أحوالنا.. العقل السيئ لن يستوعب النية الحسنة

زينب اسماعيل
زينب اسماعيل

  بقلم زينب اسماعيل
[email protected]
   
 

     التماس الأعذار للناس والتسامح من الأعمال التى يحبها الله سبحانه وتعالى ويروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن  شرًّا ، وأنت تجد لها في الخير محملا
..  التماس العذر للآخر من أهم المفاهيم الغائبة عن كثير منا فى تعاملاتنا المختلفة، وهذا منهج إسلامى دعانا الله تعالى له وحثنا عليه رسوله الكريم وأخذ به  الصحابة والتابعون والعلماء عبر العصور، واستحضارا لحال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا التمس لأخيك سبعين عذراً ..  وهي من المفاهيم التي تساعدنا علي ألا  تحمل الصدور كرها ولا حقدا ولا غلا واساءة  ظن الي الغير ، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا». 


     ولكن ،، انتبه ايها القارئ ولكن ما الحل اذا انتهت كل الأعذار أمامك ولم تجد عذرا واحدا لأخاك تلك هي المشكلة !!  أي أننا لا يمكن أن نكون مثل الإمام الشافعي رضى الله  حين مرض مرض فعاده بعض إخوانه، فقال للشافعى: قوى الله ضعفك، قال الشافعى: لو قوّى ضعفى لقتلنى، فقال الرجل مستدركا: والله ما أردت إلا الخير. فقال الشافعى ملتمسا له العذر بأخلاق العلماء: أعلم أنك لو سببتنى ما أردت إلا الخير. وانتهي الموقف .. أما اليوم كم من الساعات والأيام تضيع في التفسير لمواقف مر عليها زمان  ولم يفلح التبرير في إثبات البراءة بل يتم الحكم بالإعدام وقطع التواصل والإتصال  ولا حول ولا قوة الا بالله !!
 وتتراكم الخسائر الإنسانية  ولكن كل الخسائر قابلة للتعويض إلا أن تخسر سنوات من عمرك باحثا عن رضا الناس!


   فان كنت عزيزي القارئ تبحث عن رضا الناس في التعاملات في رضاهم ، فالأولي أن تبحث عن رضي الله سبحانه وتعالى  الذي يحاسبنا على ما فى قلوبنا لا على ما تنطقه ألسنتنا، أى أن الله سبحانه يجازينا على ما ننويه ، و لا يجب أن نتدخل أبدا فى النيات، لا يجب أن نخمن ونحاسب الآخرين على ما فى أدمغتنا وضمائرنا  بتصوراتنا نحن، بقناعاتنا نحن، وبأفكارنا نحن، ونقرر نحن نياتهم هم،  ونحاسبهم علي ما في ضمائرهم بأفكارنا، هذا خطا كبير لأننا بهذا نحكم عليهم بنيتنا نحن.. و عامة  الشخص سيئ النية مهما تعاملت معه بحسن نية فإنه سيجد دوما أسبابا سيئة لأى عمل حسن تقوم به، وهناك مقولة مشهورة  للطبيب النفسى الشهير سيجموند فرويد أعطت روشتة مختصرة للتعامل مع الأشخاص أصحاب النيات السيئة عندما قال: "لا تبرر كلماتك فى كل مرة يساء فهمك فيها، فالعقول السيئة لن تستوعب النية الحسنة".