مستشار مفتي الجمهورية: مصر في مهمة لإنقاذ العالم من التطرف والإرهاب

د.ابراهيم نجم
د.ابراهيم نجم

حرب عالمية ضد قوى الشر والإرهاب، خاضتها مصر وحدها، من أجل إنقاذ البشرية من الفكر المتطرف، وحماية العالم من ويلاته.. أراد الإرهاب ان يكسر مصر، لكن القاهرة كعادتها تقهر أعداءها، فقهرت الإرهاب الأسود ومن يقف وراءه من قوى شر عالمية ومخابرات دولية، نجحت مصر بصورة عجز عن تحقيقها غيرها، ولم تكتف القاهرة بنجاحها فى نطاقها المحلى، فوضعت على عاتقها مهمة إنقاذ العالم من التطرف والارهاب، وقامت بجهود جبارة لتحقيق هذه الغاية ليس على المستوى الأمنى والعسكرى والسياسى والاقتصادى فحسب، وإنما أيضا على المستوى الفكرى، وبتجديد الخطاب الدينى.

«مصر تقوم بدور محورى، ولديها تجربة رائدة فى مجال مكافحة الفكر المتطرف ومحاربة الإرهاب على كافة المستويات»..

 

بهذه الكلمات أكد د. إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، أن القاهرة حققت نجاحات كبيرة خلال السنوات الأخيرة فى اجتثاث بذور الإرهاب والجماعات المتطرفة التى أقلقت المنطقة بأسرها، مشيرا إلى ان الدور المصرى فى مواجهة الإرهاب لم يقتصر على الحرب الأمنية فحسب، بل وأيضا فى الحرب الفكرية التى تعتبر ذات أهمية كبيرة كونها توئد التطرف فى مهده وتحصن الناس وخاصة الشباب من الوقوع فى براثن هذا الفكر المنحرف.


وأوضح إبراهيم نجم، أن الجماعات الإرهابية تعمل على تزييف الوعى وتحريف صحيح الدين، حيث استغلت بعض النصوص الدينية لتبرير جرائمها وزعزعة استقرار المجتمعات وتحقيق مطامعها تحت ستار الدين، وهو ما تعمل مؤسسات الدولة الدينية على مواجهته وعلى رأسها دار الإفتاء المصرية التى بدأت معركتها مع الفكر المتطرف قبل سنوات، ولا تزال تبذل الكثير من الجهود المتنوعة من أجل القضاء على هذا الفكر البغيض وتفكيكه، لافتا إلى أن دار الإفتاء وضعت استراتيجية منضبطة لمواجهة جماعات التطرف والإرهاب، ليس على المستوى المحلى والإقليمى فحسب، بل على مستوى العالم أجمع، وتعتمد فيها على القيام بدورين: دور علاجى ودور وقائى.


وأشار إلى أن من أوائل الخطوات التى قامت بها الدار كإحدى المؤسسات الدينية المصرية، أن أنشأت عام 2014 مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة الذى يعمل على مدار الساعة ويقوم برصد وتحليل وتفنيد كل ما يصدر من جماعات التطرف والإرهاب من شبهات وإصدارات وأفعال، وأصدر المرصد حتى الآن ما يزيد على 600 تقرير أشاد ببعضها عدد من مراكز الأبحاث العالمية، كما أصدرت مؤخرًا «الدليل المرجعى لمواجهة التطرف» الذى يقع فى أكثر من ألف صفحة واستغرق اعداده حوالى 8 سنوات، حيث بدأ الإعداد له منذ عام 2014، حيث درسنا الحالة الداعشية والواقع المصرى خلال وعقب حكم الإخوان وحتى زواله، وتم صياغة هذا الدليل بشكل علمى رصين وبعبارات سهلة يفهمها الجميع، وحاليا بصدد إصدار النسخة الإنجليزية منه والتى تعتمد على ترجمة السياق وليس الترجمة الحرفية.. وعلى المستوى الدولى، قال مستشار المفتى إن دار الإفتاء أنشأت كذلك كيانًا عالميًّا هو «الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم» والتى هى بمثابة مظلة جامعة للمؤسسات الإفتائية فى العالم؛ وجعلت من أهم أهدافها تكتيل هذه المؤسسات لبناء حائط صد ضد هذه الأفكار الهدامة؛ فاعتمدت المبدأ المؤسسى الجماعى وانضوى تحت لوائها أكثر من ستين عضوًا ومؤسسة عاملة فى مجال الإفتاء من مختلف دول العالم، وعقدت مؤتمراتها العالمية على مدار الأعوام الماضية، وكان من أهم محاور ونتائج ومشروعات هذه المؤتمرات ما يتصل بمواجهة الأفكار المتطرفة.. ومن جهود الأمانة كذلك فى مواجهة التطرف والإرهاب ما أعلنته فى المؤتمر العالمى السادس للإفتاء أوائل أغسطس الماضى من إطلاق «مركز سلام لدراسات التطرف» والذى يعمل على تعرية الجماعات الإرهابية والمتطرفة ونزع رداء الدين الذى تتخفى وراءه وتزور الحقائق من خلاله، وتحصين الشباب من الوقوع فى براثن الفكر المتطرف.. وفى الفضاء الإلكترونى أضاف أن دار الإفتاء أنشأت عددًا من الصفحات الموثقة على مواقع التواصل الاجتماعى منها صفحة «داعش تحت المجهر» بلغات عدة، وأصدرت كذلك مجلة إلكترونية باسم «insight» باللغة الإنجليزية للرد على مجلتى «دابق» و»رومية» اللتين تصدرهما «داعش».
وفى السياق ذاته، قال منير أديب، الباحث فى شئون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولى، إن الدولة المصرية لديها رؤية واستراتيجية عامة لمواجهة جماعات العنف والتطرف، ليس داخل مصر فقط وإنما ضد هذه الجماعات الإرهابية الموجودة خارج الحدود المصرية، مشيرا إلى أن جزء من الرؤية العامة والاستراتيجية الكبيرة التى وضعتها مصر تجاه هذه الجماعات أنها أخذت مسارات مختلفة، المسارين الأمنى والعسكرى فى المواجهة، وأيضا المسار الفكرى.
وأكد منير أديب، أن الدولة بذلت جهودا كبيرة فى المسار الفكرى، والذى يضم فكرة تجديد الخطاب والفكر الدينى، والعمل على إزالة الشوائب التى لصقت بحقيقة الدين واثرت على وعى المسلمين، وحدث خلط فيها ما بين أصول الدين وعقائده وما بين بعض ما يمكن ان نسميه بالدخيل على الدين وليس منه، لافتا إلى أن جهود الدولة فى هذا الجانب أثمرت عن نتائج حقيقية نلمسها على أرض الواقع.
وأشاد أديب، بالرؤية والاسترتيجية التى بذلت الدولة المصرية فيها جهودا ضخمة، وما أثمرته عن نتائج حقيقية، حيث استطاعت القاهرة أن تقضى على التنظيمات المتطرفة وعلى أفكارها بنسبة تصل إلى 90%، مبينا ان أهمية هذه الاستراتيجية تكمن فى كونها استطاعت أن تقضى على البنية التحتية للتنظيمات التكفيرية، فأصبحت الآن هذه التنظيمات بلا تأثر وبلا أثر.