في أحضان أمي.. أيتام وُلدوا من رحم الحروب

صورة من فيلم "فى أحضان أمى"
صورة من فيلم "فى أحضان أمى"

من خلال الطفل سيف الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره يستعرض فيلم الدراما الوثائقية "في أحضان أمي" مأساة الأطفال المشردين الذين فقدوا أحضان أمهاتهم ودفء بيوتهم وكل ما يمت للحياة الطبيعية بصلة جراء الانفجارات التي تسببت فيها الحروب والنزاعات السياسية بالعراق، وأصبحوا أيتام حرب. 

بالتوازي مع قصة سيف وإخوانه الأيتام، نتتبع رحلة هشام الذهبي مدير مؤسسة البيت العراقي الآمن لرعاية الأيتام، ومحاولاته المستمرة في توفير الحياة الكريمة لهؤلاء الأيتام، وما يواجهه من صعوبات في سبيل تحقيق ذلك، خاصة بعد مطالبة صاحب الدار الفقيرة التي تأويهم بمغادرتها، ليبدأ رحلة مضنية من البحث عن بديل طارقاً كل الأبواب الممكنة، سواء الرسمية أو غير الرسمية.  

وعن هذه الرحلة الإنسانية يتحدث هشام الذهبي إلى إحدى الصحف، قائلاً "أسست هذه المنظمة التي تعنى بالأيتام بعد اندلاع أحداث العنف الطائفي في العراق، اتجهت لإيواء هؤلاء الأطفال الذين فقدوا ذويهم في حكايات مؤلمة، وهم جزء من فيض من ملايين الأطفال العراقيين الأيتام". 

وبرغم ضيق الحال والظروف الصعبة التي تعاني منها هذه الدار، إلا أن هناك الكثير من نقاط النور التي تنبعث منها والمتمثلة في أبنائها أنفسهم والذين لا يملكون شيئاً من أمرهم لكنهم يمتلكون العديد من المواهب، فمنهم من حقق بطولات في الغطس والسباحة، وآخر يعزف على بيانو، وغيره من يمتلك صوتاً عذباً مثل سيف، بطل الفيلم، والذي برغم كل ما مر به من شقاء في بلاده، إلا أنه عندما سُئل أيريد العيش في بغداد المدمرة أم في مدينة أخرى عامرة خارج العراق، أجاب "أحب العيش في بغداد". 
"في أحضان أمي" لا تقتصر سرديتها على أيتام مدينة الصدر فحسب، بل هي قصة عالمية تنعكس على كل طفل في العالم تركته الحرب يتيماً بلا أم أو أب أو عائلة.

والفيلم من إخراج الأخوين عطية ومحمد الدراجي، وحصل على دعم من عدة جهات، منها مشروع سند في مهرجان أبوظبي السينمائي لتطوير الحركة السينمائية الجادة، المؤسسة الهولندية الوطنية لدعم السينما، مهرجان جوتنبرج السينمائي الدولي، وسينما إن موشن 6، وتتولى MAD Solutions مهام توزيعه في العالم العربي، وهو متاح حالياً للجمهور على منصة شاهد.