

عدت إلى المجلة ومعى شريط الحوار الذى احتفى به رئيس التحرير ووضعه على غلاف المجلة باعتباره سبقاً صحفياً.. ونال الحوار ثناء وإعجاب الكثيرين.

وأتذكر أن أحد الزملاء بالأهرام سألني: إنت عملت الحوار ده إمتى ..إنت مش مشيت معانا !؟

وحتى الآن مازلت أتذكر كلمات الباشا التى تأبى أن تغادر ذاكرتي.. يومها قال: «اليوم الذى أصحو فيه من النوم ولا أجد فى الجرائد حد بيشتمنى وينتقدنى أو حد بيمدحنى أقول إمبارح ضاع منى .. ما عملتش أى حاجة» !!

سعاد حسنى.. خادمة!

عاوز حوار مع سعاد حسني.. تقدر تعمله؟.. هكذا بادرنى الأستاذ جميل الباجورى مدير مكتب جريدة الأنباء الكويتية بالقاهرة عقب أن انتهى الاتصال التليفوني الذى تلقاه من رئيس تحرير الأنباء.. كنت قد التقيت سندريلا الشاشة بالمصادفة عام 1986 عندما كانت تزور صديقى القناوى الجميل عبده جبير فى بيته المجاور مباشرة لمبنى دار الهلال.. كلمها جبير ووافقت.. وظللت اتصل بها.. وفى كل مرة كانت خادمتها ترد عليَّ الأستاذة نايمة.. الأستاذة عندها تصوير فى الأستديو.. الأستاذة مسافرة بيروت.. الأستاذة فى اسكندرية.. طوال أكثر من أسبوعين ظللت أتصل بها والخادمة ترد عليَّ.. زهقت.. كل ده والأستاذ جميل بيسألنى كل شوية عملت الحوار.. ربك والحق حكاية الخدامة دى اللى عمالة ترد على كل اتصال ما دخلتش دماغى ..!

استدعانى الأستاذ فوميل لبيب مدير التحرير العام لمجلة المصور وسألنى عامل إيه مع الأنباء؟!.. حكيت قصة اتصالى المستمر بسعاد حسنى للرجل الذى احتضننى من أول لحظة دخلت فيها دار الهلال بعد أن تأكد بحدسه الصحفى أننى صحفى واعد وييجى مني.. ضحك الأستاذ فوميل وطلب بيت السندريلا.. الست مش هنا مسافرة.. شخط بت يا سعاد... فردت عليه السندريلا سعاد حسنى ولم تقل هذه المرة أنا الشغالة!

إسمعى يا سعاد.. الأستاذ سليمان ها يتصل بيكى حددى له ميعاد عشان يعملك حوار طويل لجريدة الأنباء الكويتية مفهوم يا سعاد.. أهو سليمان كلميه.. وكلمتها بالفعل.. وحددت لى موعداً.. ولكن فى آخر لحظة جاءها أوردر تصوير المشاهد الأخيرة فى فيلم كانت تصوره.. فلم أذهب لإجراء الحوار لمنزلها بالزمالك!

اتصلت فى اليوم التالى حسبما طلبت بالأمس فقالت ممكن نعمل الحوار بالتليفون ؟!.. لم يكن أمامى من سبيل سوى أن أوافق..

بدأ الحوار.. وأعقبه ثلاثة اتصالات أخرى حتى اكتملت إجابات سعاد حسنى على أسئلتي.. وأرسلت لى سعاد حسنى مندوباً سلمنى مظروفاً به 10 صور ألوان.. خمسة منها من فيلمها الذى مازالت تصوره.. الله على كرمك يا سندريلا.. أرادت سعاد أن تعتذر لى عن المضايقات التى سببتها لى فأعطتنى صوراً لإنفراد صحفى من الفيلم الذى لم يكن الناس قد شاهدوه بعد !

المهم.. نشرت الأنباء الحوار الذى حكيت فيه حكايتى مع خادمة سعاد حسني.. وكل ما جرى منى ومنها.. وأرسلت لى صاحبة الجريدة شيكاً بـ 300 جنيه ما زلت أحتفظ بصورة ضوئية منه !