حكايات| عمرها 64 عاما.. «أم سعيد» تعمل في مجال «حمل الأنابيب»

بطولة اسمها "أم سعيد".. "شيالة أنابيب" في عمر ال64 عاما
بطولة اسمها "أم سعيد".. "شيالة أنابيب" في عمر ال64 عاما

كتب - عصام عمارة 

قصة كفاح من نوع خاص، ليس بطولتها لمجرد أنها «شيالة هموم» أو لأنها امرأة لكن عزيزة سعد الطوخي سطر اسمها بأحرف من نور وهي في عمر الـ64 عاما.. فما قصتها؟

باتت «أم سعيد» ابنة طنطا بمحافظة الغربية رمزا لعمل ومثابرة المرأة المصرية على تحمل مشاق الحياة؛ حيث تعمل في مجال حمل ورفع الأنابيب من سيارات الأنابيب وتوصيلها إلى الشقق السكنية بالعمارات بمدينة طنطا.

كل يوم تصعد «أم سعيد» السلالم رافعة الأنابيب فوق اكتافها لمدة قاربت على 50 عاما دون ملل أو تعب حتى أطلق عليها المواطنون في مدينة طنطا سيدة الأنابيب.

«أم سعيد» تحدثت لـ«بوابة أخبار اليوم» مؤكدة أنها تقطن في شقة صغيرة بمساكن السلام التابعة لحي ثان طنطا بمحافظة الغربية؛ حيث تعمل في هذا المجال لمدة قاربت 50 عاما منذ أن كانت شابة حيث تزوجت وكانت تعمل مع زوجها في مجال توصيل الأنابيب للمنازل لسنوات طويلة.


كانت تصعد للأدوار العليا بالشقق وتقوم بتوصيل الأنابيب لها بعدما تحصل عليها من تجار التجزئة المتعاملين مع مستودعات الأنابيب بمدينة طنطا خاصة بمنطقة الاشطي الشعبية بجوار ميدان السيد البدوى بمدينة طنطا لتحصل على عشرة أنابيب في اليوم لتوصيلها للشقق وتقوم بتركيبها.

وبعد أن أقعد المرض زوجها ووفاته لم تجد طريقا لكسب قوت يومها وتربية بناتها الثلاثة وابنها الوحيد سوى الاستمرار في هذا العمل الذي لا تتحمله أي امرأة في سنها واستمرت حتى استطاعت تزويج بناتها ومنهم ابنة فقدت نظرها وابن وحيد بلغ من العمر 37 عاما ولم يتزوج حتى الآن ويعمل عامل أحذية.

 
وتروي أنها ورغم وصولها إلى سن 64 عاما لا تزال تعمل في تلك المهنة الشاقة، وتقول: "الحمدلله راضية بقدري رغم تعرضي لتعب كبير في عظامي وضلوعي وضعف نظري..  وأنا أكاد أرى حاليا واحتاج لإجراء عمليتين في مستشفى الرمد بطنطا وقال لي الأطباء أنني لازم استريح لأن ذلك العمل سوف يتسبب في ضياع نظري وأسكن في الدور السادس والشقة تحتاج لتغيير مواسير المياه حيث اقوم بملئ مياه من الخارج واصعد بها للشقة حتى نشرب واقضي احتياجاتي انا وابني".

وتمضي في حديثها: "أعمل 6 أيام في الأسبوع واذهب لمستودع الأنابيب وباعة الأنابيب وأخذها منهم ورفعها على كتفي واصعد بها للعمارات السكنية وأطوف الشوارع بمنطقة محيط السيد البدوي حتى أصبحت مشهورة في تلك المنطقة الحيوية بمدينة طنطا وأكسب 50 جنيها في اليوم واتقاضى 5جنيهات فقط عن الأنبوبة وأقابل السيدات في الأسواق ويطلبون مني أنبوبة واقوم بتوصيلها لهم بشققهن.


واليوم وهي في منتصف الستين تحلم «أم سعيد» بدخل ثابت لها للراحة ومساعدة ابنها حتى يتزوج بعد أن بلغ عمره 37 سنة، مختتمة حديثها: "أتمنى أن استريح بعد تلك المشقة واتمنى اجدد عمل آخر غير تلك المهنة".

اقرأ أيضا |حكايات| لا يطير ولا ينفث نارًا.. تنين البحر الأزرق أجمل قاتل في المحيط