سلسال الدم بالصعيد.. القتل لأتفه الأسباب

الأمن قي مكان  الحادث بقنا
الأمن قي مكان الحادث بقنا

ايمن‭ ‬فاروق‭ ‬ـ أبوالمعارف‭ ‬الحفناوى‭ ‬ـ‭  ‬حمد‭ ‬الترهوني

‭..‬حصدت‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬لأتفه‭ ‬الأسباب‭ ‬أرواح‭ ‬الكثير،‭ ‬سقط‭ ‬ضحايا‭ ‬لا‭ ‬ذنب‭ ‬لهم،‭ ‬لكل‭ ‬جريمة‭ ‬دافع‭ ‬قوي‭ ‬وأسباب‭ ‬كثيرة‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ارتكابها،‭ ‬ولكن‭ ‬حينما‭ ‬نصطدم‭ ‬بالواقع‭ ‬المرير‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬جرائم‭ ‬الدم‭ ‬بالصعيد‭ ‬ترتكب‭ ‬لأسباب‭ ‬تافهة،‭ ‬بل‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬سالت‭ ‬دماؤه‭ ‬دون‭ ‬ذنب،‭ ‬مما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نرصد‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬مؤخرا،‭ ‬لنحللها‭ ‬ونرصدها،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬مشاجرة‭ ‬دارت‭ ‬بين‭ ‬عائلتين‭ ‬بسبب‭ ‬خمسين‭ ‬قرشا،‭ ‬والمعركة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬بقرية‭ ‬عزت‭ ‬حنفي‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬قتل‭ ‬رجل‭ ‬ونجليه‭ ‬بسبب‭ ‬المرور‭ ‬أمام‭ ‬بيت‭ ‬الخصم،‭ ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬تلك‭ ‬الواقعة‭ ‬التي‭ ‬حصد‭ ‬الثأر‭ ‬فيها‭ ‬12‭ ‬ضحية‭ ‬من‭ ‬عائلتين،‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬شوية‭ ‬ميه‮»‬،‭ ‬وأخرى‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬12‭ ‬شخصًا،‭ ‬بسبب‭ ‬بناء‭ ‬طرنش،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬لأسباب‭ ‬تافهة،‭ ‬رصدت»أخبار‭ ‬الحوادث‮»‬‭ ‬جرائم‭ ‬الإرث‭ ‬المر‭ ‬في‭ ‬الصعيد‭ ‬وحللتها‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬الذين‭ ‬يتصدون‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬المذمومة‭.‬

بسبب‭ ‬الإرث‭ ‬المر‭.. ‬49‭ ‬شخصًا‭ ‬فقدوا‭ ‬حياتهم‭ ‬في‭ ‬قنا

‭..‬كر‭ ‬وفر،‭ ‬إطلاق‭ ‬أعيرة‭ ‬نارية‭ ‬بصورة‭ ‬عشوائية،‭ ‬رصاصات‭ ‬الثأر‭ ‬لا‭ ‬ترحم‭ ‬أحدا،‭ ‬هنا‭ ‬سيدات‭ ‬ترملت،‭ ‬وأطفال‭ ‬تيتمت،‭ ‬وأم‭ ‬فقدت‭ ‬ابنها‭ ‬وشقيقها،‭ ‬في‭ ‬خلافات‭ ‬ثأرية،‭ ‬بدأت‭ ‬بمشاكل‭ ‬تافهة،‭ ‬وانتهت‭ ‬بحصد‭ ‬الأرواح،‭ ‬بسبب‭ ‬انتشار‭ ‬السلاح‭ ‬في‭ ‬قرى‭ ‬محافظة‭ ‬قنا،‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬يسيطر‭ ‬عليها‭ ‬الثأر،‭ ‬والذي‭ ‬بسببه‭ ‬قتل‭ ‬49‭ ‬شخصًا‭ ‬بسبب‭ ‬شوية‭ ‬ميه،‭ ‬وطرنش،‭ ‬وخمسين‭ ‬قرشا،‭ ‬وهزار‭.‬

