السر في «الملعقة».. كيف حفر أسرى «جلبوع» النفق خلال 9 أشهر؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

«الملعقة».. كانت هذه الأداة البسيطة هي الرمز الذي تم استخدامه فلسطينيًا وعربيًا للتعبير عن مدى قدرة أسرى سجن "جلبوع" وإبداعهم في شق نفقٍ تحت الأرض داخل السجن شديد الحراسة ينتهي بفتحة خارجه تمكنهم من الهرب وتحرير أنفسهم من السجن الإسرائيلي.

لكن الملعقة لم تكن أداةً وحيدةً وفعلية استخدمها الأسرى في حفر النفق، فكانت هناك وسائل أخرى أكثر فاعلية في أعمال الحفر، التي تمت بسرية، بعيدًا عن أعين السجانين الإسرائيليين وحراسهم.

وكشف أحد المحامين بهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية تفاصيل جديدة حول حفر نفق "الحرية"، الذي تمكن من خلاله أسرى سجن "جلبوع" الإسرائيلي من تحرير أنفسهم، قبل أن تعيد قوات الاحتلال اعتقالهم مرة أخرى.

جاء ذلك بعدما التقي محامي الهيئة، يوم الجمعة الماضية، مع الأسير الفلسطيني محمود العارضة، الذي يعتبر العقل المدبر والمنفذ لفكرة النفق، في محبسه بسجن "الجلمة".

طريقة حفر النفق

وقال محامي هيئة الأسرى، "فتحة الخروج في النفق داخل الغرفة نفذها الأسير محمود العارضة لوحده، قصّ الحديد وقد استعمل بذلك برغيًا حديديًا (مسمار لولبي) كان قد وجده وكان باستطاعة هذا البرغي الدخول بالحديد كذلك كان بحوزته شقفة حديد أخرجها من إحدى الخزائن الخشبية ساعدته في قص الصاج المغطي لحفرة المجاري".

وأضاف المحامي: "بعد إنجاز الفتحة بدأوا (الأسرى) بحفر النفق بأدوات صلبة كانت بحوزتهم واشترك في الحفر مناضل نفيعات ومحمد العارضة ويعقوب قادري وأيهم كمامجي".

وأشار المحامي إلى أن ما ساعدهم أيضًا هو مواد البناء التي تركت أثناء بناء السجن من بقايا قضبان حديدية وأدوات صلبة وحبال، تم استخدامها جميعًا لحفر النفق.

وكان المحامي رسلان محاجنة، قد نقل في وقتٍ سابقٍ عن الأسير محمود العارضة أيضًا أنه بدأ عملية حفر النفق في شهر ديسمبر من العام الماضي، ما يعني أن حفر النفق استغرق تسعة أشهر تقريبًا.

وعبر هذا النفق، تمكن ستة أسرى فلسطينيين من الهروب من سجن "جلبوع" شديد الحراسة، في 6 سبتمبر الجاري، في ضربةٍ قويةٍ للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، إلا أن قوات الاحتلال أعادت اعتقالهم، بدايةً من اعتقال أربعة منهم، مساء 10 سبتمبر وفجر 11 سبتمبر، بشكلٍ متتابعٍ.

والأسرى الستة هم محمد العارضة ومحمود العارضة وزكريا الزبيدي ويعقوب قادري ومناضل يعقوب نفيعات وأيهم فؤاد كمامجي.

وظل الأسيران مناضل نفيعات وأيهم كمامجي حرّين طليقين، إلى أن تم اعتقالهم فجر الأحد 19 سبتمبر، في جنين.

ومثل الأسرى الأربعة المعاد اعتقالهم آنفًا، في 11 سبتمبر، أمام محكمة "الناصرة" الإسرائيلية، والتي قررت تمديد اعتقالهم مثلما جرى الأمر أمس الأحد مع آخر أسيرين معتقلين.

وقبل يومين من اعتقال أي أسير من الستة، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: إن "عملية مطاردة الأسرى الستة هي الأكبر في تاريخ إسرائيل"، مشيرةً إلى أنها تشارك فيها 730 مركبة شرطة وطائرات مروحية ومسيرة.

وتحدثت الصحيفة، عن أن الجيش الإسرائيلي يستخدم قدرات غير مسبوقة من مجسات ومنظومة رقابة في البحث عن الأسرى الفارين من سجن "جلبوع".