«أنا مديونة لمصر».. حكايات من الخير والسلام في يوميات ماما ماجي

ماجدة جبران وشهرتها "الأم تريزا"
ماجدة جبران وشهرتها "الأم تريزا"

الخير.. الحب.. والسلام، ثلاث كلمات بمثابة ترانيم تتردد كثيرا على الألسنة ولكن القليل من يدرك معانيها، ويسعى بكل الطرق إلى تحقيق هذه المعادلة الحياتية لتعم كل أنحاء العالم.

ولعل «ماما ماجى» كما تحب أن يطلق عليها واحدة من هذا القليل، بردائها الأبيض المعتاد وابتسامتها الهادئة وملامحها الملائكية تجدها دائمًا محاطة بالأطفال المحبة لها، وكيف لا يحبونها وهى دائمة العطاء لهم، تحرص على احتضانهم وغرس قيم المحبة والتسامح بداخلهم، وقد كرست حياتها لهذه المهمة لتصبح مؤسسة لأكبر جمعية أطفال وهى «ستيفينز تشيلدرن» التى تقوم بمساعدة الأطفال وتلبية احتياجات الأسر الفقيرة حتى أصبحت واحدة من أشهر الشخصيات على مستوى العالم وتم ترشيحها لجائزة نوبل للسلام 4 مرات بترشيح من قبل عدة جهات محلية ودولية أبرزها البرلمان الكندى.

تحدثت «الأخبار» مع ماجدة جبران، السيدة المصرية، أو الأم تريزا كما تشتهر، والتى تخرجت فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة بعد دراسة علوم الكمبيوتر، واتجهت إلى العمل الخدمى وكرست حياتها لخدمة الأطفال بالأحياء الفقيرة.

«التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر».. هكذا بدأت ماما ماجى حديثها فهى حكمة تؤمن بها، وترى أن أيا ما كان يتعلمه الطفل فى سنواته الأولى أو يراه هو ما يكتسبه بعد ذلك ويتأثر به ويؤثر فى المجتمع حوله، فتقول إنها نشأت وسط أسرة محبة للخير، فعيادة والدها كانت مقسمة إلى حجرتين الأولى كانت مخصصة لكشفه على الفقراء دون النظر إلى مكسبه منهم، والحجرة الثانية كانت لعمتها التى تستقبل فيها المرضى فور خروجهم من الكشف لتقدم لهم وجبات مجانية لمساعدتهم ثم تقدم لهم بعض النصائح التى تنشر بها مفاهيم الخير وتغرس القيم الإنسانية بداخلهم، وبعد وفاة عمتها وجدت أن هناك أشخاصا يحتاجون العون وأنها مسئولية عليها أن تتحملها.

بابتسامة هادئة استطردت «ماما ماجى» الحديث قائلة «يبدو أن الحب لا يعرف المستحيل.. فطالما أحب الإنسان ما يقوم به سيجد نفسه يعمل بكل طاقته لتحقيق حلمه ورسم البسمة على وجوه الآخرين»، مؤكدة أن عمل الخير ومساعدة المحتاجين كنز لا يقدر بثمن.

«أنا مديونة لمصر» بهذه الكلمات استكملت «ماما ماجى حديثها لتقول: أحب بلدى كثيرا وأشعر دائما بأننى مديونة لها وأرغب فى رد الجميل بأى شكل من الأشكال لأنها أعطتنا الكثير ولابد أن نساندها وهذا ما يجعلنى أقدم العون لأطفال مصر دائما سواء فى الصعيد أو بحرى وأتعاون مع أى جهة تتواصل معنا تسعى إلى فعل الخير وخدمة الإنسانية سواء فى الداخل أو الخارج، وتمكنت من خلال الجمعية من مساعدة نحو 30 ألف أسرة مصرية، وتنتشر فروع الجمعية فى معظم محافظات مصر، وبلغ عدد متطوعيها نحو ألفى متطوع، وتتضمن خدمات «ستيفنز تشيلدرين» تقديم الدعم المعنوى والمشورة إلى جانب الدعم المادى والعينى من خلال الطعام والبطانيات والعلاج الطبى.

«ذات الرداء الأبيض» واحد من بين ألقاب عديدة تطلق على «ماما ماجى» ولكنه الأقرب إليها فتقول إنه فى إحدى الرحلات التى تقوم بها الجمعية وجدت طفلة ذات 11 عاما تجلس وحيدة لا تلعب مع بقية الأطفال وعندما سألتها عن سبب عزوفها عن اللعب أصيبت بالصدمة حيث كانت إجابتها بأنهم يبتعدون عنها لانها لا تملك سوى «تيشرت» واحد فقط لونه أبيض تعتاد على ارتدائه فما كان منها سوى احتضناها وإخبارها أن جوهر الإنسان هو كنزه ومعياره الحقيقى واتفقت معها على ارتداء نفس الملابس معها يوميا بعد تنظيفها ومنذ ذلك اليوم تحرص على ارتداء اللون الأبيض.

وتؤكد «ماما ماجى» أن الأحلام لا عمر لها وأن النجاح طريق وليس محطة واحدة، ولطالما يؤمن الإنسان بفكرته سيحقق حلمه، فكل ما تتمناه هو نشر كل فكر إيجابى يحمل بين طياته أملا فى الغد وطموحا ومساعدة الغير.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قام بتكريم «ماما ماجي» فى مارس 2018 خلال احتفالية المرأة المصرية، ومنحها حاكم دبى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، جائزة صناع الأمل فى الوطن العربى فى 2017 من بين 65 ألف مشارك من 22 دولة، ومنحتها ميلانيا ترامب قرينة الرئيس الأمريكى، جائزة «سيدات الشجاعة» الدولية فى 2019 خاصة أن جمعيتها لاقت رواجًا عالميًا كبيرًا بعد ذياع صيتها من خلال السوشيال ميديا.