عائلات‭ ‬كانت‭ ‬متحابة،‭ ‬يودون‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬يقفون‭ ‬جميعا‭ ‬وقفة‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المناسبات،‭ ‬بينهم‭ ‬علاقات‭ ‬قرابة‭ ‬أو‭ ‬نسب‭ ‬أو‭ ‬جيرة،‭ ‬تجمعهم‭ ‬المحبة‭ ‬والأخوة،‭ ‬وفجأة‭ ‬بسبب‭ ‬خلافات‭ ‬تافهة،‭  ‬تبدأ‭ ‬بينهم‭ ‬الصراعات،‭ ‬يُقتل‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬يُقتل،‭ ‬ويُحبس‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬يُحبس،‭ ‬ويهجر‭ ‬القرية‭ ‬البعض‭ ‬منها،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬العائلات‭ ‬المتخاصمة،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬غيرها‭ ‬خشية‭ ‬وقوعهم‭ ‬ضحايا‭ ‬رصاصات‭ ‬الثأر‭.‬

في‭ ‬مدينة‭ ‬فرشوط،‭ ‬وهي‭ ‬المدينة‭ ‬الأشهر‭ ‬تجاريًا‭ ‬في‭ ‬قنا،‭ ‬حصد‭ ‬الثأر‭ ‬فيها،‭ ‬12‭ ‬ضحية‭ ‬من‭ ‬عائلتي‭ ‬السحالوة‭ ‬والمخالفة،‭ ‬في‭ ‬مشاجرة‭ ‬بدأت‭ ‬بينهما‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬شوية‭ ‬ميّه‮»‬‭!‬،‭ ‬وحول‭ ‬الثأر‭ ‬المدينة‭ ‬إلى‭ ‬خرابة،‭ ‬بعدما‭ ‬هجرها‭ ‬أهلها‭ ‬إلى‭ ‬المراكز‭ ‬الأخرى،‭ ‬وتوقف‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والأسواق،‭  ‬ودماء‭ ‬الضحايا‭ ‬سالت‭ ‬على‭ ‬شوارع‭ ‬المدينة،‭ ‬في‭ ‬مناظر‭ ‬مازالت‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬الأذهان،‭ ‬في‭ ‬ذكريات‭ ‬مخيفة،‭ ‬فأصوات‭ ‬الرصاص‭ ‬ودماء‭ ‬الضحايا،‭  ‬لم‭ ‬يُنس‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬الخلافات‭ ‬انتهت‭ ‬بين‭ ‬العائلتين‭ ‬بكلمة‭ ‬شرف،‭ ‬في‭ ‬صلح‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬فيه‭ ‬القودة‭ ‬أو‭ ‬الكفن،‭ ‬بسبب‭ ‬تساوى‭ ‬عدد‭ ‬الضحايا،‭ ‬وتم‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬90‭ ‬كيلو‭ ‬مترا‭ ‬من‭ ‬فرشوط،‭ ‬في‭ ‬سابقة‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها،‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬فيها‭ ‬مراسم‭ ‬الصلح،‭  ‬خارج‭ ‬مكان‭ ‬عائلتي‭ ‬الثأر‭.‬

كلمة‭ ‬شرف

أما‭ ‬الخصومة‭ ‬الأشهر‭ ‬في‭ ‬قنا،‭ ‬خلال‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة؛‭ ‬كانت‭ ‬بين‭ ‬عائلتي‭ ‬الطوايل‭ ‬والغنايم،‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬كوم‭ ‬هتيم‭ ‬في‭ ‬أبوتشت،‭  ‬والتي‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬17‭ ‬قتيلا،‭ ‬في‭ ‬خصومة‭ ‬عرفت‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬خصومة‭ ‬الـ‭ ‬خمسين‭ ‬قرشا»؛‭ ‬لأنها‭ ‬بدأت‭ ‬بسبب‭ ‬خلافات‭ ‬على‭ ‬خمسين‭ ‬قرشا،‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬ثمن‭ ‬كارت‭ ‬شحن‭.‬

بدأت‭ ‬أحداث‭ ‬الخصومة‭  ‬الثأرية‭ ‬بين‭ ‬العائلتين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2004،‭ ‬عندما‭ ‬حدثت‭ ‬مشادات‭ ‬كلامية‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬من‭ ‬عائلتي‭ ‬‮«‬الطوايل‭ ‬والغنايم‮»‬،‭ ‬بسبب‭ ‬خمسين‭ ‬قرشًا،‭ ‬إضافية‭ ‬في‭ ‬كارت‭ ‬شحن،‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬قتيلًا‭ ‬بعد‭ ‬إصابته‭ ‬بالشوم‭.‬

تدخلت‭ ‬لجنة‭ ‬المصالحات‭ ‬والقيادات‭ ‬الشعبية،‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬العائلتين‭ ‬بالصلح،‭ ‬وبالفعل‭ ‬بعد‭ ‬غضون‭ ‬عامين،‭ ‬انتهت‭ ‬الخصومة‭ ‬بالصلح‭ ‬بعد‭ ‬تقديم‭ ‬القودة‭ ‬لأهل‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭.‬

عادت‭ ‬القرية‭ ‬لطبيعتها،‭ ‬وتعايش‭ ‬أبناء‭ ‬العائلتين‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬لمدة‭ ‬قاربت‭ ‬الـ‭ ‬6‭ ‬سنوات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬خلافات‭ ‬على‭ ‬أولوية‭ ‬ركوب‭ ‬سيارة‭ ‬أجرة،‭ ‬جدد‭ ‬ذلك‭ ‬الخصومة‭ ‬بين‭ ‬العائلتين،‭ ‬وبدأ‭ ‬سلسال‭ ‬الدم،‭ ‬بين‭ ‬العائلتين،‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬17‭ ‬قتيلًا،‭ ‬منهم‭ ‬6‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭.‬

تدخلت‭ ‬لجان‭ ‬المصالحات‭ ‬والقيادات‭ ‬الأمنية‭ ‬والشعبية‭ ‬ومشيخة‭ ‬الأزهر،‭ ‬لحل‭ ‬المشكلة،‭ ‬وأنهت‭ ‬الصراع‭ ‬بينهما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تحولت‭ ‬القرية‭ ‬إلى‭ ‬خرابة،‭ ‬وخيم‭ ‬الحزن‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أركانها،‭ ‬والتزم‭ ‬الجميع‭ ‬ببنود‭ ‬الصلح،‭ ‬الذي‭ ‬أقرته‭ ‬لجنة‭ ‬المصالحات،‭  ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬تقديم‭ ‬القودة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الخصومة‭ ‬أيضا،‭  ‬وكان‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬انهاء‭ ‬الصراع‭ ‬بكلمة‭ ‬شرف‭.‬

وفي‭ ‬الخصومة‭ ‬الثأرية،‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬قائمة،‭ ‬تسبب‭ ‬بناء‭ ‬طرنش‭ ‬مياه،‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ ‬9‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬العمومة،‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬الكرنك‭ ‬التابعة‭ ‬لمركز‭ ‬أبوتشت‭.‬

بدأ‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬عائلتي‭ ‬الخطبة‭ ‬والجوالين،‭ ‬اللذين‭ ‬ينتميان‭ ‬إلى‭ ‬عائلة‭ ‬‮«‬الجبارنة‮»‬،‭ ‬بمشادات‭ ‬كلامية،‭ ‬بسبب‭ ‬طرنش‭ ‬مياه،‭ ‬راح‭ ‬ضحيته‭ ‬شخص،‭ ‬ليبدأ‭ ‬الثأر‭ ‬بين‭ ‬العائلتين،‭ ‬في‭ ‬مشاجرات‭ ‬مستمرة،‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬9‭ ‬أشخاص‭.‬

وفي‭ ‬قرية‭ ‬أبو‭ ‬حزام‭ ‬بنجع‭ ‬حمادي،‭ ‬تسبب‭ ‬هزار‭ ‬بين‭ ‬اثنين،‭ ‬وخلافات‭ ‬بينهما‭ ‬على‭ ‬سلاح،‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬11‭ ‬قتيلا‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬واحد،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قتل‭ ‬أحدهما،‭ ‬فردت‭ ‬عائلته‭ ‬بهجوم‭ ‬مسلح‭ ‬على‭ ‬سيارة‭ ‬بها‭ ‬أفراد‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬القاتل‭ ‬وآخرين‭ ‬ليس‭ ‬لهم‭ ‬دخل‭ ‬بالمشكلة،‭ ‬مما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬الثأر‭ ‬في‭ ‬القرية‭.‬

ضبطت‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬المتهمين‭ ‬في‭ ‬الواقعة،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬الأجهزة‭ ‬التنفيذية‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬القرية،‭ ‬وتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬لهم،‭ ‬بعد‭ ‬مطالبة‭ ‬أهلها‭ ‬بذلك،‭ ‬ووزع‭ ‬التضامن‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬على‭ ‬1000‭ ‬مواطن‭ ‬بالقرية‭ ‬وقرية‭ ‬حمرة‭ ‬الدوم‭ ‬المجاورة،‭ ‬وآلاف‭ ‬من‭ ‬كراتين‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية،‭ ‬وبدأت‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لها،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لتهدئة‭ ‬الوضع،‭ ‬كما‭ ‬طلب‭ ‬أهلها،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نغفل‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬بخصومة‭ ‬ثأرية‭ ‬جديدة‭ ‬بقرية‭ ‬‮«‬فاو‭ ‬بحري‮»‬‭ ‬التابعة‭ ‬لمركز‭ ‬دشنا،‭ ‬بسبب‭ ‬خلاف‭ ‬ومشادة‭ ‬كلامية‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬موقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬فيس‭ ‬بوك،‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬3‭ ‬أشخاص‭ ‬من‭ ‬العائلتين‭.‬

بسبب‭ "‬حمار‭"‬

وفي‭ ‬قرية‭ ‬أولاد‭ ‬عمرو‭ ‬التابعة‭ ‬لمركز‭ ‬قنا،‭ ‬عقدت‭ ‬جلسة‭ ‬صلح‭ ‬لم‭ ‬تُسمَ‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬الحمار‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬الجميع‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬الصلح‭ ‬أو‭ ‬الواقعة‭ ‬خلاف‭ ‬بسبب‭ ‬قيام‭ ‬حمار‭ ‬أحد‭ ‬المزارعين‭ ‬بالدخول‭ ‬لأرض‭ ‬مزارع‭ ‬آخر،‭ ‬ونشبت‭ ‬مشادات‭ ‬تطورت‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬السلاح‭ ‬الآلي،‭ ‬والذي‭ ‬تسبب‭ ‬بدوره‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬ضحايا‭ ‬ومصابين‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭.‬

طالب‭ ‬طب

وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬قنا‭ ‬شهد‭ ‬مركز‭ ‬سمالوط‭ ‬شمال‭ ‬محافظة‭ ‬المنيا،‭ ‬جريمة‭ ‬قتل‭  ‬بشعة‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬طالب‭ ‬جامعي،‭ ‬تعقبه‭ ‬المتهمان‭ ‬حتى‭ ‬ظفرا‭ ‬به‭ ‬بين‭ ‬العمارات‭ ‬السكنية‭ ‬وقتلاه‭ ‬وفرا‭ ‬هاربين،‭ ‬وتم‭ ‬إحالة‭ ‬المتهمين‭ ‬الأربعة‭ ‬بدائرة‭ ‬مركز‭ ‬سمالوط‭ ‬شرق،‭ ‬إلى‭ ‬المحاكمة‭ ‬الجنائية،‭ ‬لاتهامهم‭ ‬بقتل‭ ‬طالب‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭ ‬21‭ ‬سنة،‭ ‬بجامعة‭ ‬المنيا‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬الإصرار‭ ‬والترصد،‭ ‬بأن‭ ‬بيتوا‭ ‬النية‭ ‬وعقدوا‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬قتله‭ ‬على‭ ‬أثر‭ ‬خصومة‭ ‬ثأرية‭ ‬توفى‭ ‬فيها‭ ‬شقيقهما،واعدوا‭ ‬له‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الجريمة‭ ‬أسلحة‭ ‬بيضاء‭.‬

وكان‭ ‬مدير‭ ‬أمن‭ ‬المنيا،‭ ‬قد‭ ‬تلقى‭ ‬بلاغا‭ ‬بقيام‭ ‬مجهولين‭ ‬باستدراج‭ ‬طالب‭ ‬بكلية‭ ‬الطب،‭ ‬أثناء‭ ‬انتظار‭ ‬خروج‭ ‬شقيقة‭ ‬من‭ ‬الامتحان،‭ ‬إلى‭ ‬ممر‭ ‬احد‭ ‬المولات‭ ‬التجارية،‭ ‬وذبحوه‭ ‬وطعنوه‭ ‬عدة‭ ‬طعنات،‭ ‬أمام‭ ‬المارة،‭ ‬ثأرًا،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬وفاته‭ ‬في‭ ‬الحال،‭ ‬وعلى‭ ‬الفور،‭ ‬تم‭ ‬تشكيل‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬الجنائي‭ ‬برئاسة‭ ‬مدير‭ ‬مباحث‭ ‬المديرية،‭ ‬وتم‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬والمتهمين،‭ ‬وإحالتهم‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة‭ ‬للتحقيق‭.‬

