تاج

خطأ نيوتن!

محمد وهدان
محمد وهدان

بلاغ بسقوط فتاة من الطابق السادس بأحد المجمعات التجارية ووفاتها.. دفعنى إلى كتابة هذه السطور؛ فالفتاة العشرينية أفصحت لصديقتها يوم الواقعة بالانتحار، بعد معاناتها من ضغوط نفسية لخلافات عائلية، وهنا نسأل: ما أسباب انتحار الشباب، وكيف ننشئ جيلاً واعياً متنبهاً من أن يقع فى هذا الفخ؟.

فعند كل حالة انتحار اقرأ عنها يراودنى تساؤل واحد: كيف كان العالم قاسيًا لدرجة أنهم لم يجدوا منفذاً واحداً فقط يتسع لقول بضع كلمات يريدون أن يخرجوها من داخلهم.

أعتقد أن الكثير من هذه الحوادث التى تحدث بكميات رهيبة على مستوى العالم من حولنا ما هى إلا انتشار هائل للطاقة السلبية و اختفاء رهيب للطاقة الإيجابية.

السوشيال ميديا أحد أهم هذه العوامل التى تجعلنا نرى العالم من منظور واحد، وكأنه لا يوجد أحد تعيس فى هذه الحياة إلا مستخدميها .. فمن منظور عصبي، تؤثر وسائل التواصل الاجتماعى على وظائف الدماغ المختلفة بطرق فريدة؛ تحتوى على أنواع مختلفة من المنبهات التى يمكن أن تثير ردود فعل مختلفة، تغير من شخصية الأفراد وطريقة التفكير وتغيب الشعور بالرضا والقناعة.

 إذاً ما هى التقنيات المضادة؟، علينا العودة إلى الفطرة السليمة التى خلقنا عليها ربنا؛ نقوى أنفسنا بالعبادات والاستغفار والقرب من الله؛ فالشيطان يعمل على إيصالك إلى مستوى منخفض من الطاقة السلبية لتخريب المنظومة الإلهية وإفقادك طاقتك الإيجابية فى محاولة منه للسيطرة العقلية عليك، وتجعلك عرضة للتلف والوساوس الشيطانية.

- الخلاصة: «فى ظنى جانب نيوتن الصواب حين قال إن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من عدم .. لا ياعم نيوتن الطاقة تفنى حضرتك وتستحدث من اللاشيء كمان»؛ فعندما تغلق الدنيا أبوابها أمامك «ما يهمكش عادي» .. إرجع لربنا هيقف معاك وسيحيطك بدرع خاص يحميك من السلبية ويشحنك بالإيجابية بعد أن فنيت من داخلك، وللآباء والأمهات علينا العمل على نشر الوعى التربوى فى بيوتنا، وتأصيل الوعى الدينى وزرعه فى نفوس أبناء وبنات مجتمعنا، حتى لا تخرج علينا أجيال جديدة مصابة بالعطب، وتبعد كل البعد عن قيمنا وعاداتنا الأصيلة».