باحثة ترصد حقائق جديدة حول مكتشف مقبرة توت عنخ آمون

 كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون
كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون

رصدت الباحثة ميرنا محمد المرشدة السياحية  حقائق جديدة، عن حقيقة «هوارد كارتر» أشهر مكتشف في التاريخ حيث لم يعثر مطلقًا على كنز من تلك الحقبة من تاريخ البشرية يضاهي «كنز توت عنخ آمون».

وتشير الباحثة، إلى أن «كنز توت عنخ آمون» ضم 27 كفًا و427 سهمًا و12 كرسيًا صغيًرا و69 صندوقًا و34 عصا معقوفة هذا المشهد الذي شهدته طيبة في شهر نوفمبر من عام 1922 وقد جمع «هوارد كارتر» نحو خمسة آلاف قطعة من غرف الدفن الأربع بما فيها قطع أثاث وجرارعطور وكشاشات ذباب وريش نعام فقد كان القبر برمته حلمًا تلوّن باليشب واللازورد والفيروز.

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن «هوارد كارتر» ابن رسام اشتهر بصوره التي رسمها للحيوانات ووصل إلى مصر في عام 1891 وبرهن عن مهارة كبيرة في العثور على غرف الدفن المخبأة وقبل تحقيقه أعظم اكتشافاته عثر على ثلاثة مقابر ملكية أخرى كانت كلها فارغة وكانت له علاقات بأصحاب النفوذ إذ عمل إلى جانب الثري الأميركي وعالم الآثار الهاوي ثيودور ديفيس.

اقرأ أيضا | في ذكرى اكتشاف مقبرة «توت عنخ آمون».. 10 صور نادرة لأصغر ملك مصري

وفي عام 1907بدأ كارتر سعيه وراء قبر الملك الشاب وهو الاكتشاف الذى ساهم في إعلاء شأن مكتشفه إذ نال كارتر دكتوراه شرفية ودعاه الرئيس الأميركي كالفن كوليدج إلى شرب الشاي معه حتى أن هورست بينليخ عالم متخصص في التاريخ المصري في جامعة Würzburg وصفه بـ «الرجل النزيه الذي لا يُساوم على مثله العليا».

ويشير ريحان، إلى أن هذا الوصف ليس صحيحًا بالكامل حيث تُظهر الوثائق أن هذا المكتشف تلاعب بالصور الفوتوغرافية وزور الوثائق بشأن اكتشافه وخدع دائرة الآثار المصرية إضافة إلى أنه أراد إرسال أكبر عدد ممكن من القطع الأثرية إلى إنجلترا والولايات المتحدة.

 لكن خطته سرعان ما اصطدمت بمقاومة قوية من دائرة الآثار التي كانت تابعة لرجل فرنسي عنيد وفي النهاية باءت خطة كارتر بالفشل وبقي كنز الملك الذهبي في القاهرة، وهذا ما قيل رسميًا على الأقل لكن فريق كارتر أخذ سرًا عددًا من القطع مع أنهم لم يكونوا مخولين بذلك فقد تبين أن بعض المعروضات في عدد من المتاحف العالمية ضمن مقتنيات كنز الملك توت عنخ آمون وأحد الأمثلة الأحدث تمثال أوشابتي «خادم الموتى» صغير مصنوع من الخزف الأبيض في متحف اللوفر عندما زار كريستيان لوبن عالم متخصص في التاريخ المصري هذا المتحف الفرنسي لم يستطع أن يصدّق عينيه حيث كان اسم توت عنخ آمون مكتوبًا على التمثال ومن المؤكد أنه كان جزْءًا من الكنز الذي عُثر عليه داخل المقبرة.

ويتابع الدكتور ريحان، أن القطع المهربة شملت أيضًا قطعة لها شكل رأسي صقرين ذهبيين ظهرت في مدينة كنساس وبعد فحص هذه القطعة تبيّن أنها جزء من طوق وُضع مباشرة على جلد المومياء التي كانت مغطاة بعشرين لترًا من زيت التحنيط انفرط الطوق عندما انتُزع فجمع كارتر أجزاءها ليقدّمها هدية إلى طبيب أسنانه.

كذلك ظهرت قطع في ألمانيا فقد أقر مدير متحف في ولاية ساكسونيا  أنه يملك عددًا من الخرزات الزرقاء ويشهد مدير المتحف أن كارتر وضعها في جيبه أثناء تفريغ المقبرة من محتوياتها ثم أعطاها لأحد مساعديه وعثر على هذه الخرزات المشكوك في أمرها في أحد المزادات.

تعزز طريقة التعاطي هذه مع ممتلكات أجنبية شكاً أثاره في سبعينات القرن الماضي توماس هوفينغ مدير سابق لمتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك فباعتماده على ملاحظات سرية وثّق هوفينغ حالات تخلى فيها كارتر وشريكه اللورد كارنارفون الإنكليزي عن نزاهتهما مثلاً قدّما مشبكاً يظهر عليه الملك الصغير وهو يركب عربته هدية لملك مصر فؤاد الأول كذلك تلقى عملاق النفط الأميركي إدوارد هاركنس خاتماً من الذهب.

اقرأ أيضا | «حسين عبدالرسول».. قصة فتى اكتشف سلم المجد لمقبرة «الملك الذهبي»

ومن جانبها أكدت الباحثة ميرنا محمد، أنه لم يُفتضح أمر كارتر سوى مرة واحدة حين نقل خلسة تمثالًا نصفيًا ملونًا صغيرًا  للملك الشاب إلى غرفة جانبية دون تسجيله ضمن الآثار لكن المحققين اكتشفوا التمثال في عربة للنبيذ.

وقد فرضت مصلحة الآثار حراسة على المقبرة وقت اكتشافها ثم تصاعد النزاع بمنع كارتر من الدخول إلى موقع المقبرة حتى إنه بعث برسالة إلى وزير الأشغال المصري مرقص حنا في 17 فبراير 1924 محذرًا من خطورة غيابه عن موقع المقبرة ولكن الوزير رد موضحًا أن قرار منعه جاء بعد إغلاقه المقبرة وإضرابه ومعاونيه عن العمل، وقد نجح عالم الآثار في التنصل من هذا الوضع الحرج ولم تخرج هذه الفضيحة إلى العلن.

وأضافت أن حيل كارتر نجحت فقد اختفى عددًا من القطع الصغيرة من مقتنيات الملك فمَن سرقها ومتى؟ وما هي هذه القطع؟ وأين انتهى بها المطاف؟ لا تزال هذه الأسئلة أحد الألغاز المحيرة في علم الآثار المصري.

اقرأ أيضا | كنوز | «اليزابيث» المتيمة بمصر القديمة أول ملكة تتفقد مقبرة «توت عنخ آمون»