تشرب‭ ‬شاي

لم‭ ‬يكن‭ ‬الأمر‭ ‬متعلقا‭ ‬بمحافظات‭ ‬بعينها،‭ ‬فارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬لسبب‭ ‬تافه‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وفى‭ ‬ربوع‭ ‬محافظات‭ ‬مصر،‭ ‬فهاهي‭ ‬جريمة‭ ‬قتل،‭ ‬بائع‭ ‬فول‭ ‬أمام‭ ‬المارة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬قهوجي،‭ ‬بميدان‭ ‬الجيزة،‭ ‬بعد‭ ‬رفض‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬شرب‭ ‬كوباية‭ ‬شاي،‭ ‬بحجة‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتناول‭ ‬الافطار،‭ ‬مما‭ ‬دفع‭ ‬المتهم‭ ‬للتشاجر‭ ‬معه‭ ‬وقتله‭ ‬بمساعدة‭ ‬صديقه‭ ‬عاطل،‭ ‬ونجح‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬فى‭ ‬ضبط‭ ‬المتهمين‭ ‬وسلاح‭ ‬الجريمة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬التحريات‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭.‬

فتش‭ ‬عن‭ ‬العنف‭ ‬أولًا

‭..‬الشاعر‭ ‬فتحي‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬يعرفه‭ ‬كل‭ ‬أهل‭ ‬الصعيد‭ ‬جيدًا،‭ ‬حاصل‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬العنف‭ ‬وسلسال‭ ‬الدم‭ ‬بالصعيد‭ ‬يقول؛‭ ‬إن‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬الصعيد‭ ‬وبعض‭ ‬المحافظات‭ ‬هو‭ ‬المشكلة‭ ‬الأصلية،‭ ‬والثأر‭ ‬فرع‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المشكلة،‭ ‬ونحن‭ ‬ننشغل‭ ‬بالفرع‭ ‬وننسى‭ ‬الأصل‭ ‬دائما‭.‬

وتابع‭: ‬العنف‭ ‬هو‭ ‬الأخطر‭ ‬لأنه‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬صغيرة‭ ‬جدا‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬تكبر‭ ‬وتتضخم‭ ‬حتى‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬تناحر‭ ‬ثأري‭ ‬كبير،‭ ‬وعندما‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬غالبية‭ ‬الخصومات‭ ‬الثأرية‭ ‬نجد‭ ‬أسبابًا‭ ‬صغيرة‭ ‬جدا،‭ ‬مثل‭ ‬المشادات‭ ‬الكلامية‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬عند‭ ‬أبسط‭ ‬الاحتكاكات‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬أو‭ ‬لعب‭ ‬الأطفال‭ ‬الذي‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬شجارهم‭ ‬وينتقل‭ ‬إلى‭ ‬الكبار‭ ‬بسرعة‭ ‬جنونية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التعصب‭ ‬القبلي‭ ‬البغيض،‭ ‬أو‭ ‬الخلافات‭ ‬العادية‭ ‬على‭ ‬ري‭ ‬الأرض‭ ‬أو‭ ‬حدودها‭ ‬أو‭ ‬حيازتها،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تتطور‭ ‬ولا‭ ‬نتخيل‭ ‬أنها‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬القتل،‭ ‬لكنها‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك‭.‬

ويستطرد‭ ‬قائلا‭: ‬من‭ ‬هنا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬الصعيد،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سبل‭ ‬مختلفة،‭ ‬وأهمها‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمشكلات‭ ‬الصغيرة‭ ‬جدا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتفاقم،‭ ‬وذلك‭ ‬بتفعيل‭ ‬دور‭ ‬رجال‭ ‬الإدارة‭ ‬وعدم‭ ‬الاستهانة‭ ‬أو‭ ‬الاستهتار‭ ‬بالمشكلات‭ ‬الصغيرة،‭ ‬وكذلك‭  ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬جهات‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬عليها‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الفرد،‭ ‬مثل‭ ‬التعليم،‭ ‬والثقافة،‭ ‬والرياضة،‭ ‬والأوقاف،‭ ‬وغيرها‭ ‬بحيث‭ ‬تضع‭ ‬برامج‭ ‬دائمة‭ ‬وطويلة‭ ‬الأجل‭ ‬لمواجهة‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬الصعيد،‭ ‬لأن‭ ‬العنف‭ ‬مشكلة‭ ‬ثقافية‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬العنف‭ ‬حاضرًا‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬التنمية،‭ ‬لأن‭ ‬العنف‭ ‬يرتبط‭ ‬أيضا‭ ‬بالبطالة‭ ‬والشعور‭ ‬بعدم‭ ‬التحقق‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تفرض‭ ‬ضغوطا‭ ‬على‭ ‬المواطن،‭ ‬وتجعله‭ ‬أقل‭ ‬سيطرة‭ ‬على‭ ‬ردود‭ ‬أفعاله‭.‬