مهرجان الإسكندرية السينمائي

خيرى‭ ‬الكمار
خيرى‭ ‬الكمار

خيرى‭ ‬الكمار

تنطلق‭ ‬بعد‭ ‬ساعات‭ ‬فعاليات‭ ‬الدورة‭ ‬37‭ ‬لمهرجان‭ ‬الإسكندرية‭ ‬السينمائي‭ ‬الدولي‭ ‬لدول‭ ‬حوض‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط،‭ ‬والذي‭ ‬حظي‭ ‬بإهتمام‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬لكن‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬بات‭ ‬واضحا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تركيزا‭ ‬واضحا‭ ‬لتهميش‭ ‬دور‭ ‬المهرجان‭ ‬أو‭ ‬تقليص‭ ‬دوره،‭ ‬وهو‭ ‬أمرا‭ ‬غير‭ ‬مفهوم‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الإتجاهات،‭ ‬لأن‭ ‬إدارته‭ ‬تسعى‭ ‬جاهدة‭ ‬لكي‭ ‬تقيم‭ ‬دورات‭ ‬جيدة،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يليق‭ ‬بصناع‭ ‬السينما‭ ‬أن‭ ‬تشتعل‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬الصراعات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصالح‭ ‬شخصية‭ ‬لهدم‭ ‬مهرجانات‭ ‬مصر‭ ‬العريقة‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬قيمتها‭ ‬لأهداف‭ ‬كلها‭ ‬معروفة،‭ ‬الدولة‭ ‬تدعم‭ ‬المهرجان‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬أقدم‭ ‬مهرجانات‭ ‬المنطقة،‭ ‬لكنه‭ ‬يحتاج‭ ‬إلي‭ ‬دعم‭ ‬مالي‭ ‬كبير‭ ‬يليق‭ ‬باسم‭ ‬مصر‭ ‬والمدينة‭ ‬التي‭ ‬يحمل‭ ‬أسمها‭ ‬وتاريخه‭ ‬الذي‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬عقود،‭ ‬لكن‭ ‬الدورات‭ ‬الماضية‭ ‬قبل‭ ‬“كورونا”‭ ‬المهرجان‭ ‬كان‭ ‬يخرج‭ ‬إلى‭ ‬النور‭ ‬بشق‭ ‬الأنفس،‭ ‬ولكي‭ ‬نكون‭ ‬واضحين‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعترف‭ ‬بوجود‭ ‬أزمة‭ ‬ويجب‭ ‬مناقشتها‭ ‬بكل‭ ‬شفافية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأصعدة‭ ‬لكي‭ ‬نحافظ‭ ‬علي‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬السينمائي.

‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬نقيمه‭ ‬فقط‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬وأنتهي‭ ‬الأمر،‭ ‬لكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬وتطويره‭ ‬وزيادة‭ ‬بريقه‭ ‬بشكل‭ ‬يفوق‭ ‬المهرجانات‭ ‬الوليدة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬والمنطقة،‭ ‬والحل‭ ‬يبدأ‭ ‬بتصفية‭ ‬النفوس‭ ‬والتوجه‭ ‬نحو‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬لأن‭ ‬تنحية‭ ‬الخلافات‭ ‬والضرب‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الحزام‭ ‬وإنتظار‭ ‬سقوط‭ ‬أشخاص‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬كما‭ ‬نقول‭ ‬“الركوب‭ ‬على‭ ‬الكرسي”،‭ ‬أمر‭ ‬أصبح‭ ‬سخيف،‭ ‬لأن‭ ‬الأفضل‭ ‬دعم‭ ‬الموجود‭ ‬حتى‭ ‬ينهض‭ ‬بمهرجانه،‭ ‬لكن‭ ‬للآسف‭ ‬الشديد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬صناع‭ ‬السينما‭ ‬ورواد‭ ‬المهرجانات‭ ‬تجدهم‭ ‬يجلسون‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬وتدور‭ ‬بينهم‭ ‬مناقشات‭ ‬وحكايات‭ ‬وابتسامات‭ ‬وتجدهم‭ ‬ينفردون‭ ‬بالشخص‭ ‬الذي‭ ‬يطلقون‭ ‬عليه‭ ‬العقل‭ ‬المدبر‭ ‬وصاحب‭ ‬القرارات‭ ‬في‭ ‬المهرجانات‭ ‬لكي‭ ‬يضربون‭ ‬تحت‭ ‬الحزام‭ ‬في‭ ‬زملائهم،‭ ‬وزمن‭ ‬المصالح‭ ‬طغى‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬المهرجانات،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬به‭ ‬صداقة،‭ ‬والكل‭ ‬يسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬مشروعة‭ ‬أم‭ ‬لا.

‭ ‬رغم‭ ‬أنهم‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬مسميات‭ ‬الفن‭ ‬لغة‭ ‬المشاعر‭ ‬والتسامح‭ ‬والسينما‭ ‬النظيفة،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬علي‭ ‬كل‭ ‬الم‭   ‬سئولين‭ ‬عن‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬دعم‭ ‬مهرجان‭ ‬الإسكندرية‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية،‭ ‬وعقد‭ ‬إجتماع‭ ‬مع‭ ‬إدارته‭ ‬عقب‭ ‬إنتهاء‭ ‬الدورة‭ ‬مباشرة‭ ‬لمناقشة‭ ‬عودته‭ ‬بشكل‭ ‬متميز‭ ‬العام‭ ‬المقبل،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬نتركهم‭ ‬بمفردهم‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬ليست‭ ‬سهلة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬متغيرات‭ ‬إقتصادية‭ ‬غير‭ ‬تقليدية‭ ‬ومنافسات‭ ‬من‭ ‬مهرجانات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ومصر‭ ‬ينفق‭ ‬عليها‭ ‬عشرات‭ ‬الملايين‭.. ‬والخلاف‭ ‬ينبغي‭ ‬ألا‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬فتنة‭.‬