نقطة فوق حرف ساخن

دولة العمل الجاد

عمرو الخياط
عمرو الخياط

«لا أملك سوى العمل» جملة قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى إبان ترشحه لرئاسة الجمهورية وقت أن كان مرشحًا شعبيًا للمنصب الرئاسى الذى فاز به عبر صناديق شفافة بأغلبية تاريخية، أكدت أن الرئيس فى نظر الشعب هو الفارس البطل الذى يقف ثابتاً على قاعدة الإرادة الشعبية.

 

 

 

 

 

 

 

وفور  توليه المسئولية قرر البطل الأسطورى للمصريين أن يبدأ مرحلة البناء والإنجاز فلم يكن لديه رفاهية الوقت أمام تحديات كثيرة أهمها: إعادة بناء وطن بحجم مصر فتجرد الرئيس السيسى من شهوة الانشغال ببناء الشعبية نحو الانشغال ببناء الوطن، فقرر أن يخاطب عقول المصريين بشكل مباشر عن طريق الانجاز المباشر، ليخلق ثقافة مهمة غابت عن المجتمع فترة طويلة وهى ثقافة العمل الجاد وهى ثقافة تمثل جزءًا أصيلًا فى تكوين الرئيس.


تعامل الرئيس مع الواقع بفرض الواقع فكان الانتقال الذى فرضه على المصريين من حالة الشرعية الثورية الناتجة عن الثورة التاريخية فى ٣٠ يونيو نحو شرعية الإنجاز والعمل ففرض على نفسه تقييماً ذاتياً لا يعرف سوى الحقائق والأرقام تكريسًا لمنهج جدية الحياة التى لا تعرف سوى العمل ولا تعير انتباها لمن قرر أن يستكين أو من يقبل بالدونية فى حياته معتقدا أن يحقق جودة الحياة بالأمنيات وأحلام اليقظة التى لا يدعمها عمل جاد متواصل فيرفع سقف طموحاته دون تغير فى حركة أدائه فيستغرق فى الأحلام ويصبح مصدرا للطاقة السلبية فى المجتمع.


ما فعله الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال السنوات الماضية قبل أن يبهر المصريين الملتفين حوله إبهارا وحبا فيما ينجزه متحملين صعاب المرحلة إنما أبهر العالم الذى اتخذ مصر كدولة إنجاز يحدث فيها ما لم يتوقعه أحد بصبر وحماس وتحمل من الصعب تكراره لتصبح الجمهورية الجديدة مثلا يحتذى به عالميا ويضرب بها الأمثال فى المنتديات والهيئات العالمية، إنه بالفعل رجل آمن بوطنه وبإمكانياته، وكشف عن ثراء هذه الدولة التى أصبحت قادرة على التطوير والتطور الذى لم يكن يحتاج إلا للعمل الجاد والإرادة القادرة على إنفاذ هذا العمل.


لقد أصبح المصريون على موعد أسبوعى مع إنجاز غير مسبوق يتفاجأون به من شرق البلاد لغربها ومن شمالها لجنوبها، لتصبح معدلات الإنجاز فوق طاقة الاستيعاب ولسان حال المصريين يتساءل: متى تمت هذه المشروعات؟ وما هو القادم؟ لقد اثبت الرجل أن مصر قادرة على تجديد شبابها وأن جذورها الضاربة فى قلب التاريخ ليست إلا دليلا على الإعجاز وليس العجز.


حينما أعلن الرئيس السيسى انه «مش سياسى» وقتها ذهل الكثيرون وتصوروا أنه أفرغ المنصب الرفيع من مكونه السياسى ولكن كانت نظرتهم ضيقة لا يرون المستقبل ولم يدركوا مكونات شخصية الرئيس الذى اتجه للعمل الشاق مصارحا الشعب بكافة الحقائق فتسارعت وتيرة العمل الشاق وتوالت الإنجازات فى ربوع المحروسة لتصبح ديناميكية الأداء الرئاسى فى منطقة بعيدة عن هواة التنظير فتكشفت حقيقتهم على أرض الواقع ليصبحوا لاهثين وراء كل إنجاز وأفواههم مفتوحة اندهاشا من سرعة الإنجاز وقيمته وكشفت استاتيكيتهم التى أصبحت لا تناسب مرحلة بناء الجمهورية الجديدة التى باتت واقعًا ملموسًا على الأرض وهم لا يزالون يُنظّرون على القهاوى.


لقد نجح الرئيس مثلما نجح من قبل فى الحفاظ على الدولة المصرية وحماها من استعمار الإخوان، كما نجح فى نقل معيار العمل الرئاسى من شرعية الشعارات إلى شرعية الإنجازات التى أصبحت يومية داخليًا وخارجيًا، إنه رئيس المصريين الذى أصرّ على البناء والعمار فأفلح فيما وعد وصدق فى عهده وبنى الجمهورية الجديدة لمصر.