غيروا ثقافة المسلمين| حكم «المماليك والأتراك».. عصر التخلف والانحدار الفكري

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


يعرف المماليك في اللغة العربية بأنهم: الرقيق، أو العبيد، وخصوصاً أولئك الذين سُبُوا دون آبائهم، وأمهاتهم، إلا أن لفظ المماليك له مدلول خاص في التاريخ الإسلامي منذ بداية حُكم الخليفة العباسي (المأمون)، وكذلك أخوه الخليفة (المُعتصم)؛ حيث جَلَبا أعداداً كبيرة من هؤلاء العبيد من سوق النخاسة؛ من أجل الاعتماد عليهم في فرقهم العسكريّة.

ومع مرور الزمن أصبح هؤلاء المماليك الأداة العسكريّة الرئيسية في مختلف البلاد الإسلامية؛ حيث اعتمد عليهم الأُمراء الأيوبيون بشكل خاصّ في حروبهم، وقد زاد عددهم، وكثر في عهد الملك (الصالح نجم الدين أيّوب)، عِلماً بأن مصر كانت أكثر البلاد الإسلاميّة التي استقدمت هؤلاء المماليك.

وابتداء من العقد الثانى بالقرن الـ16 وتحديدا فى عام 1517، أى قبل 500 عام، دخلت مصر فى حوزة الحكم العثمانى بعدما أرسل السلطان سليم الأول رسالة إلى قائد المماليك بمصر «طومان باى» تطالبه بالتسليم والخضوع لدولة الأتراك التى كانت قد ضمت حلب والشام وغزة وبدأت ترنو لحكم مصر، أهم ولايات الشرق العربى، إلا أن الحاكم المملوكى رفض التسليم، وانتهى الأمر بهزيمته فى موقعة الريدانية وشنقه السلطان وعلق جثمانه على باب زويلة، وزالت سلطة المماليك التى استمرت 267 عاما.

وأجمع مؤرخون على أن الدولة العثمانية فرضت عزلة عالمية على العرب، بحجة حمايتهم من الاستعمار الأوروبى الصليبى، وأكدوا أن أهم سلبيات الدولة العثمانية هى التسهيلات التى منحتها للدول الأوروبية التى تحولت إلى امتيازات مهَّدت للهجمة الاستعمارية الشرسة على الدول العربية بعد ذلك.

وتعرضت أحوال مصر فى ظل الحكم العثمانى لموجة من التدهور على أكثر من مستوى، حيث تردت الأوضاع الاقتصادية وزادت الضرائب وتراجعت الزراعة والتصنيع والحرف اليدوية.

من جانبه اعتبر الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن عصر المماليك والأتراك هو عصر التخلف والانحدار الفكري ، مشيرا إلى أن فترة حكم الأتراك كانت أسوأ فترة جثمت على العالم الإسلامي لمدة 300 عام غيرت فيها ثقافة المسلمين.

اقرأ أيضاً | المفتي: الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان معبرة عن جوهر الدين الحنيف| فيديو

وأوضح "كريمة" خلال تصريحاته أمس الجمعة  أن هناك مخالفات يجب أن تصحح في الخطاب الإسلامي وتجديد الوعي وحقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن  عصر الأتراك هو أسوأ عصر جاء إلى العالم الإسلامي.

وهاجم كريمة بعض المتسلفة الذين هاجموا الطبيب العالمي مجدي يعقوب الذي ترك الدنيا وجاء لأسوان من أجل علاج قلوب الأطفال، مشيرا إلى أنه ينطبق عليه قول الله تعالى "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".