«هنري سيريل باجي».. أغرب النبلاء اشتهر بالبذخ ولقب بـ«فتى الألماس»

هنري سيريل باجي
هنري سيريل باجي

قد لا يعرفه الكثيرون على الرغم من شهرته السريعة والقصيرة وسمعته التي وصلت لكل بيوت الطبقة الأرستقراطية البريطانية في زمن قياسي بسبب أسلوبه الغريب وخروجه عن نمط العقل فاشتهر بالبذخ الشديد وعشقه للالماس والتمثيل و«رقصة الفراشة» حتى وصل لمرحلة الديون ما دفع وريثه لمحو تاريخه.

«هنري سيريل باجي»، الذي تعرف على الثراء في سن الـ27 وتوفي قبل أن يتم الـ30 عامًا ورغم حياته القصيرة في الثراء إلا أنه فعل الكثير حتى ذاع صيته.

ولد هنري عام 1875 ليكون الابن الأكبر من الزوجة الثانية للمركيز الرابع «بلانش ماري بويد» وبعد التحاقه بكلية إيتون تم تكليفه كملازم في الكتيبة التطوعية الثانية في رويال ويلز فوسيليرس في عام 1898 تزوج من ابنة عمه ليليان فلورنس مود شيتويند لتتغير حياته رأسا على عقب بعد وفاة والده.

ففي نفس عام زواجه عندما تم عامه الـ27 تعرف هنري على الثراء وحياة الترف بعد وفاة والده حيث ورث لقب ماركيز الخامس وهو ثاني أعلى رتبة في النبلاء تحت الدوق وتم تقديم اللقب إلى إنجلترا من قبل الملك ريتشارد الثاني ومع اللقب ورث ممتلكات العائلة والتي تضمنت ممتلكات عقارية تبلغ حوالي 30 ألف فدان والتي توفر عائدات سنوية قدرها 11.000 جنيه إسترليني أي ما يعادل 14 مليون جنيه إسترليني حاليا.

وبدأت شهرته لينضم إلى اغرب الشخصيات التاريخية فثراء الأمراء أخرجه من طوره الطبيعي وبدأ على الفور في تحويل أكثر أحلامه جرأة إلى حقيقة يعيشها وكانت أحلامه كلها مقتصرة على حياة البذخ والترف فاستخدم ماله في شراء المجوهرات والفراء ولإقامة الحفلات الباذخة والعروض المسرحية البراقة.

كان يأمر المصممين أن يصمموا له فساتين مرصعة بالماس والأحجار الكريمة مما جعل معاصريه يلقبونه بـ«المخلوق الطويل والأنيق المرصع بالمجوهرات» حتى أنه عدل سياراته لتكون هي الأخرى مرصعة بالأحجار الكريمة والمعادن النفيسة وبدلا من إطلاق العادم من السيارة كانت سياراته تطلق العطور.

كما دفعه حبه للتمثيل بتحويل كنيسته المتواجدة في ملكيته العقارية إلى مسرح عملاق وأطلق عليه اسم  «The Gaiety» أو المرح وجهزه بكل المعدات المتطورة التي مكنته من إعادة أعمال كاملة لـ«شكسبير» وعرض مسرحيات أخرى كما كان يوظف ممثلين محترفين برواتب تفوق رواتبهم المعتادة بعشرة أضعاف وبسبب هوسه بنفسه كان يحتكر على نفسه أدوار البطولة في المسرحيات.

واستمرار لغرابته كان هنري يؤدي رقصات غريبة ومغرية في كل مرة تسنح له الفرصة بذلك مما جعله يكتسب لقب «الماركيز الراقص» وقرر الذاهب مع مسرحه المتنقل في جولة أوروبية تستمر 3 سنوات يؤدون فيها عروضهم المسرحية.

وبسبب اسلوب حياته رفضت زوجته الاستمرار معه وتطلقا بعد سنتين فقط من الزواج وذلك بسبب اسلوب هنري الغريب معها فكان يعاملها كالدمية حيث كان يشتري لها مجموعات كاملة من المجوهرات النفيسة وكان يطلب منها ارتداءها على جسدها والنوم بها.

ونتيجة لحياة البذخ التي عاشها قضى هنري على ميراث عائلته في غضون سنتين وأعلن إفلاسه عام 1904 حتى قام باستدانة  700 ألف دولار إضافية وبعدها بعام واحد عندنا وصل هنري عامه ال 29  توفى متأثرًا بمرض السل.

وورث من بعده قريبه «تشارليز» لقب ماركيز وبدأ عمله في محو تاريخ هنري، فقام بتفكيك المسرح وباع الجزء المتبقى من الملكية العقارية العائلية في ثلاثينات القرن الماضي من أجل تسديد ديون هنري العالقة كما قام بحرق كل ورقة أو وثيقة تحمل اسم هنري لحذفه من تاريخ العائلة مؤكدا على أنه هو خامس ماركيز وليس السادس بعد هنري.

اقرأ ايضا:وفاة كلايف سنكلير.. مخترع الآلة الحاسبة المحمولة عن عمر ناهز 81 عاما