خطة إسرائيل الجديدة لاستمالة بايدن وتعطيل وعوده

بينِت مع بايدن فى واشنطن
بينِت مع بايدن فى واشنطن

عطَّلت قنوات الضغط الإسرائيلية فى واشنطن برامج الإدارة الأمريكية ذات الصلة بتل أبيب، وعمدت إلى استمالة البيت الأبيض نحو ما وصفته بالتنسيق حول «خطط جديدة» للتعاطى مع ملفات جوهرية، يأتى فى طليعتها القضية الفلسطينية، والملف الإيراني، فضلًا عن ملفات أخرى، تتعلق بالأمن الإسرائيلي.

وربما لاقت ثمار السياسة الإسرائيلية الجديدة أكلها على المسار الفلسطيني، خاصة بعد تراجع إدارة بايدن عن بدء عملية سياسية جديدة بين رام الله وتل أبيب؛ ففى حين أبدت السلطة الفلسطينية استعدادًا لإحياء التفاوض مع إسرائيل، تحدثت واشنطن بلسان رئيس الوزراء نفتالى بينِت، واعتبرت «الوقت غير مناسب»؛ بالإضافة إلى إخمادها لأى حديث سابق للبيت الأبيض حول إعادة فتح القنصلية الفلسطينية فى القدس المحتلة.

ولا تبتعد مؤشرات سياسة الاستمالة الإسرائيلية لواشنطن عن قرار الكونجرس الأمريكى الأخير بتمويل منظومة الدفاع الإسرائيلية «القبة الحديدية»؛ فرغم مشروع القانون الذى أكد فيه النائب الديمقراطى آندى ليڤين على حل الدولتين، وعودة إسرائيل لحدود ما قبل 67، وتقييد استخدامها للأسلحة الأمريكية، إلا أنه يتعارض وواقع تصويت مجلس النواب الأمريكى بأغلبية الديمقراطيين والجمهوريين على تمويل «القبة الحديدية». 

وتتناغم السياسة الإسرائيلية مع نظيرتها الأمريكية فى الملف الإيرانى أيضًا، لاسيما بعد فشل المفاوضات الأمريكية - الإيرانية. وانتهازًا للفرصة المتاحة، أجرت تل أبيب محادثات سريَّة مع واشنطن فى إطار ما يُعرف بـ «المنتدى الاستراتيچى الأمريكى - الإسرائيلي» للتباحث حول الملف الإيراني. وخلال المحادثات، أبدت الدوائر الإسرائيلية المشاركة فى المنتدى مشاطرة الإدارة الأمريكية قلقها إزاء وصول المفاوضات مع إيران إلى طريق مسدود، واقترحت، بحسب موقع «والَّا»، ضرورة إيجاد خطة بديلة للتعامل مع تطلعات إيران النووية.

ولا تتعارض السياسة الإسرائيلية الجديدة مع توصيات رئيس جهاز الأمن القومى السابق مئير بن شابات؛ فالرجل الذى أنهى مهام منصبه قبل عدة أسابيع، رأى ضرورة انتهاز فشل المفاوضات الأمريكية - الإيرانية، وخلق آليات جديدة للتقارب مع واشنطن، تلزم الأخيرة بتنسيق استباقى مع تل أبيب فى هذا الملف، أو غيره من الملفات ذات الصلة بإسرائيل. وأضاف فى حوار مطول مع «معاريف»: «لا يمكن لإسرائيل العمل بمفردها دون تنسيق مع واشنطن».