إنها مصر

طنطاوى المقاتل الشجاع

كرم جبر
كرم جبر

رحم الله المشير طنطاوي، المقاتل الشجاع، الذى وضعه القدر فى أصعب الظروف التاريخية التى مرت على مصر، فاستطاع أن يحفظ الأمانة ويردها لشعبها، ويخرج بالبلاد إلى بر الأمان.
مقاتل شجاع خاض حروباً شرسة فى أعوام 56 و67 وحرب الاستنزاف و 73، وكما قال عنه الرئيس عبد الفتاح السيسى فهو بريء من كل نقطة دم فى عام الفوضى الذى أعقب أحداث يناير 2011، ولم تخرج رصاصة واحدة فى صدر أى مواطن مصري، وكان الجيش إبان توليه مسئولية المجلس العسكري، هو صمام وحصن الأمان.
المشير طنطاوى حافظ على مصر فى ظل سيطرة جماعة إرهابية، أسوأ من أى مستعمر مر على البلاد، وقاد عاماً ونصف العام من الفوضى بروح المقاتل الشريف، الذى يعرف جيداً حجم مصر ومكانها، وعز عليه أن يكون مصيرها فى يد جماعة باغية، لا تعرف إلا أطماعها فى السلطة والحكم.
التاريخ وحده هو الذى سيحكم على الدور العظيم الذى لعبه المشير طنطاوي، ولم يكن مجدياً فى ذلك الوقت استعراض القوة، بل التسلح بالحكمة والهدوء والصبر وثبات الأعصاب.
كانت مصر محاصرة من الخارج ومخترقة من الداخل، وتحيط بها المؤامرات الشيطانية من كل الاتجاهات، وكانت جماعة الشر تهدد بالحرب الأهلية والفتن الدينية، تناصرها تيارات تشهر أسلحة التحريض والوقيعة والتآمر.
المقاتل الشريف عبر ببلاده إلى بر الأمان، وتسلم الراية الرئيس عبد الفتاح السيسى المقاتل القوي، الذى عظم البطولة والقوة والعزيمة، وعاهد الله مع رجال القوات المسلحة أن يحافظوا على بلدهم، ولا يسمحوا بالانهيار الذى يعم كل دول المنطقة.
  خرجت مصر من المحنة أكثر قوة وشموخاً، مرفوعة الرأس والهامة والقامة، وقررت أن تستكمل الحرب المقدسة ضد الإرهاب، بعد أن تصورت جماعة الشر أن البلاد وقعت فى قبضتها لـ 500 سنة قادمة.
توفى المشير طنطاوى يوم افتتاح نفق الشهيد أحمد حمدى الشمالي، ولم يشأ الرئيس أن يؤجل الافتتاح، فهى مناسبة طيبة لتقديم التعازى للشعب المصري، من أرض سيناء الطاهرة، التى خاض طنطاوى كل حروبها فى العصر الحديث.
توفى المشير طنطاوى وهو مطمئن على مستقبل بلده، وأنها نجحت فى كسر شوكة الإرهاب، وتنطلق بسرعة فى معركة البناء، وتنهى عزلة سيناء الغالية إلى الأبد بستة أنفاق عملاقة، وضعتها فى قلب مصر.
وبمناسبة النفق الجديد، فهو نموذج للمشروعات العصرية على أحدث النظم فى العالم، وعندما عبرنا من النفق القديم إلى المشروع الجديد الذى افتتحه الرئيس، عرفنا الفارق الشاسع بين الاثنين.
رحم الله المشير طنطاوى وأسكنه فسيح جناته، وجزاه خيراً عن كل ما قدمه لمصر.