بعد واقعة «فتاة المول».. دوافع تدل على نية الانتحار

صورة موضوعية
صورة موضوعية

شهد العام الجاري 2021 عدة وقائع انتحارية متتالية حيث تنضم حادثة انتحار الفتاة من الطابق السادس بإحدى المولات الشهيرة إلى سلسلة من حوادث الانتحار التي يفجع بها المصريون وتثير ضجيجًا واسعًا في البيوت المصرية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب جهل العديد لعلامات والدوافع للانتحار.

من جانبها، قالت الدكتورة أسماء عبدالوهاب استشاري الطب النفسي ومديرة مركز أسما للصحة النفسية لـ«بوابة أخبار اليوم» إن عدم إحتواء الآباء لأبنائهم المراهقين يتسبب في خيبة أمل لديهم، فجميع الآباء والأمهات تهتم فقط بالمأكل والمشرب وتعليم دون النظر إلى صحتهم النفسية أو الالتفات لعلامات الاكتئاب التي قد تبدأ بالظهور عليهم تدريجيًا أو الميول الانتحارية.

واستنكرت أسماء من وصمة العار التي تلاحق المرضى الذين يذهبون إلى أطباء نفسيين، مضيفة: «إلى متى سيظل العلاج النفسي والصحة النفسية في مصر ليست محسوبة من ضروريات الحياة.. إمتى هنشوف أن عيادات الصحة النفسية في أباء وأمهات جايين عشان يتعالجوا ويتعلموا عشان يعرفوا يتعاملوا مع أبنائهم صح».

وأشارت استشاري الطب النفسي، إلى علامات الانتحار التي قد تبدو على المنتحر أو من لديه ميول انتحارية، مثل التقلبات المزاجية الشديدة، وتعاطي المخدرات والعصبية المفرطة والتهور والانسحاب المفاجئ والعزلة، واليأس والشعور بالوحدة الدائم، والتحدث عن الموت بشكل مختلف ومحاولات إيذاء النفس.

وتابعت، عندما تبدأ بظهور تلك العلامات يجب على الأسرة والأقارب والأصدقاء احتواء الشخص بتهيئة المناخ الإيجابي له وعدم السخرية منه وضرورة استشارة طبيباً نفسيًا.

ويرى الدكتور محمود الحبيبي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس أن قرار الانتحار في العموم قرار متردد سواء في الإقبال عليه أو التنفيذ أو الرجوع عنه، لذا يجب تصعيب وتهويل الانتحار على المواطنين وتعطيل من يفكر في ذلك قدر الإمكان حتى يتراجع.

وتابع «الحبيبي» أن أسباب الانتحار مختلفة ومتنوعة كقرارات اندفاعية بسبب الضيق أو بسبب مرض نفسي كالاكتئاب الشديد أو مرض عقلي كالفصام أو اضطرابات شخصية لأسباب اجتماعية وأسرية، فالأشخاص المنتحرين لديهم مبادئ وأفكار مختلفة عن ميزان الحياة والموت لذا يجب عدم تقييم سبب الانتحار من وجهة نظر المقربين له ولكن يتم تقييم على أساس المنتحر وما مدى أهمية السبب الذي دفعه إلى ذلك.

أشار إلى أن الدراسات والأبحاث أكدت على سعى الأشخاص إلى أخذ طريق لا جوع منه في تنفيذ عمليات الانتحار حتى لا تتردد.

وشدد على ضرورة أخذ كلام من يهدد بالأنتحار بشكل جدي وعدم التسفيه أو تقليل منها، لأنها مؤشر على وجود أفكار انتحارية.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية الانتحار ثالث سبب للوفاة لدى من تتراوح أعمارهم بين «15-19» عامًا حيث يلقى ما يقارب 800 ألف شخص حتفه كل عام بسبب الانتحار، وتشير المنظمة أن مقابل كل حالة انتحار هناك الكثير من الناس الذين يحاولون الانتحار كل عام وتمثل محاولة الانتحار السابقة أهم عامل خطر لعموم السكان، وتستأثر البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بنحو 79% من حالات الانتحار في العالم، ويعتبر ابتلاع المبيدات، والشنق والأسلحة النارية من بين الأساليب الأكثر شيوعًا للانتحار على مستوى العالم.