رؤيــة

ابنِ ابنك

محمد ياسين
محمد ياسين

محمد ياسين

الآباء والأمهات الذين يكرِّسون الكثير من وقتهم ليمارس أطفالهم الرياضة، هل سألتم أنفسكم لماذا يلعب أبناؤكم الرياضة؟ ولماذا تنفقون كل هذه المصاريف من أجل ممارسة الرياضة؟ من الوارد أن يكملوا فيها ويصبحوا أبطالا ولكن من الأرجح أن تنتهى مغامراتهم الرياضية مع دخولهم الثانوية العامة أو لا قدر الله بسبب التعرض لإصابة.
أعتقد أننا ننفق المال على الرياضة ليس لأنه زائد عن الحاجة ولكن المثل يقول «ابنى ابنك ولا تبنى له»، فأنا أدفع له كى يتعلم الإيثار والعناية بجسده وعقله ولكى يتعلم العمل مع الآخرين وأن يكون زميلًا جيدًا فى الفريق حتى ولو كان زملاؤه غير متعاونين، فأنا أحثه على التعاون وعدم اتباع العادات السيئة إن وجدت بين زملائه.
وأدفع لطفلى ليتعلم كيف يتعامل مع خيبة الأمل عندما لا يحصل على ما يتوقعه ويعرف أنه يعمل بجد أكبر حتى يتعلم تحقيق أهدافه ويدرك أن الأمر سيستغرق ساعات وساعات من العمل الجاد والتدريب للفوز بالبطولة، وهذا النجاح لا يحدث بين عشية وضحاها.
 أحاول أن يكون طفلى طبيعيا فتتاح له الفرصة لبناء صداقات تستمر أحيانًا مدى الحياة، وأحاول أن أبعده عن الموبايل والتلفزيون بممارسة الرياضة التى يعود منها منهكا فلا يجد أمامه إلا السرير للراحة وصرف تفكيره عن فعل أشياء سيئة.
يمارس ابنى الرياضة ليعرف كيف يتعامل مع مدربه الأكبر منه سنا وزميله الذى هو فى سنه والفريق الأصغر منه ووالد صديقه، وكيف يخاف على صاحبه من الإصابة وكيف يدعمه ويقف بجواره عند ضياع بطولة أو الفرحة به عند الفوز ببطولة كل هذا من أجل اكتساب الخبرات.
إذا فعلت كل ذلك مع ابنك فإنك ستحصل على إنسان يعرف معنى المسئولية، التواضع، الاحترام، تجاوز الذات، الصداقة، روح الفريق.