احتجاجات فى ناميبيا على صفقة الإبادة الجماعية مع ألمانيا

احتجاجات فى ناميبيا على توقيع إعلان مشترك مع ألمانيا
احتجاجات فى ناميبيا على توقيع إعلان مشترك مع ألمانيا

كتبت/ مرام عماد المصري

ثارت احتجاجات فى ناميبيا ونقاش برلماني ساخن حول توقيع إعلان مشترك مع ألمانيا بشأن اعتراف القوة الاستعمارية السابقة بارتكابها إبادة جماعية فى الدولة الواقعة فى جنوب غرب إفريقيا فى أوائل القرن العشرين.

وتتهم أحزاب المعارضة حكومة ناميبيا بالرضوخ للاتفاق المشترك تم التوصل إليه مع ألمانيا بشأن اعتذارها عن الفظائع التى ارتكبت خلال الحقبة الاستعمارية.

واعترفت ألمانيا فى مايو الماضي بارتكابها إبادة جماعية فى ناميبيا خلال الحقبة الاستعمارية ضد شعب هيريرو وناما بين عامى 1904 و1908 ووعدت بتقديم مليار يورو (1.3 مليار دولار) كدعم مالى لأحفاد الضحايا..

إلا أنه خلال نقاش برلمانى ساخن، انتقد نواب معارضون فى ناميبيا الأسبوع الماضى عرض التعويض، ودعوا الحكومة إلى إعادة التفاوض على الشروط.. وقالت حكومة ناميبيا فى مايو الماضي إن ألمانيا وافقت على تمويل مشروعات على مدى 30 عاما للتعويض عن عمليات قتل ومصادرة ممتلكات قبل أكثر من قرن أودت بحياة عشرات الآلاف من الناميبيين الذين تحدوا الحكم الاستعمارى الألماني.. لكن أحزاب المعارضة والزعماء التقليديين من المجتمعات المتضررة غاضبون من العرض لكونه ضعيفا للغاية ولعدم مشاركتهم فى المفاوضات.

وقالت إستر موينجانجى ، رئيس منظمة الوحدة الوطنية الديمقراطية (NUDO) وهو حزب سياسي معارض فى ناميبيا: «هذه الوثيقة لا تتناول قضايانا ولا تتحدث عن التعويضات والإبادة الجماعية. إنها تتحدث عن إعادة الإعمار».

وقال زعيم معارضة آخر، رئيس حزب التجمع من أجل الديمقراطية والتقدم مايك كافيكوتورا، إن الحكومة الناميبية يجب أن تحصل على الأقل على 9 مليارات دولار من ألمانيا كتعويض عن الفظائع التى ارتكبت ضد شعب هيريرو وناما.

وأقر وزير الدفاع فرانس كابوفى ، من حزب سوابو الحاكم ، بأن الاتفاقية مع ألمانيا لم ترق إلى مستوى توقعات المجتمعات المتأثرة ، لكنه قال إن المفاوضات كانت صعبة. وقال إن الهدف الرئيسى للحكومة هو الحصول على اعتراف من ألمانيا بأن قواتها الإمبراطورية ارتكبت إبادة جماعية.

وكانت الحكومة الناميبية قد أشادت فى البداية بالاتفاق مع ألمانيا.. وقال زيديكيا نجافيرو، الذى قاد المفاوضات مع الحكومة الناميبية منذ عام 2015 ، قبل وفاته فى يونيو الماضي بسبب فيروس كورونا أن الجانب الناميبى قد حقق أهدافه الرئيسية المتمثلة فى «الاعتراف بالإبادة الجماعية والاعتذار ودفع التعويضات».

ومع ذلك، قالت ألمانيا صراحة إن أى مدفوعات لناميبيا لا ينبغى أن تُفهم على أنها تعويضات بالمعنى القانوني.

وفسر بعض الناميبيين هذه الحقيقة على أنها علامة على أن ألمانيا لم تكن مستعدة تمامًا لتحمل المسؤولية الكاملة عن تصرفات الجنود والقادة العسكريين الألمان خلال الفترة الاستعمارية.

كما تلقى المبلغ النقدى النهائى انتقادات شديدة، حيث وصف مجلس رؤساء ناما والهيريرو المبلغ بأنه «إهانة» و«غير مقبول».. والأسبوع الماضي، نظم مئات الأشخاص احتجاجًا خارج البرلمان فى ناميبيا حيث كان من المقرر مناقشة اتفاق بين ألمانيا يعترف بارتكابها إبادة جماعية أثناء احتلالها الاستعماري.. وقتل المستوطنون الاستعماريون الألمان عشرات الآلاف من سكان هيريرو وناما الأصليين فى مذابح 1904-1908، وصفها المؤرخون بأنها أول إبادة جماعية فى القرن العشرين.